سكتة قلبية تصيب لاعب لوتون تاون وتعيد للأذهان انهيارات سابقة في الملاعب
شفق نيوز/ انهار لاعب نادي "لوتون تاون"، توم لوكير، على أرض الملعب مغشيا عليه خلال لقاء كوفنتري سيتي، على استاد ويمبلي في 27 مايو الماضي، قبل أن يتكرر الأمر خلال لقاء ضد بورنموث بالدوري الإنجليزي الممتاز، أمس السبت.
في المرة الأولى خرج لوكير (29 عاما)، من ملعب المباراة التي أهلت فريقه إلى الدوري الممتاز، وأمضى 5 أيام في المستشفى وخضع لجراحة لعلاج الرجفان الأذيني، وهو اختلال في عمل القلب، ثم عاد للتدرب مع الفريق قبل انطلاق الموسم الحالي إثر حصوله على موافقة طبية.
وفي حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال لوكير في يونيو الماضي وقبل مطلع الموسم الكروي الجديد، إنه أصبح "سليما تماما" وفق الفحوصات المطلوبة، وسيواصل مسيرته المهنية بعد الجراحة.
لكن بعد أشهر قليلة، تقرر إلغاء مباراة بورنموث ولوتون تاون، السبت، بعد توقفها في الدقيقة 65، إثر سقوط جديد للاعب لوكير، لتعرضه لنوبة قلبية، وسط انهيار جميع اللاعبين والأطقم الفنية والجمهور في الملعب.
وكتب النادي عبر منصة "إكس"، السبت: "كل مشاعرنا مع توم لوكير.. طاقمنا الطبي أكد تعرضه لنوبة قلبية على أرض الملعب، وقد استجاب حاليا بعد نقله على محفة (إلى خارج الملعب)".
وواصل النادي: "تم نقل توم إلى المستشفى، ويمكننا أن نُطمئن المشجعين بأن وضعه مستقر ويخضع حاليا لمزيد من الفحوصات، مع وجود عائلته بجواره".
"كل الفحوصات سليمة"
أكد لوكير في حواره مع "بي بي سي"، مايو الماضي، إنه حصل على كل التصاريح الطبية اللازمة لاستكمال ممارسته كرة القدم، بعد إجرائه الجراحة، وقال: "كان عليّ إجراء الجراحة لإصلاح المشكلة، ولا يجب أن يتكرر ذلك مجددا".
وتابع: "لا سبب على الإطلاق يمكن قوله لتفسير ما حدث، كنت سليما تماما وكل فحوصات القلب جيدة".
وأوضح المدافع الويلزي، أنه بعد الواقعة السابقة، واصل مشاهدة المباراة آنذاك عبر بث مباشر خلال وجوده في سيارة الإسعاف التي نقلته من ملعب ويمبلي إلى مركز كليفلاند الطبي في لندن، حيث احتفل بالانتصار في المباراة على سرير المستشفى وسط عائلته.
وقال: "كانت لحظات بمشاعر مختلطة. كنت أتخيل نفسي طيلة الأسبوع أحتفل بالفوز، لكن انتهى الأمر بي على سرير في المستشفى. لم يكن ذلك ما دار في ذهني".
عاد اللاعب مجددا إلى المشاركة مع فريقه مع بداية الموسم، ولعب 15 مباراة حتى الآن في جميع المسابقات الإنجليزية قبل مباراة السبت، والتي شهدت إصابته الجديدة.
ما هو الرجفان الأذيني؟
الرجفان الأذيني، حالة تتسبب في عدم انتظام دقات القلب، وهو أحد أكثر أنواع أمراض اضطراب القلب شيوعا، وقد يكون خطيرا إذا لم يتم علاجه.
يحدث حينما يتم إرسال الإشارات الكهربائية المتحكمة بمعدل ضربات القلب بطريقة غير منظمة، مما يتسبب في تسارع دقات القلب.
ومن بين أعراضه، الشعور بتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، بجانب ألم الصدر، وضيق التنفس والدوار.
يتسبب المرض في ارتفاع احتمالية الإصابة بالسكتة القلبية، لكن يمكن الحد من ذلك عن طريق بعض الأدوية، واتباع أسلوب حياة صحي، يشمل تناول طعام صحي وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين.
وبخصوص السكتة القلبية، فإنها من بين أكثر أسباب الوفاة بين الرياضيين الشباب. وبحسب مجموعة "مايو كلينك" الطبية، فإن هناك واحدا من بين 50 إلى 80 ألف رياضي شاب يموت سنويا بسبب السكتة القلبية المفاجئة، بالتالي، يظهر أن الأمر نادر الحدوث، لكنه تكرر في ملاعب كرة القدم.
إريكسن.. ولاعبون آخرون
انهار لاعب كرة القدم الدنماركي، كريستيان إريكسن، على أرض الملعب خلال مباراة منتخب بلاده أمام فنلندا في بطولة كأس الأمم الأوروبية بالعاصمة كوبنهاغن، عام 2021.
تعرض اللاعب لسكتة قلبية، لكنه تلقى العلاج اللازم وعاد لممارسة كرة القدم بعد 6 أشهر من الواقعة، ويلعب حاليا للعملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد.
ويلعب إريكسن حاليا بعد تركيب جهاز مزيل رجفان القلب (ICD)، وفسخ تعاقده مع ناديه إنتر ميلان بسبب قواعد الاتحاد الإيطالي لكرة القدم التي لا تسمح للاعبين بممارسة كرة القدم حال تركيب مثل هذا الجهاز.
وبعد واقعة مدافع لوتون تاون، ربما زادت المخاوف بشأن إريكسن أيضًا.
في العادة يعتزل اللاعبون بعد تعرضهم لسكتة قلبية في الملاعب، خوفا على حياتهم، وكان مثالا على ذلك لاعب بولتون الإنكليزي، فابريس موامبا، الذي تعرض لسكتة قلبية خلال مباراة في مارس 2012 ضد نادي توتنهام في بطولة كأس الرابطة الإنكليزية.
اعتزل موامبا كرة القدم بعد الواقعة، بعدما تمكن الأطباء من إنقاذ حياته على أرض الملعب، امتثالا للنصائح الطبية.
فيما توفي مهاجم بنفيكا البرتغالي، ميكوس فيهر، في يناير 2004، بعد تعرضه لسكتة قلبية خلال مباراة ضد فيتوريا غيماريش.
وبعد 3 سنوات من هذا التاريخ، انهار نجم نادي إشبيلية الإسباني، أنتونيو بويرتا، بعد تعرضه لسكتة قلبية خلال مباراة ضد خيتافي. وتوفي المدافع بعد أيام في المستشفى.
كما عانى لاعب نادي إسبانيول داني خاركي، عام 2009، من سكتة قلبية بعد حصة تدريبية، وفارق الحياة.
أبرز الحالات مؤخرا، كانت اللاعب الإيطالي الدولي دافيد أستوري، الذي توفي بسكتة قلبية داخل غرفة فندق، بعد مباراة لفريقه فيورنتينا في مارس 2018.