استقالة الحلبوسي.. هل سيكون "الناجح قبل الامتحان"؟
شفق نيوز/ يبدو أن استقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، كانت أشبه بورقة ضغط من السياسي السني الشاب، ليدفع اللاعبين الجدد في البرلمان على دعمه بشكل غير رسمي عبر رفضهم قبول الاستقالة، أو الدفع نحو مديات غير مقروءة بعد.
الأول في المناطق السنية
بدأ الحلبوسي المرحلة السياسية الحالية منفرداً في انتخابات 10 / 10 / 2021 بدخوله بحزب تقدم الذي حقق نتائج ايجابية تركزت أغلبها في المناطق السنية من البلاد، عبر حصده 37 مقعدا برلمانيا، فيما كان لغريمه خميس الخنجر 14 مقعداً في هذه المناطق.
تحالف السيادة
شكّل الحلبوسي تحالفاً "برغماتياً" مع خميس الخنجر، رغم الخلافات التي عصفت بينهما والتي وصلت الى حد الاتهامات المتبادلة انذاك، ليكوّنا إتلافاً من 67 نائبا، من قوى سنية بارزة وهي عزم وتقدم وحزب الجماهير ونواب مستقلين من المكون السني، ويترأسه الخنجر.
"انقاذ وطن" ينصبه رئيساً للبرلمان
أعقب تكوين تحالف السيادة، تنصيب الحلبوسي على كرسي رئاسة البرلمان لدورة ثانية، بدعم من تحالف "إنقاذ وطن" الذي تشكل في 9 كانون الثاني 2022، بعد ترشيحه رسميا من قبل تحالفه السيادة، وكذلك من قطبي التحالف الآخرين، الذي ضم كلا من التيار الصدري، والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
حتى الآن، يبدو أنه الشخص الوحيد من الرئاسات الثلاث، الذي نجح، في إعادة نفسه للمنصب مجددا في ظل رفض قاطع من الحزب الديمقراطي الكوردستاني لإعادة برهم صالح رئيسا بولاية ثانية، ورفض الإطار التنسيقي مصطفى الكاظمي لتجديد ولايته أيضا.
استقالة للتجديد مجددا
ومع تفكك تحالف "إنقاذ وطن" باستقالة نواب التيار الصدري من البرلمان واستبدالهم من نواب خاسرين تشكل البرلمان على وفق أطر جديدة كان للإطار التنسيقي فيها حصة الأسد وبرزت دعوة الحكومة التوافقية مجددا بدلا من الاغلبية التي تبناها تحالف إنقاذ وطن.
ويبدو أن القيادي السني ومع إعلان بعض النواب الذين لديهم مواقف متزمتة من الحلبوسي، ورغبتهم باجباره على الاقالة ان لم يحقق ما يريدون أو ينضم ائتلافه الى الإطار التنسيقي ليتحرك الحلبوسي على رقعة الشطرنج السياسية خطوات للأمام فاجأت الجميع، بدءا من انضمامه لتحالف ارادة دولة بزعامة الإطار التنسيقي ومن ثم الخطوة المفاجئة بإعلانه الاستقالة من رئاسة مجلس النواب.
اعلان ساق مبرراته بالقول يوم أمس الاثنين، خلال مشاركته في أعمال ملتقى الرافدين ببغداد، مبينا انه "قدم استقالته ولم يتداول بها مع أحد"، لافتا إلى أن "المناصب هي تكليف وليس تشريف ومن تسلم المواقع يجب أن يعرف أهمية المرحلة".
ويبدو ان النقطة الملفتة من الحلبوسي، هي ما كشف عنها بأن "التوجهات في مجلس النواب اختلفت بنسبة 180 درجة، علينا البدء بمرحلة جديدة و اني امنح الحق لأعضاء البرلمان لإبداء رأيهم بشأن الاستقالة"، وهو ما يعني ضمنيا احراج الجميع ودعوتهم مجبرين لاعادته لمنصبه بالتصويت على رفض الاستقالة وهو ما يعني تجديدا ضمنيا له خلال الفترة المقبلة.
خطوة وصفها محللون سياسيون بأنها "ذكية" كما اعتبر استاذ الاعلام في جامعة اهل البيت غالب الدعمي ان الحلبوسي وبخطوته هذه مُنح "شهادة دكتوراه" سياسية في اشارة لذكائه في خطوته السياسية، مع اعلان اطراف الاطار التنسيقي أكبر تجمع شيعي عراقي بأنه يرفض استقالة الحلبوسي وسيعيده الى منصبه رئيسا للبرلمان في جلسة البرلمان يوم غد، ليكون بذلك هو "الناجح الوحيد" حتى قبل الامتحان.