وصفه بـ"لحظة تحول".. تقرير أمريكي: احتفال نوروز هذا العام يرمز لتطلعات الكورد

شفق نيوز/ وصف قناة "أي بي سي" الأمريكية، في تقرير لها عيد نوروز، بأنه أكثر من مهرجان واحتفال بالربيع بالنسبة إلى الكورد، بل أنه يرمز الى روح وتطلعات الشعب الكوردي الذي يواجه الآن لحظة تحول في المنطقة.

واشار التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن احتفال الكورد في العراق وسوريا وغيرهما بعيد نوروز التقليدي، جاء فيما يأمل فيه الكثيرون ببداية سياسية جديدة.

وبعدما قال التقرير إن نوروز، وهوكلمة فارسية تعني "رأس السنة"، الذي يتم الاحتفال به في دول مثل العراق وسوريا وتركيا وايران، لفت الى أن العيد يشهد مهرجانات الشوارع الزاهية ومسيرات المشاعل التي تشق طريقها عبر الجبال، إلا أنه بالنسبة للكثيرين، لم يرمز إلى مجيء الربيع فحسب، وانما الى روح وتطلعات الشعب الكوردي، الذي يواجه الان لحظة تحول في المنطقة.

وفي هذا الإطار، ذكر التقرير بأن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد والتي تسيطر على غالبية مناطق شمال شرق سوريا، وقعت مؤخرا اتفاقا تاريخيا مع الحكومة الجديدة في دمشق، يدعو الى وقف اطلاق النار ودمج قوات سوريا الديمقراطية في في الجيش السوري.

وإلى جانب ذلك، قال التقرير إن حزب العمال الكوردستاني، الذي يشن تمردا منذ عقود ضد تركيا وامتد صراعه الى سوريا وشمال العراق، أعلن ايضا عن وقف لإطلاق النار بعدما دعا زعيمه المسجون عبد الله اوجلان إلى القاء السلاح.

وتناول التقرير مشاهد من الاحتفال بهذا العيد، مثلما جرى عند جبل عقرة بمحافظة في إقليم كوردستان، حيث انه مع غروب الشمس، تسلق اكثر من 1500 متطوع التلال ومنحدراتها، وهم يحملون المشاعل، بينما تلمع وجوههم في اضواء النار، وبدا مظهرهم كسيل من النار المتدفق صعودا ونزولا على الجبل، فيما رقصت النسوة بفساتينهن الملونة ومزينة بحلي ذهبية وفضية، في حين رفرفت الاعلام الكوردية، وعزفت الاغاني الشعبية الكوردية.

ولفت التقرير الى ان تقديرات مدريرية السياحة في عقرة تشير إلى أن حوالى 88 ألف شخص شاركوا في هذا الاحتفال، بما في ذلك كورد أتوا من كافة انحاء المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال الضحم حصل بالرغم من تزامنه هذا العام مع شهر رمضان، حيث يصوم العديد من الكورد من شروق الشمس الى غروبها.

وكان هوزان جليل، القادم من مدينة بطمان التركية، بحسب ما ذكرر التقرير، من بين من شاركوا في الرقص عند الجبل، معربا عن فرحته بعملية السلام، وان تحقق نتائج، برغم انه كان حذرا قليلا، ونقل التقرير قوله "آمل أن لا تنتهي بالندم، والا يتعرض شعبنا الكوردي للخداع".

ونقل التقرير عن جليل، قوله إن، عيد نوروز بالنسبة اليه هو الوحدة بين الشعب الكوردي عبر الحدود الوطنية، موضحا أن "هذا العام، يرمز نوروز بالنسبة لي الى هدف تحقيق الحرية لجميع الشعب الكوردي".

وقال التقرير انه بالنسبة الى أهالي عقرة، فإن نوروز أصبح بمثابة تقليد يربطهم بالكورد وغيرهم في كل مكان، ونقل التقرير عن جيفارا فواز التي اعربت عن فخرها باستضافة الاحتفال في مدينتها، قولها "انه شعور رائع ان يجيء الكل من كافة انحاء العالم الى عقرة لحضور هذا الاحتفال، فهذا يجعل ممن عقرة عاصمة نوروز للعالم بأكمله".

كما تابعت فواز قائلة على غرار ما قاله جليل، بانها تأمل بان يحدث تقدم في المفاوضات بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، وأن "يتحقق السلام في جميع انحاء كردستان الاربعة".

أما في سوريا عبر الحدود، فقد قال التقرير، إن احتفالات نوروز اقيمت علنا في شوارع العاصمة للمرة الاولى منذ اكثر من عقد من الزمان عندما تحولت التظاهرات المناهضة للحكومة، الى حرب أهلية في العام 2011، حيث تجمع مئات الكورد في حي ركن الدين، هي المنطقة الكوردية الرئيسية في دمشق، حيث اشعلوا النار ورفعوا اعلامهم الى جانب العلم السوري الجديد.

وفي قرية هيمو، بالقرب من مدينة القامشلي، قال التقرير أنه "جرى رفع العلم الكوردي الى جانب اعلام لصور أوجلان وقوات سوريا الديمقراطية، بينما رقص الناس في الشوارع".  

واشار التقرير الى ان الحكام الجدد في سوريا، من المتمردين الاسلاميين، تعهدوا باحترام الاقليات، مذكرا بان الاعلان الدستوري الاخير يشير الى ان "المواطنين متساوون امام القانون... من دون تمييز بالعرق او الدين او الجنس"، مضيفا ان العديد من الكورد أبدوا استياءهم من عدم اعتراف النص الدستوري صربشكل واضح بحقوق الكورد.

ونقل التقرير عن المغنية الكوردية مزكين طاهر التي حضرت الاحتفالات في هيمو، قولها إن "عيد نوروز هذا العام مختلف لانه عيد نوروز الاول منذ سقوط نظام البعث وسلطته".

وبحسب طاهر، فإن المنطقة الكوردية "تمر حاليا بمرحلة تحول"، مضيفة أنه "خلال عيد نوروز هذا، لا نعلم ما هو وضعنا، كيف سيتم الاعتراف بحقوقنا دستوريا؟".

كما نقل التقرير عن السيدة ميديا غانم، وهي من القامشلي، وشاركت في الاحتفالات، قولها انها متفائلة بانه مع سقوط نظام الاسد، "سنواصل التقدم نحو الحرية وضمان حقوقنا في الدستور السوري، ونأمل نجاح هذه المفاوضات، لأننا نريد حقوقنا ككورد".

ترجمة وكالة شفق نيوز