هجوم أربيل الخامس باليستياً.. تقرير يحذر من "زهو" طهران العسكري وحرب مقبلة في المنطقة

هجوم أربيل الخامس باليستياً.. تقرير يحذر من "زهو" طهران العسكري وحرب مقبلة في المنطقة
2022-03-28T17:54:39+00:00

شفق نيوز / عدّ تقرير أمريكي، يوم الاثنين، أن الهجوم الإيراني على أربيل، بأنه الخامس على مستوى استخدامها للصواريخ الباليستية، وفيما بيّن أن هذه الهجمات تعكس "تصوراً" إيرانياً بتراجع الولايات المتحدة وقدرة طهران على موازنة إمكاناتها العسكرية أمام واشنطن، أكد اتّباع إيران "ستراتيجية" أمنية جديدة، فيما حذر من حرب قادمة في المنطقة بسبب "الثقة الإيرانية المفرطة".

وقالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إن "الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل في 13 آذار الحالي، وهو الهجوم الخامس الذي تشنه إيران مباشرة من أراضيها ضد هدف خارجي، يُظهر وجود منحى متزايد من جانب إيران للجوء الى ترسانتها الصاروخية واستعدادها الأكبر للاشتباك العسكري المباشر في الشرق الأوسط".

وذكّرت المجلة الامريكية بـ"إطلاق إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى من داخل أراضيها مستهدفة ما قالت إنه منشأة اسرائيلية بالقرب من القنصلية الامريكية في أربيل في كوردستان العراق".

واستعرض التقرير الهجمات الصاروخية المشابهة التي وقعت سابقاً، "إذ أطلقت إيران 6 صواريخ باليستية قصيرة المدى على مواقع لتنظيم (داعش) في سوريا في حزيران عام 2017، كما أطلقت 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى على مواقع المعارضة الكوردية في العراق في أيلول عام 2018، بالاضافة الى 6 صواريخ باليستية قصيرة المدى ضد (داعش) في سوريا في تشرين الأول عام 2018، الى جانب 16 صاروخا باليستياً قصير المدى ضد قواعد للقوات الأمريكية في العراق في كانون الثاني /يناير عام 2020.

وتابع التقرير؛ ان "إيران صوّرت كل هذه الهجمات على انها انتقامية وتأتي رداً على تهديدات تستهدفها، إلا أن أكبر عملية من هذا النوع كانت الهجوم على القواعد الامريكية في يناير/كانون الثاني 2020 ردا على اغتيال سليماني"، مبينا انه "في حين لم يسقط قتلى امريكيون في هذا الهجوم، الا ان اكثر من 100 جندي أمريكي عانوا من إصابات دماغية مؤلمة، وحصل 39 منهم على أوسمة القلوب الأرجوانية، ووصفت وسائل الإعلام الامريكية الضربة بأنها أكبر هجوم صاروخي باليستي على الأمريكيين على الإطلاق".

وبعدما أعاد التقرير التذكير بهجوم اربيل الذي يعتقد أن صواريخ "الفاتح-110" استخدمت فيه، بيّن التقرير الأمريكي أن "هذه الهجمات تعكس ميل إيران المتزايد نحو استخدام السلاح الصاروخي الباليستي، وتصورها بأن عزم الولايات المتحدة على مواجهة طهران، يتراجع".

وبيّنت المجلة الأمريكية أن "المخابرات الامريكية وصفت ترسانة الصواريخ الباليستية الايرانية بانها الاكبر في الشرق الأوسط، فيما اعتبرتها القيادة المركزية الامريكية بأنها أكبر تهديد لأمن المنطقة فيما انهمكت منهمكة في إدخال تحسينات نوعية على هذه الانظمة الصاروخية لتوسيع نطاقها ودقتها وقدرة قواتها الصاروخية على البقاء".

ولفت التقرير؛ إلى أن "المسؤولين في طهران يعتقدون بشكل متزايد أن استمرار قوة الولايات المتحدة في المنطقة، يتضاءل، بالإضافة الى تراجع تصميم واشنطن على اللجوء الى القوة لمواجهة هجمات إيران أو الهجمات المدعومة من جانبها".

واعتبر التقرير الأمريكي؛ أن "واشنطن ربما تكون، عن غير قصد، قد أعطت الضوء الأخضر، لطهران لشن المزيد من الهجمات عندما لم ترد بشكل فعال على إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية في حزيران عام 2019، وعندما ضربت منشآت نفطية سعودية بصواريخ وطائرات مسيرة في ايلول/سبتمبر في ذلك العام".

كما اعتبر التقرير؛ أن "معدل استجابة واشنطن للهجمات المدعومة من إيران ضد المواقع الامريكية في العراق خلال عهدي الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، كان ضعيفا، بإستثناء واقعة اغتيال الجنرال سليماني".

وفي السياق نفسه، رأى التقرير أن "عدم حدوث رد أمريكي قوي على الهجمات الصاروخية الايرانية ضد القواعد الامريكية في كانون الثاني 2020، والتي وصفها مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي بأنها كانت بمثابة ضربة ضد كرامة الولايات المتحدة كقوة عظمى، ربما تكون أثارت الكثير في رؤوس صناع القرار الإيرانيين".

وأوضحت المجلة الامريكية أن "رغبة واشنطن بامتصاص مثل هذه الضربة أظهرت للقيادة الايرانية ان الصواريخ الايرانية رادعة، وأنها تشكل موازنة مقارنة بقوة الولايات المتحدة"، وان طهران باتت تظهر تصميما اكبر وارادة لاستخدام هذه القدرات الصاروخية".

وخلص التقرير الى القول ان "هذه العناصر مجتمعة تدفع طهران نحو المزيد من الاشتباك العسكري المباشر في الشرق الاوسط، مع احتفاظها في الوقت نفسه باستراتيجيتها الفعالة المتعلقة بحروب الوكالة التي تتيح لها الحد من احتمالات الانتقام العكسي والتحكم بديناميكيات التصعيد".

ويكشف التقرير عن "استراتيجية امنية جديدة لإيران تتمثل بإطلاق أنظمتها العسكرية من أراضيها بدلاً من تكاثر أنظمتها العسكرية في الخارج، وبدلاً من الالتزام بالسرية، فإن الحرس الثوري الإيراني، يسعى إلى الظهور تحت الأضواء، وهو ما يشكل التطور المهم والذي يمكن أن تؤدي عواقبه الى تبدل التوازن الإقليمي".

وحذر التقرير الأمريكي من أن "استمرار إيران في ممارسة عمليات الصواريخ الباليستية، ودروس القوة الرادعة والعقابية لصواريخها، قد يولد لديها ثقة مفرطة وسوء تقدير وتؤدي إلى حرب على مستوى المنطقة".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon