هل تبعث الحياة في "خط الصداقة" للغاز الإيراني عبر العراق إلى أوروبا؟

هل تبعث الحياة في "خط الصداقة" للغاز الإيراني عبر العراق إلى أوروبا؟
2021-02-20T15:17:57+00:00

شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "غريك تايمز" اليونانية أن "انبوب الصداقة" او "الانبوب الاسلامي" كما يسمى في الغرب أحيانا، والذي سينقل الغاز الايراني الى اوروبا عبر العراق وسوريا، سيثير الاستياء الشديد عند صناع القرار الأميركي عندما يبصر النور.

أنابيب الصداقة

واعتبرت الصحيفة اليونانية أن خطوط نقل موارد الطاقة مثل "خط نورد"، "يامال وستريم الجنوب" و"نورد ستريم 2" كلها تجلب الغاز الروسي إلى أوروبا وتتجاهل المصالح الاميركية.

وأوضحت الصحيفة أن مشروع "خط أنابيب الصداقة" من ايران الى العراق وسوريا وصولا الى اليونان، بدا أنه قد دفن بعد غرق سوريا في الحرب التي امتدت ايضا الى العراق. وبالاضافة الى ذلك، هناك العقوبات التي راحت تفرض على إيران.

الا ان وزير الكهرباء السوري غسان الزامل قال مؤخرا إن المشروع لم يتم التخلي عنه أبدا.

واشار الى ان انتاج الكهرباء في سوريا تدهور بشكل كبير من 14 مليون متر مكعب الى 8.5 مليون متر مكعب، بسبب العقوبات وتراجع كمية الغاز المستورد الذي تحتاجه محطات توليد الكهرباء، علما أن سوريا تنتج حاليا 2700 ميغاوات من الكهرباء.

ويبعد هذا الرقم كثيرا عما تحتاجه سوريا من الكهرباء، وهو ما دفع الوزير السوري الى الاشارة الى احياء المشروع المتصور أنه ميت، لأن بإمكانه مساعدة سوريا على الوصول الى عتبة الـ5 الاف ميغاوات من الكهرباء.

البدايات

وكانت مذكرة التفاهم الاولى حول "مشروع الصداقة" وقعت في العام 2011، في البدايات الاولى للحرب السورية.

وفي العام 2012، وفيما كانت الحرب السورية تستعر، وقع وزيرا النفط العراقي والايراني اتفاقية رسمية لنقل الغاز الايراني عبر بلديهما الى ساحل البحر المتوسط عبر لبنان، ومن هناك إلى أوروبا.

أنابيب مضرة لواشنطن

وفي الوقت نفسه، كان من المفترض ان ينقل الخط القطري - التركي الغاز القطري الى تركيا عبر السعودية والأردن وسوريا، وما ان يصل الى تركيا، يفترض بعدها أن ينتقل عبر خط "ترانز ادرياتكي (TAP)" الذي يحمل الغاز الأذربيجاني الى اوروبا.

وكان من شأن "خط الصداقة" و"الخط القطري-التركي"، أن يساهما في تخفيف اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. لكن بالنسبة الى الولايات المتحدة، فإن استبدال الغاز الروسي بالغاز الايراني، مسألة مضرة بشكل متساوي لهدف واشنطن الضغط على البلدين لاخضاعهما.

خط مزق سوريا

وبحسب الصحيفة اليونانية، فإن القرار الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد باختيار مشروع "خط الصداقة" الإيراني بدلا من الخط القطري - التركي، كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة لدعم الجماعات المتطرفة في الحرب التي مزقت سوريا.

واعتبرت ان واشنطن لا يمكنها تقبل فكرة أن إيران، المحاصرة والمعاقبة والواقعة تحت الضغط، تخرج منتصرة بتمكنها من إيصال غازها بسهولة الى الاسواق الاوروبية.

اليونان أول العائدين

وذكرت الصحيفة اليونانية ان كل الجهود التي بذلت من اجل اسقاط الاسد او النظام الايراني، تم تجريبها وفشلت، ولهذا ليس هناك الكثير مما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله لمنع تنفيذ مشروع "خط الصداقة".

واعتبرت ان احياء خطط اقامة المشروع توضح السبب المحتمل الذي جعل اليونان تكون أحد أوائل دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي التي تعيد علاقاتها مع سوريا بعد خروجها دبلوماسيا من هذا البلد في العام 2012.

كما يمكن أن يفسر ذلك السبب الذي جعل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس يزور العراق في اكتوبر/تشرين الاول الماضي، كما التقى نظيره العراقي فؤاد حسين في وقت سابق من الشهر الحالي في أثينا، ولديه خطط للقيام بجولة هذا العام الى بغداد والبصرة واربيل.

وعلى الرغم من أن تركيا ينظر اليها على انها بوابة لمصادر الطاقة القادمة من الشرق للوصول الى اسواق اوروبا، الا ان اليونان تمكنت ايضا ان تصبح مركزا للطاقة هي الاخرى.

بعيدا عن تركيا

ورجحت الصحيفة؛ أن لا تقبل سوريا بخط انابيب يمر عبر اراضيها الى تركيا التي تحتل مساحات كبيرة من الأراضي السورية وهي الداعم الأساسي لتنظيمات جهادية تحارب ضد الجيش السوري.

ويعني ذلك ان "خط انابيب الصداقة" يجب ان يمر حتما عبر قبرص واليونان للوصول الى الاسواق الاوروبية.

و باعتقاد الوزير السوري فإن المشروع يمكن أن ينفذ رغم الاحتلال التركي لاجزاء من الشمال السوري، والدعم الأميركي لقوات محلية في شرق الفرات.

وبالاضافة الى ذلك، فان داعش ما زال يتواجد في مواقع في صحراء سوريا.

المشكلة الاكبر

لكن المشكلة الأكبر التي تواجه "خط أنابيب الصداقة" يتمثل في ما إذا كانت أوروبا مستعدة للتحايل على العقوبات الاميركية ضد ايران وسوريا.

ولهذا السبب ختمت الصحيفة اليونانية بالقول ان نجاح "خط انابيب نورد ستريم 2" قد يمهد الطريق لنجاح "خط أنابيب الصداقة"، وهو سبب رئيسي يوضح لماذا عمدت واشنطن الى تهديد المانيا بالعقوبات بسبب استعدادها للمساعدة في نقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

ترجمة: شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon