عباس عليوي: المشهد الرياضي مؤلم وما يهمنا ان تكون انديتنا حقيقية وليست مقاطعات عشائرية يتوارثها الابناء
شفق نيوز/ وصف عباس عليوي رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي، المشهد الرياضي العراقي بـ"المؤلم"، لافتا إلى أن قادة الرياضة يهتمون بالمناصب اكثر من تطوير الرياضة.
وبين عليوي في لقاء أجرته معه وكالة شفق نيوز؛ أن ما يهمنا ان تكون انديتنا حقيقية وليست دكاكين أو مقاطعات عشائرية يتوارثها الابناء.
وفيما أكد وجود صعوبة بتمرير قانون الاندية، أشار إلى أن هناك "شخصيات كبيرة" تحاول منع إنهاء التشريعات الرياضية.
وفيما يلي نص اللقاء الكامل رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي:
من خلال تواجدك في الوسط الرياضي و ترؤسك لجنة البرلمان كيف قرأت المشهد الرياضة العراقية؟
المشهد الرياضي مؤلم جدا، تقاطعات وفوضى واهتمام اغلب قادة الرياضة بالمناصب أكثر من اهتمامهم بتطوير العابهم، ولا توجد لدى الكثير منهم برامج رياضية حقيقية يمكن العمل في ضوئها لتحقيق شيء إيجابي للرياضة ، لكن هذا لا يعني بأن النظرة سوداوية وبالامكان تغيير هذا الواقع وهو ما عملت عليه لجنة الشباب والرياضة من خلال التشريعات ووضع القيادات في مناصب محددة مع تحديد فترة ولايتهم حتى يركزون على الاداء اكثر من التركيز بالبقاء في المناصب، وبالمناسبة لدينا قاعدة رياضية متمثلة برياضيين لو توفرت لهم خطط وقيادات حقيقية ومناخ ملائم يمكن تحقيق انجازات عالية المستوى .
ايهما اصعب الوسط الرياض ام السياسي؟
الوضع العام في البلد متشابه على مختلف الاصعدة سواء كانت سياسية او رياضية او غيرها لأسباب معروفة لدى الجميع. وصعوبة الوسط الرياضي تكمن في جماهيريته الواسعة التي تعشق الرياضة، وبالتالي الواقع الرياضي المتردي والمتراجع يجعله صعب الخوض فيه او السعي لتغيير النمط السائد فيه من اللامبالاة وعدم الاهتمام بالقاعدة الرياضية وطول فترة بقاء القيادات الرياضية في الوسط جعلتهم متنفذين ويتحكمون بالقرارات التي تصب في مصلحتهم واي شخص لا يستطيع النفاذ إلى صومعاتهم التي بنوها منذ سنوات طوال، وهنا تكمن الصعوبة في العمل الرياضي لكنه ليس بمستوى الوضع السياسي الذي هو أكثر صعوبة وتعقيد من المشهد الرياضي.
*واجهت مقاومة ورفض رياضي بعد عرضك للقانون الخاص بالأندية والاتحادات مما أدى إلى تأجيل المصادقة على القانون، هل ستتراجع وتقوم بإلغاء بعض الفقرات المعترض عليها؟
نحن اللجنة أعددنا العدة لكل طارئ، ونعرف مسبقا ان قانون الاندية من أكثر القوانين التي سيكون عليها جدل كبير، وبالتالي بدأنا بقانون الاولمبية ونجحنا وكسبنا ود الاعلام الرياضي والشارع الرياضي معا، وهذا ساعدنا كثيرا في إقرار قانون الاتحادات الذي واجه صعوبات في تمريره أكثر من الاولمبية وبعد تمريره تمكنا من اقناع الغالبية العظمى من الإعلام والرياضيين وحتى القيادات الرياضية وبعض السياسيين؛ باننا قادرين على اكمال التشريعات التي فشلت في اقراها الدورات السابقة، رغم الاستقرار السياسي الذي كان هو أفضل من الوضع الحالي وكل هذه النجاحات ستساعدنا في إقرار اخر تشريع رياضي وهو قانون الاندية الذي وضعنا كل جهودنا فيه واخترناه أن يكون هو القانون الأخير لأهميته للرياضة العراقية، ولا ننكر المعارضة الشديدة للقانون وتحملنا في ذلك الكلام وتعرضنا للنقد بشكل كبير، ونحن نعرف مسبقا اننا سنتعرض لهذا الهجوم العنيف من قبل بعض الاندية الرياضية ونحن مقتنعين قناعة تامة بالمواد والفقرات المذكورة بالقانون ولن نتخلى عنها مهما كلف الامر من اجل المصلحة العليا للرياضة، وبالنسبة لعدم المصادقة على قانون الاتحادات الرياضية من قبل رئيس الجمهورية يوصل رسالة للجميع عن مدى القوى التي نواجهها في تشريع القوانين فمن غير المعقول رئيس الجمهورية الذي يعتبر حامي للدستور وللقوانيين يقف حائلا امام مصادقة قانون الاتحادات الرياضية، ومن المؤكد أن عدم مصادقته ناتجة من تاثير قوى كبيرة تحاول لي اذرعنا وعدم الاستمرار في انهاء التشريعات الرياضية، وبنفس الوقت هذا الموقف الغريب من رئيس الجمهورية يؤكد على شجاعة واصرار لجنة الشباب والرياضة لعدم الخضوع لرغبات كبار السياسيين واصبح الامر مكشوفا للشارع الرياضي والاعلام الرياضي ان هناك شخصيات كبيرة تحاول منع لجنة الشباب والرياضة للاستمرار في انهاء التشريعات الرياضية.
هناك من اتهمك بانك تجامل البعض وتعمل ضد البعض من رؤساء الاتحادات والاندية؛ ماذا تقول عن ذلك؟
لا اعتقد ان هذا الاتهام صحيح. فلو رجعت لكل من يشكك في لجنة الشباب والرياضة انها تميل لطرف دون طرف آخر ستجدهم في مسألة إقرار قانون الاولمبية كانوا من المهنئين لنا وتحدثوا عن الدور الكبير والذي يحدث لأول مرة بعد مرور أكثر من 30 عاما ان يشرع قانون والجميع اعترف باستقلال اللجنة في اتخاذ قراراتها دون تأثير عليها من هنا او هناك، لكن بعد الوصول تدريجيا إلى قوانين تمس مناصب ومصالح شخصية أخذت هذه الأصوات بالتشهير تارة وتارة اخرى بايهام الرأي العامة بأننا نجامل البعض على حساب البعض الاخر والذي يطلع ويقرأ القوانين بتمعن سيعرف جيدا ان المواد الموضوعة فيها مهنية ورصينة وقريبة من العالمية وافضل من الدول المجاورة. وحتى مَن انتقدنا و وقف ضدنا في بادئ الامر؛ اخذ اليوم بالتشجيع والمساندة لنا عندما وجدنا باننا نضع مصلحة الرياضة فوق مصلحة الجميع، وما يهمنا ان تكون الاندية اندية حقيقية وليست دكاكين او مقاطعات عشائرية يتوارثها الابناء ولابد من فسح المجال للطاقات الشابة والنجوم وكذلك اصحاب رؤوس الاموال للدخول في عالم الرياضة التي تعتبر اليوم صنعة تحتاج الى ادارة محترفة واموال تستثمر بشكل صحيح وترد عوائد ذا فائدة للرياضة والرياضيين بدلا من اندية تعتمد فقط على المال العام دون التفكير في كيفية استثماره بطريقة صحيحة.
يتهمك البعض انك تجاوزت صلاحيات عملك وتدخلت في أمور عدد من الاتحادات والاندية لاسيما عمل اتحاد الكرة والاولمبية؟
ليس صحيح بل بالعكس هناك من يتهمنا بالابتعاد عن الاتحادات والاندية والاولمبية والأمر ليس هذا ولا ذاك نحن كلجنة لا تتدخل في الامور الفنية والادارية ولا حتى المشاكل التي تنشأ بين الأعضاء والمؤسسات الرياضية ونحاول قدر الامكان الابتعاد حتى نشعرهم باستقلاليتهم التامة. وإذا حصل تدخل من قبلنا فهو ناتج عن رغبة الاولمبية والاتحادات والاندية بذلك من خلال كتب رسمية تطلب ذلك ونتعامل مع الجميع بشفافية عالية ونساعدهم قدر الإمكان في تجاوز الصعوبات التي تواجههم وندافع عن حقوقهم في الموازنات التي تقر من الحكومات ونقف كثيرا في تدخلات الوزارة بشؤونهم. ومن الضروري جدا أن يكون التعاون بين المؤسسات الرياضية والحكومة ولجنة الشباب والرياضة في مصلحة الرياضة وليست في المصالح الشخصية، وكانت لجنتنا ومازالت تنظر للمؤسسات الرياضية مهما كان الشخص الذي يديرها نظرة احترام وتقدير ونسعى الى توفير متطلبات العمل اللازمة لها.
هل تعتقد أنك نجحت في مهمتك كرئيس للجنة الشباب والرياضة البرلمانية؟
هذا الأمر متروك للنقاد والإعلام الرياضي هو من يحدد النجاح من الفشل وشخصيا اعتبر المهمة التي تكلفت بها انا ولجنة الشباب والرياضة على وشك إنهائها على اكمل وجهة الا وهي إنجاز كافة التشريعات الرياضية في وقت قياسي جدا، وخير دليل على ذلك هو الشكر والتقدير الذي قدمته اللجنة الاولمبية الدولية للجنة الشباب والرياضة والاحتفاء بنا في لوزان ورفع العلم العراقي لمدة ثلاثة أيام اعترافا منها بالانجاز الذي تحقق على يد لجنة الشباب والرياضة باقرارها قانون الاولمبية الدولية على لسان رئيسها.
ولا يفوتني أن اوجه شكري وامتناني الى اعضاء اللجنة الدكتور طيب برواري ومقررة اللجنة آرزو محمود لمهنيتهم العالية ورؤيتهم الواسعة واخلاصهم في عملهم وروحهم الوطنية وقد شكلنا فريق عمل موحد ومنسجم وكل قرارتنا تخرج بالاجماع ولا ينفرد احدنا عن الاخر برأي او قول مخالف للآخر وهذا هو سر نجاحنا.