وكالة مسيحية حول آشوريي الموصل: العودة خجولة حتى الآن

وكالة مسيحية حول آشوريي الموصل: العودة خجولة حتى الآن
2024-06-16T17:08:32+00:00

شفق نيوز/ ذكر موقع "وكالة الأنباء الآشورية الدولية" ان سقوط مدينة الموصل قبل 10 أعوام، لم يكن هو بداية كفاح المسيحيين في المدينة التي كانت ابتليت بعمليات القتل والاختطاف والتهديدات من الجماعات المسلحة منذ ما بعد الغزو الأمريكي في العام 2003، حيث كان يجري استهداف كنائس المسيحيين بالتفجيرات، واضطر رجال الدين والعلمانيون إلى تحمل العبء الأكبر من أعمال العنف. 

وتحت عنوان "بعد 10 اعوام على تدمير الموصل، هل يعود الآشوريون"، ذكر تقرير الوكالة الاشورية الذي ترجمته شفق نيوز؛ ان الوضع بلغ ذروته بعدما انهارت قوات الأمن، وفشلت في حماية الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وقلب محافظة نينوى، حيث سيطر تنظيم داعش عليها في 10 يونيو/حزيران 2014، مما ادى الى اغراق المسيحيين في الموصل في أكثر مراحلهم في التاريخ المعاصر، سوداوية، في حين يكافحون حاليا من اجل اعادة بناء حياتهم يطالبون بالمساءلة وضمان مستقبل مبني على انصافهم وعلى العدالة لهم. 

ولفت التقرير إلى أنه بعد وقوع اشتباكات وتفجيرات بين قوات الأمن ومسلحي داعش، فإن سكان الموصل تركوا لملاقاة مصيرهم لوحدهم. ونقل التقرير عن الشاهدة ناهد عبد الحميد قولها ان "العديد من العائلات هربت من المدينة، وخصوصا المسيحيين، حيث كانوا يخشون الأسوأ، بعد التقارير الكثيرة عن عمليات القتل والتعذيب على ايدي الارهابيين، بينما تمسك آخرون بالامل في ان يكون هذا مجرد هفوة امنية مؤقتة".

وذكر التقرير أن وحشية داعش كانت حاسمة ورمزية، موضحا أن التنظيم دمر في 20 يونيو/حزيران 2014، تمثال "سيدة دجلة" في اعلى كنيسة الطاهرة في إطار حملة من أجل "تطهير المكان من مظاهر الشرك"، مضيفا ان هذا التدمير وغيره، استهدف التماثيل الاخرى التي تشكل جزءا من هوية المدينة.

وبعدما أشار التقرير الى تصاعد وتيرة الإرهاب في 28 حزيران/يونيو 2014، واختطاف راهبتين وثلاثة اطفال من دار الأيتام التي كن يشرفن عليها، ثم إطلاق سراحهم، لفت إلى أن هذه الأحداث تزامنت مع إعلان قيام ما يسمى "دولة الخلافة" في العراق وسوريا بزعامة أبوبكر البغدادي. 

ورأى التقرير أن وحشية داعش لا تعرف حدودا، موضحا أن التنظيم بعدما اتهم رجال الدين المسيحيين برفض عقد اجتماع معهم، نشر التنظيم وثيقة تقشعر لها الابدان بعنوان "القدر" في 18 تموز/يوليو العام 2014. ووزعها أعضاء داعش، لتتم قراءتها في المساجد بعد صلاة الجمعة، وهي طرحت خيارا مستحيلا على مسيحيي الموصل: اما المغادرة خلال 24 ساعة أو مواجهة التحول القسري إلى الاسلام، او فرض جزية باهظة على غير المسلمين، أو الموت. 

ونقلت التقرير رواية عبد الاحد، وهي شاهدة على هذه الأحداث المروعة، النزوح اليائس الذي تلا ذلك، قائلة إن داعش "منعنا داعش من أخذ أي شيء.. الأثاث، وأوراق الهوية، والمال، والذهب، وتمت مصادرة كل شيء. واضطر كثيرون الى التخلي عن سياراتهم والسير، حفاة في بعض الأحيان، باتجاه دهوك واربيل في في اقليم كوردستان، او نحو وادي نينوى قبل سقوطها ايضا في ايدي داعش".

واستعاد التقرير كيف قام داعش بوضع حرف "نون" على ممتلكات المسيحيين كرمز إلى أنهم "نصارى" وأن ممتلكاتهم تابعة لدولة "الخلافة"، في حين جرى إفراغ الموصل، المدينة ذات التراث المسيحي الغني والتي تضم 35 كنيسة يعود تاريخها الى 1500 عام، من سكانها المسيحيين. 

وتابع التقرير ان الموصل، ولاول مرة في تاريخها، أصبحت خالية فعليا من المسيحيين، ولم يكن هناك سوى مجموعة قليلة من المرضى او الفقراء الذين لا يستطيعون المغادرة.

وتابع التقرير أنه بعد تحرير الموصل في العام 2017، بدأ عدد قليل من المسيحيين بالعودة إليها. ونقل التقرير عن راعي ابرشية الكلدان في الموصل المطران ميكائيل نجيب، عودة هؤلاء المسيحيين، بأنها "خجولة".

ونقل التقرير عن المطران نجيب قوله إنه "بحسب احصائيات الابرشية، فانه لم تعد اكثر من 100 عائلة، منها 35 عائلة كلدانية فقط". 

كما حث المطران نجيب الحكومة العراقية على دعم هذه العائلات من خلال تعويضات الممتلكات المفقودة، وهي خطوة حاسمة لتشجيع عودة اكبر.

وختم تقرير الوكالة الاشورية بالقول ان الأبرشيات في الموصل تقوم بإعادة بناء كنائسها ببطء وبمواردها الخاصة، لكنه تتلقى دعما من من المنظمات المسيحية في كافة أنحاء العالم. ولفت الى ان عملية اعادة الاعمار تطال حاليا كنائس عدة من بينها كنيسة القديس توما، وكنيسة البشارة، والطاهرة للسريان الكاثوليك، والقديس بولس، وسيدة المعونة للكلدان.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon