هل تفتح فصائل عراقية جبهة من الأردن ضد إسرائيل؟
شفق نيوز/ تساءل معهد "واشنطن" الأمريكي عما إذا كانت القوى المنضوية فيما يعرف باسم "محور المقاومة"، بما فيها الفصائل الشيعية المسلحة، وخصوصا "كتائب حزب الله" العراقية، تضع ضمن خياراتها محاولة فتح جبهة الأردن في إطار الضغط على إسرائيل.
وذكر المعهد في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن المسؤول الأمني في كتائب حزب الله "أبو علي العسكري"، قال في الأول من نيسان/ أبريل الجاري، إن جماعته "استعدت لتسليح المقاومة الإسلامية في الأردن، وإنها جاهزة لتسليح 12 ألف مقاتل بأسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات مضادة للدروع وصواريخ تكتيكية وملايين الطلقات وأطنان من المتفجرات، حتى نكون يداً واحدة للدفاع عن إخواننا الفلسطينيين".
وأضاف في جزء ثان تحت عنوان "الخيارات الجديدة للجهات الفاعلة في محور المقاومة في العراق"، من تحليله الذي سبق أن نشرت وكالة شفق نيوز الجزء الأول منه، أنه سيكون بالإمكان عندها "قطع الطريق البري الذي يصل إلى الكيان الصهيوني".
عزل إسرائيل
واعتبر التقرير أن فكرة عزل إسرائيل من خلال هجمات على الموانئ والمطارات والحدود، تتناسب مع البيان السابق الذي أصدره زعيم كتائب سيد الشهداء "أبو آلاء الولائي" الذي أعلن عن مرحلة جديدة حول انخراط "المقاومة" في حرب غزة، والتي يبدو أنها تتضمن تصعيداً للميليشيات العراقية على جبهات أخرى.
وأشار إلى أنه في اليوم نفسه الذي وجه فيه العسكري نداءه إلى المسلحين الأردنيين، أي في الأول من الشهر الجاري، أسقطت القوات الأمريكية في قاعدة التنف السورية طائرة مسيرة، فيما شكل أول ضربة على مواقع أمريكية في سوريا منذ 4 شباط/ فبراير الماضي.
وتابع التقرير أنه في الأول من نيسان/ أبريل الجاري أيضاً، ذكر الجيش الإسرائيلي أن "جسماً طائراً أُطلق من شرق إسرائيل، أصاب مبنى في إيلات"، في حين أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
وبعدما ذكرّ التقرير بأن كتائب حزب الله، أعلنت في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، وقف هجماتها على المواقع الأمريكية في العراق وسوريا بعدما نفذت على ما يبدو الضربة التي تسببت في مقتل 3 جنود أمريكيين في موقع "البرج 22" داخل الأردن قبل يومين، أشار إلى أنه من المعتقد أن الكتائب اتخذت هذا القرار من أجل تجنب إحراج الحكومة العراقية، حيث تعتبر الكتائب شريكاً فيها من خلال كتلة "حقوق" البرلمانية.
وبعدما لفت التقرير إلى أن إعلان وقف الهجمات الذي أعلنه أبو حسين الحميداوي والذي قال فيه أيضاً إن الكتائب "ستواصل الدفاع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى"، اعتبر التقرير أن قرار وقف الهجمات تسبب في إلحاق ضرر كبير بسمعة الكتائب مما أتاح لجماعات مثل حركة "حزب الله النجباء" الحصول على الفضل في الهجمات اللاحقة على إسرائيل والتباهي بأوراق اعتماد "المقاومة الحقيقية".
وأضاف أن المزيد من الأضرار لحقت بالكتائب يومي 3 و7 شباط/ فبراير الماضي، حيث تحملت وطأة الضربات الأمريكية وخسارة قائد العمليات البارز أبو باقر الساعدي.
تسليح الأردنيين
والآن، يقول التقرير إن الكتائب ومن خلال الإعلان عن خطة جديدة لتسليح المقاتلين في الأردن، فإنها تحاول إعادة تأكيد نفسها كلاعب رئيسي في حرب غزة، وإعادة تأكيد تعهد الحميداوي بالدفاع عن الفلسطينيين بـ"طرق أخرى"، مشيراً إلى أنه ليس أول بيان من الكتائب بشأن توسيع العمليات الإقليمية هذا العام، حيث أن الكتائب أعلنت في 9 كانون الثاني/ يناير الماضي، أنها ستعمل مع شركاء متشددين في البحرين والسعودية، وأنه بمقدورها ضرب "أي نقطة يتواجد فيها الأمريكيون في غرب آسيا".
ورأى التقرير أن ذلك يؤكد على الدور المحتمل للكتائب باعتبارها الوكيل الرئيسي لإيران في العالم العربي من خلال مقره في العراق، مع توليه مسؤولية العمليات ضد أهداف أمريكية في دول الخليج، والآن في الأردن.
الضفة الغربية كجبهة جديدة
وذكرّ التقرير بأنه بالنظر إلى التداعيات البعيدة المدى لمثل هذا التوسع، فإنه من غير المرجح أن تقوم كتائب حزب الله بتسليح المقاتلين في الأردن من دون الحصول على ضوء أخضر من قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضاف التقرير أنه في مثل هذه الحالة، فإنه بالإمكان اعتبار هذا القرار جزءاً من الطموح البعيد المدى لإيران بتسليح المقاتلين في الضفة الغربية، مذكرّاً بأن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي قال في تموز/ يوليو 2014، "نعتقد أن الضفة الغربية، مثل غزة، يجب أن تكون مسلحة".
ولفت التقرير إلى أن الموقع الرسمي لخامنئي كان نشر مؤخراً مقابلة في آب/ أغسطس 2023، قال فيها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إنه "يمكن تسليح الضفة الغربية بنفس الطريقة تماماً التي تم بها تسليح غزة. وهذه العملية تحدث".
وأشار التقرير إلى أن هناك وسيلة واحدة فعالة من أجل تسليح المقاتلين في الضفة الغربية، وهي عبر الأردن، لافتاً أيضاً إلى أن كتائب حزب الله تتمتع ببعض الخبرة في تدريب العملاء العرب، وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، وتزويدهم بالأسلحة، خصوصاً في البحرين.
وختم التقرير بالقول إنه مما لا شك فيه أن فيلق القدس وكتائب حزب الله كانا يراقبان الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الأردن خلال حرب غزة، حيث تفيد التقارير بأن السلطات في عمان تخشى من "استيلاء حماس على السلطة".
وأضاف التقرير أنه يبدو أن إيران ووكلاءها يرون في هذه الاحتجاجات فرصة محتملة لتوسيع نطاق الاضطرابات في المنطقة، مشيراً إلى أن فيلق القدس والكتائب قد يعتبران أيضاً، أن مجرد إصدار تهديدات على الأقل ضد الأردن، سيدفع المسؤولين الأمريكيين إلى ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل من أجل إلغاء حملة مخطط لها في رفح ومنع المزيد من الهجمات الأكبر على المصالح الإيرانية ووكلائها في لبنان وسوريا.
ترجمة وكالة شفق نيوز