هل تغيرت صورة موسكو؟.. تقرير أمريكي يستطلع آراء 5 دول بينها العراق حول الحرب الروسية - الأوكرانية

هل تغيرت صورة موسكو؟.. تقرير أمريكي يستطلع آراء 5 دول بينها العراق حول الحرب الروسية - الأوكرانية
2023-02-25T17:03:54+00:00

شفق نيوز/ خلص استطلاع أجراه موقع "المونيتور" الأمريكي ومركز "بريمس داتا" الى ان الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، ألحق الاذى بصورة موسكو بين شعوب العراق وتركيا واليمن، بسبب تأثيره على سلاسل التوريد الغذائي، وأثار القلق في هذه الدول وغيرها.

وذكر تقرير لـ"المونيتور" ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان "الأضرار التي لحقت بسلاسل التوريد الغذائي وتعطل امدادات القمح الروسية والاوكرانية، أثرت بقوة على دول المنطقة والتي كانت تحصل على نحو 80% من حبوبها من روسيا وأوكرانيا قبل اندلاع الحرب".

وبحسب التقرير، فان "الاستطلاع الذي أجري في تركيا واليمن والعراق، يقدم نظرة داخلية على تداعيات الحرب على منطقة الشرق الأوسط والنظرة المتغيرة إزاء الكرملين حتى في مصر التي تعتبر حليفا تاريخيا لموسكو.

وشمل التقرير 4435 شخصا في الفترة ما بين 15 كانون الأول/ديسمبر 2022 و 10 كانون الثاني/يناير 2023 ، في خمس دول هي العراق ومصر وتركيا وتونس واليمن.

ويظهر الاستطلاع أن "سكان تركيا والعراق واليمن ينظرون بشكل سلبي الى روسيا اكثر من النظرة الايجابية، موضحا انه في تركيا، اعتبر 39٪ ان روسيا تؤدي دورا سلبيا مقابل 30٪ قالوا إن روسيا تلعب دورا إيجابياً، بينما في العراق كانت النتائج سلبية 29٪ مقابل 25٪ إيجابية.

وفي اليمن كانت النسبة 35٪ سلبية مقابل 13٪ ايجابية".

وفي المقابل، أظهر الاستطلاع أن المشاركين من مصر وتونس، عبروا عن وجهات نظر إيجابية نسبية أكثر إزاء روسيا، ففي مصر، قال 36٪ أن روسيا تؤدي دورا ايجابيا في البلاد، مقابل 23٪ قالوا إن روسيا تؤدي دورا سلبيا. أما في تونس، فقد كانت النظرة الايجابية 29٪ مقابل 14٪ سلبية.

وتابع التقرير ان "الرد الأكثر شيوعا في كل بلد كان النظرة المحايدة، ففي تركيا كانت 30٪، وفي العراق ومصر كانت أكثر من 40٪، وفي تونس واليمن كانت أكثر من 50٪".

واوضح التقرير؛ ان "هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على الرأي العام إزاء روسيا، مضيفا ان "الغزو الروسي تسبب في عرقلة واردات مصر من القمح، فيما تعاني مصر من تزايد معدلات التضخم المرتبطة بهذه الازمة والتي الحقت الضرر بشكل خاص بالمصريين من أصحاب الدخل المحدود".

الا ان العلاقات الرسمية بين روسيا ومصر لم تتأثر بالحرب الأوكرانية.

ولفت التقرير إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري قام بزيارة الى موسكو في الشهر الماضي، بينما احتفظت موسكو بعلاقات عسكرية قوية مع القاهرة، كما أن مصر وروسيا دعمتا الجنرال الليبي خليفة حفتر في الحرب الليبية.

وتابع التقرير ان "روسيا تعمل منذ سنوات من أجل تعزيز قوتها الناعمة في كافة أنحاء العالم العربي، وهو ما يتضمن العمل من خلال وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية.

ونقل عن تقرير من "معهد الشرق الأوسط" الأمريكي اشارته الى الاعتماد القوي على منصات التواصل الاجتماعي للاخبار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، يتيح لموسكو الوصول الى ملايين الاشخاص، مضيفا ان موقعي "روسيا اليوم، وسبوتنيك يبثان محتويات بالعربية أكثر مما تقوم به "بي بي سي عربية او الجزيرة".

وبعدما أشار التقرير إلى أن روسيا ليست منخرطة بشكل كبير في العراق واليمن، الا انه اضاف ان شركة الطاقة الروسية "روس نفط" قامت باستثمارات كبيرة في العراق.

وبالاضافة الى ذلك، لفت التقرير إلى أن تونس تأثرت سلبا بالحرب الاوكرانية خصوصا فيما يتعلق بأزمة الغذاء التي قد تتفاقم من دون مساعدة دولية.

وتابع التقرير ان "علاقات تركيا وروسيا معقدة، فهما على طرفي نقيض من الحرب السورية منذ سنوات، برغم الدفء التركي الأخير تجاه حليف روسيا، اي الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن هذا مرده بشكل اساسي ان الاسد استعاد السيطرة على معظم البلاد بمساعدة روسيا.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا اشترت مؤخرا نظام الدفاع الصاروخي "اس 400" الروسي بالرغم من المعارضة التي أثيرت داخل الولايات المتحدة. والى جانب ذلك، هناك العديد من السياح الروس الذين يزورون تركيا والذين وصل عددهم الى حوالي 2.1 مليون روسي، بين يناير/كانون الثاني وتموز/يوليو من العام 2022.

الى ذلك، ذكر التقرير أن الناس الذين شملهم الاستطلاع اعربوا عن وجهات نظر متفاوتة في ما يتعلق بالولايات المتحدة والصين، ففي مصر، قال 33٪ إن واشنطن تؤدي دورا ايجابيا في بلادهم، مقارنة بـ 45٪ في العراق، و 47٪ في تونس، و 18٪ فقط في تركيا و 19٪ في اليمن.

الا ان التقرير اشار الى ان انخراط الولايات المتحدة القوي في المنطقة، يجعل من غير المفاجئ وجود آراء متباينة منها، لافتا إلى أن واشنطن تدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برغم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فيما يضغط الديمقراطيون بشكل مستمر على الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل ممارسة ضغوط أكبر على السيسي حول هذه القضية.

وبالنسبة الى العراق، قال التقرير إن تداعيات الغزو الأمريكي في العام 2003، ما تزال حية للغاية بالنظر الى استمرار الاضطراب السياسي في العراق.

وبالنسبة لليمن، قال التقرير إن واشنطن مستمرة بدعم السعودية عسكريا، حيث تقود الرياض التدخل العسكري في اليمن ضد الحوثيين، المدعومين من إيران.

وحول تركيا، اوضح التقرير ان الاراء العامة إزاء واشنطن تتأثر بالدعم الأمريكي للقوات الكوردية في سوريا حيث تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب المدعومة أمريكياً، بمثابة امتداد لحزب العمال الكردستاني.

وحول الموقف من الصين، ذكر التقرير ان النظرة الى بكين مكانتها أكبر من روسيا في مصر والعراق وتونس واليمن ، حيث قال 52٪ و 43٪ و 48٪ و 31٪ على التوالي، أن الصين تؤدي دورا ايجابيا.

أما في تركيا، فقد قال 19٪ فقط ان الصين تلعب دورا ايجابيا في بلادهم. واستكمل التقرير أنه على غرار روسيا، فإن الصين تسعى من أجل تحسين علاقاتها مع الشرق الاوسط، وان تبدي اهتماما خاصا بمصر اقتصاديا، باعتبار أنها ممول رئيسي لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر.

الى ذلك، ذكر التقرير ان تحميل مسؤولية الحرب الروسية-الاوكرانية، يعكس آراء متباينة في المنطقة، رغم أن عددا أكبر من الناس يحملون موسكو مسؤولية أكبر من الولايات المتحدة.

واوضح انه في مصر ، كانت النسبة 31٪ ضد موسكو، مقابل 21٪ ضد واشنطن، و 10٪ ألقوا اللوم على أوكرانيا.

أما في في تركيا، فقد حمل 41٪ روسيا المسؤولية، بينما حمل 25٪ الولايات المتحدة المسؤولية. وفي العراق ، ألقى 32٪ باللوم على روسيا، و 14٪ فقط حملوا الولايات المتحدة المسؤولية.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon