هل تحضر اسرائيل قمة بايدن الاقليمية بمشاركة العراق؟
شفق نيوز/ ربط معهد واشنطن الامريكي بين زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن المقبلة الى السعودية، وبين احتمالات إحداث اختراق في العلاقات العربية الإسرائيلية، خاصة في القمة الاقليمية التي ستعقد بحضور العراق ودول الخليج، متناولا حساسية زيارة بايدن فيما يتعلق بعلاقته المتوترة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكتب الباحث الامريكي سايمون هندرسون في تقرير له نشر في المعهد الأمريكي، وترجمته وكالة شفق نيوز، انه بالرغم من تسليط الضوء مؤخرا على معضلة "النفط مقابل حقوق الإنسان" التي تعيشها واشنطن، فإن الأثر الأكبر لزيارة بايدن سيتمحور في النهاية حول العلاقات العربية الأسرائيلية.
وبعدما لفت التقرير الى موعد الجولة المفترضة لبايدن فيما بين 13-16 تموز/ يوليو، اوضح ان وسائل الاعلام قلّلت من شأن التكهنات المتزايدة حول إمكانية أن تؤدي الزيارة إلى تقدم في العلاقات السعودية الإسرائيلية، الأمر الذي سيغيّر بشكل جذري السياسة المعتمدة في الشرق الأوسط.
واشار الى تقرير نشرته صحيفة "الفاينانشال تايمز"، تحت عنوان "النفط مقابل حقوق الإنسان: مهمة بايدن المثيرة للجدل الى السعودية"، والذي تناول التطورات التي برزت خلال الشهور القليلة الماضية حول قلق واشنطن بشأن أسعار النفط وخيبة أمل دول الخليج العربي من حجم الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالتهديد الذي تشكله إيران و وكلاؤها في المنطقة.
وتابع التقرير انه لم يكن مفاجئاً ان احدى النقاط المذكورة كانت جريمة قتل الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" والمنشق السعودي جمال خاشقجي في العام 2018، حيث ما تزال أصابع الاتهام تشير إلى حاكم المملكة الفعلي الأمير محمد بن سلمان.
وكانت "الفاينانشال تايمز" تحدثت ايضا في 13 حزيران/ يونيو عن "انعطاف جو بايدن بشأن السعودية يكشف معضلة الطاقة في الغرب"، وهي افتتاحية سلّطت الضوء على "الصفقة مع الشيطان" التي تجسّد اعتماد الديمقراطيات الغربية على الأنظمة الاستبدادية الغنية بالنفط حيث تغض الأولى الطرف عن "انتهاكات حقوق الإنسان" التي ترتكبها الأخيرة.
وخلصت هذه الافتتاحية الى القول انه "في خضم السعي الى توفير إمدادات بديلة عن النفط والغاز الروسي، فانه على (الديمقراطيات الغربية) تجنّب تكرار أخطاء الماضي وعدم منح أمثال محمد بن سلمان منافع من دون مقابل".
وذكر التقرير ان "الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي ربما يكون في الطريقة التي يمكن بها تعزيز الأمن الراسخ وتطوير الروابط الاقتصادية التي لا تزال سرية أساسا".
واضاف ان صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عنونت في 14 حزيران/ يونيو الجاري بالقول إن "محمد بن سلمان يفرض ثمناً لتوثيق العلاقات مع اسرائيل".
واعتبر التقرير ان "هذا الثمن هو التواصل المباشر مع بايدن واعتبار ولي العهد زعيم المملكة الفعلي من حيث المشاركة السياسية، لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي ينظر إلى ولي العهد السعودي بدرجة من الاشمئزاز بسبب أسلوبه، ولا سيما في مجال حقوق الإنسان، ولذا فقد فضّل إبقاءه بعيداً. ومهما يكن، من الواضح أنه سيكون هناك اجتماع عمل بين بايدن ومحمد بن سلمان".
وتابع ان "حساسية عدم وجود علاقة بين بايدن ومحمد بن سلمان كانت واضحة في الإحاطة الصادرة عن البيت الأبيض بشأن الرحلة، والتي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي (سيرى) ولي العهد، في حين ذكرت نسخة السفارة السعودية عن جدول الرحلة أنه (سيلتقي) به".
ولفت التقرير الى ان البيت الأبيض يفضل التركيز على أن الشخصية الأساسية التي سيحاورها بايدن أثناء وجوده في السعودية، ستكون الملك سلمان، الوالد المريض لمحمد بن سلمان (37 عاماً) البالغ من العمر 86 عاماً، وعلى أنه سيحضر اجتماع قمة ينظمه "مجلس التعاون الخليجي" (المملكة السعودية والكويت والبحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان) وقادة "الدول الثلاث الإضافية": الأردن والعراق ومصر، مضيفا أن المغرب، الذي يجمعه اتفاق سلام مع اسرائيل، قد يكون حاضراً أيضا.
وتحدث التقرير عن وجود"تكهنات كبيرة في أواسط بعض المراقبين السعوديين بأن اسرائيل ستحضر هذا الاجتماع أيضاً، أو ربما حدثاً موازياً، لكن يمكن لبعض القادة، من خلال استخدامهم مناورة دبلوماسية، تجنب مثل هذا الاتصال المباشر".
واشار التقرير الى انه ما زال يفصلنا نحو شهر عن زيارة بايدن، والى ان الكثير من الخطأ قد يحدث في غضون ذلك، حيث ان الملك سلمان في حالة صحية غير مستقرة حيث بقي في المستشفى لبضعة أيام "للراحة" بعد خضوعه لتنظير القولون قبل بضعة أسابيع (وهذا الأمر في حد ذاته مستوى مدهش من الصراحة)، في حين ان ايران وقد تنتهز الفرصة لتذكير جيرانها الإقليميين بأنها تعتبر نفسها اللاعب الرئيسي في المنطقة.
وختم بالاشارة الى ان عاملا إضافيا يتعلق بهوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بحلول ذلك التاريخ، حيث ان حكومة نفتالي بينيت الائتلافية على شفير الهاوية.