هل مات مقتولا وبسبب العراق؟.. روبن كوك يعود إلى الواجهة

هل مات مقتولا وبسبب العراق؟.. روبن كوك يعود إلى الواجهة
2022-04-22T11:31:52+00:00

شفق نيوز/ عادت قضية "وفاة" وزير الخارجية البريطانية السابق روبن كوك المفاجئة في العام 2005، إلى الظهور على السطح مجددا، حيث تزايدت الشبهات بأنه الرجل مات مقتولا بسبب معارضته للحرب التي أعلنتها بريطانيا-إلى جانب الولايات المتحدة- من أجل غزو العراق.

وكان روبن كوك توفي نتيجة "أزمة قلبية" اثناء تسلقه الجبال في منطقة اينفرنس في شمال اسكتلندا برفقة زوجته غاينور، في العام 2005، أي بعد عامين على اعلانه المدوي الاستقالة في مجلس العموم البريطاني في آذار/مارس العام 2003 بسبب موقف الحكومة البريطانية من غزو العراق.

وأظهرت تحقيقات الشرطة البريطانية ان وفاة كوك كانت طبيعية، لكنها لم تنشر الكثير من التفاصيل حول واقعة وفاته المفاجئة، ولا الحادث الذي انتهى بسقوطه من على مرتفع جبلي ودق عنقه، ما أثار الشبهات بانه ربما مات مقتولا.

والآن، عادت قضيته الى الظهور مجددا بعدما تقدم اشخاص بطلب لنشر المزيد من التفاصيل حول الحادثة، بموجب قانون حرية المعلومات، وفق ما أشارت إليه الصحف البريطانية، بما فيها صحيفة "التايمز" اللندنية، وهي مطالب لم تتعامل معها الشرطة بتعاون شفاف حتى الآن.

وكان كوك ابرز قيادي في حزب العمال البريطاني الذي كان يقوده رئيس الوزراء العمالي الاسبق طوني بلير الذي اتخذ قرار خوض حرب العراق الى جانب الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش العام 2003، يعلن معارضته للحرب ثم استقالته احتجاجا. وعرف كوك بمحاولته الالتزام بمواقف صعبة تجمع قدر المستطاع ما بين مصالح السياسة ومبادئه الاخلاقية وفق تعهداته لناخبيه عندما انتصر حزب العمال على المحافظين في انتخابات العام 1997، وهو ما لم يكن مرضيا بالنسبة الى كثيرين.

وبرزت "نظريات مؤامرة" عديدة حول ظروف وفاة كوك الذي كان في ال59 من العمر وقتها، لكن لم يتم تبنيها لا من افراد عائلته ولا اصدقائه، لكنها كانت تتمحور حول فكرة ان اجهزة امنية ربما تكون ضالعة في حادثة الوفاة المريبة.

وبعد انتخابات حزيران/يونيو العام 2001، فاز حزب العمال مجددا، وعين كوك وزيرا لشؤون البرلمان، الى ان استقال في مارس/اذار 2003 احتجاجا على دور بريطانيا في غزو العراق، ولم يكتفي بذلك بل ظل يوجه انتقادات لبلير لزجه القوات البريطانية وابقائها في العراق، مطالبا بسحبها، بل واتهم بلير بانه كذب على الشعب البريطاني حول مبررات الحرب.

وبحسب صحيفة "ذا هيرالد" الاسكتلندية، فان من ابرز من روجوا لفكرة مقتل كوك، الوزير الاسبق القيادي الليبرالي النائب نورمان بيكر الذي قال في العام 2007 ان كوك كان على ارض تابعة لوزارة الدفاع البريطانية عندما مات، وبالتأكيد لدي شكوك ازاء ما جرى.

وذكرت "التايمز" ان شرطة اسكتلندا تلقت في العام الماضي طلبا من "شخص" لم تكشف عن هويته، يطالب فيها الشرطة بنشر سبع معلومات تفصيلية حول الظروف المحيطة بوفاة كوك، والموقع الذي حدثت فيه، والتحقيقات مع مستضيفي الوزير الاسبق وزوجته، وطريقة تصرف فرقة الانقاذ ووصول الطوافة ومواعيد وصولهم وكيفية تعامل عناصر الشرطة والتحقيق، وكيفية التعامل مع زوجته غاينور، وهو طلب رفض وقتها.

لكن مكتب مفوض المعلومات الاسكتلندي اعتبر قبل يومين ان هذا الرفض كان "خطأ" لانه ينتهك قانون حرية المعلومات الصادر العام 2002، مؤكدا ان شرطة اسكتلندا ليس مخولة رفض الطلبات على قاعدة انها طلبات متكررة، داعيا الشرطة الى مراجعة قرارها بالرفض.

وبحسب صحف بريطانية، فان شرطة اسكتلندا، قدمت بالفعل إجابات على طلب المعلومات الذي تقدم به "الشخص" المجهول الهوية، لكن معلومات اخرى حجبت من بينها ما اذا كان كوك وزوجته يحملان معهما جهاز هاتف خليوي ام لا. كما رفضت التأكيد ما اذا كان كوك سقط في احد الوديان ام لا.

وتعيد وسائل اعلام بريطانية التذكير الان بان بلير لم يحضر مراسم دفن كوك وقتها، كما ان رئيس الحكومة السابق جوردون براون القى كلمة رثاء في مراسم الدفن.

كان وفاة كوك "مريحة جدا" بالنسبة الى الحكومة البريطانية وقتها، مثلما نقل عن وزير سابق لم تحدد هويته.

وبالإضافة الى معارضته حرب العراق، فان كوك الذي عرف بعناده، لم يكن شخصية مريحة بالنسبة الى اسرائيل حيث كان دائم الانتقاد لها فيما يتعلق بسياساتها ضد الفلسطينيين، وهو ما اثار الكثير من الانتقادات ضده في الاعلام. كما انه كان من ابرز من عملوا من اجل قيام حلف الناتو بالتدخل عسكريا في العام 1999، لمنع القوات الصربية من مواصلة هجماتها ضد الاقلية الالبانية في اقليم كوسوفو.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon