نيجيرفان بارزاني في ميونخ.. "وجهة نظر لا غنى عنها"
شفق نيوز/ اكتسب نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مكانة مرموقة على الساحة الدولية، بفضل حنكته السياسية ومهاراته الدبلوماسية المعروفة.
"مهندس السياسة والدبلوماسية"
قاد الرئيس نيجيرفان بارزاني، حكومات متعاقبة في إقليم كوردستان، وسط أوضاع معقدة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ونجح في تحقيق الاستقرار والازدهار في الإقليم بعد سنوات من الحروب والاقتتال الداخلي، وبات نموذجاً في المنطقة.
وحقق إقليم كوردستان تحت قيادة بارزاني تقدمًا كبيرًا في مختلف المجالات، من الأمن والاقتصاد إلى التعليم والصحة، كما لعب بارزاني دورًا رئيسيًا في محاربة تنظيم داعش في العراق، ونجح في بناء علاقات قوية مع دول العالم، خاصةً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما نجح في دور الوسيط في العديد من النزاعات الداخلية، وساهم في إيجاد حلول سلمية لها، ومثّل إقليم كوردستان على الساحة الدولية، ويسعى إلى تعزيز مكانة الإقليم على المستوى العالمي، وكان آخرها مشاركته في مؤتمر ميونخ الحالي والسابق وبقية القمم الدولية.
تُعدّ مشاركة بارزاني في هذه المؤتمرات فرصة لعرض وجهة نظر إقليم كوردستان على القضايا الإقليمية والدولية، كما تُساهم في تعزيز العلاقات مع الدول المشاركة، التي تتيح فرصة لبحث سبل التعاون في مختلف المجالات.
"وجهة نظر لا غنى عنها"
وتقول مصادر مطلعة في مؤتمر ميونخ الأمني لوكالة شفق نيوز، إن الرئيس نيجيرفان بارزاني في حركة مكوكية لم تهدأ من لقاءات ومباحثات مع صناع القرار في العالم، كما أن جناح رئاسة الإقليم الخاص في المؤتمر لم يخلُ من تواجد زعيم سياسي دولي تارة، أو تنقل الرئيس في الأروقة المجاورة وإجراء مباحثات في شؤون متعددة.
وتقول المصادر إن بارزاني يعد "وجهة نظر لا غنى عنها" في المباحثات مع المسؤولين الدوليين والإقليميين والعراقيين.
ويُعرف عن بارزاني بدفاعه عن الحوار والاعتدال ويعدّ شخصية تحظى بالمقبولية الملفتة لدى صناع القرار في العراق والمنطقة.
وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم رئاسة إقليم كوردستان، دلشاد شهاب، لوكالة شفق نيوز، إن مشاركة الرئيس نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا، يحمل عدة رسائل منها سيكون مساعدا في الجهود الدولية لحماية الأمن، وبذل جميع الجهود لحمايته وحماية العراق من جميع المخاطر.
"إقليم كوردستان يعد لاعباً اساسياً في معادلات الشرق الاوسط بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص، هو أمر مهم لدور وكيان الاقليم، وهذه ليست المرة الاولى التي يشارك فيها اقليم كوردستان بهذا المؤتمر حيث كان مشاركا لعدة سنوات بشكل فعال وايجابي"، يقول شهاب.
واشار الى ان "رسالة اقليم كوردستان في المؤتمر هي أنه على المستوى العالمي سيكون مساعداً لجميع الجهود الدولية لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة، ورسالته لدول الجوار هي أنه لم ولن يصبح مصدرا للمشاكل والتهديد على أي من هذه الدول".
كما اضاف ان "رسالة الإقليم لداخل العراق هي اننا نعتقد ان العراق يعاني من مجموعة مشاكل كبيرة"، وضرب شهاب مثلاً بمؤتمر البيئة الذي عُقد في الإمارات مؤخراً، حيث لفت الى أن العراق كان من أسوأ خمس دول في دائرة الخطر، كما هنا مخاطر في ملفات البطالة والحياة والجفاف، بالإضافة إلى تحديات اخرى كبيرة، وهذا يقود الى أن أوضاع العراق لا تحتمل أن يدخل في نطاق الحرب الدائرة في المنطقة".
وعزز المتحدث باسم رئاسة اقليم كوردستان حديثه بأن الإقليم، "ليس بمعزل عن هذه المخاطر، ووضع العراق سيكون له تأثير مباشر على وضع كوردستان، لذا فإن رسالة الإقليم هي أنه يجب مراعاة كل هذه الظروف، وسنبذل كل الجهود لحماية الاقليم والعراق من هذه الاحتمالات".
"المخاطر الأمنية قائمة"
يؤكد نيجيرفان بارزاني في محافل متعددة على وجود مخاطر أمنية قائمة في العراق، بخاصة في ملف التنظيمات الإرهابية.
ويقول شهاب بهذا الصدد: نعتقد أن الضرورة التي جعلت قوات التحالف تأتي الى العراق هي محاربة الإرهاب، مازالت هذه المخاطر قائمة، لذا يجب تقييم هذه المسألة بشكل واقعي وأن لا يتم النظر إليها فقط من منظور حرب غزة بل أن يتم النظر إليها من منظور مصلحة العراق".
وتطرق شهاب الى اجتماع عقد على هامش مؤتمر ميونخ، بين الرئيس نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الذي وصفه بلقاء "جيدا جداً".
"جرى فيه الحديث عن خطوات التوصل إلى اتفاق على مسألة الموازنة والنفط وجميع القضايا المشتركة، ويمكنني ان اقول انها الرؤى متشابهة لحل هذه المشاكل ونتمنى خطوات أفضل في المستقبل"، وفق دلشاد شهاب.