نظرة اسرائيلية لدور إيران في العراق: لاعب مثير للمتاعب
شفق نيوز/ اعتبر "معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية" الاسرائيلي ان ايران تشكل خطرا على العراق بتحركها للهيمنة الكاملة عليه وإخراج القوات الاميركية بالكامل، بالاضافة الى تهديداتها لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
واستعان المعهد الاسرائيلي في تقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بتقرير للاستخبارات الوطنية الأميركي في نيسان/أبريل الماضي حول التقييم السنوي للتهديدات، تم ذكر اسم إيران ما لا يقل عن 60 مرة في إطار تناوله لمروحة واسعة من التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، مضيفا أن ايران تتحرك قدما من اجل تحقيق هدفها بالهيمنة الكاملة على العراق وطرد ما تبقى من قوات اميركية من هذا البلد، وهو احتمال سيشكل نجاحا كبيرا لإيران.
التقرير السنوي الاميركي يشير ايضا الى ان ايران ستظل خطرا إقليميا من خلال "نشاطات اقليمية خبيثة"، وهي ستواصل ممارسة هذه الانشطة الخطيرة حول العالم، لكن تركيزها من المرجح ان يكون على المحيط الإقليمي، خاصة العراق الذي تراه ايران على انه دولة رئيسية يتحتم عليها الهيمنة عليه بالكامل.
وذكر المعهد الإسرائيلي أن ايران لاعب مثير للمتاعب في الشرق الأوسط منذ أن سيطرت عليها ديكتاتورية دينية العام 1979، مضيفا أنه من خلال وكلائها ووسائل أخرى فإنها تسببت بزعزعة استقرار منطقة ملتهبة اساسا، مشيرا إلى أن السعودية وإسرائيل أعربتا طوال سنوات عن قلقهما من طموحات الهيمنة الايرانية التي تهدد ايضا الولايات المتحدة وحلفائها.
واعتبر المعهد الاسرائيلي ان الخطاب الإيراني المعادي لاسرائيل سيستمر، طالما بقي النظام في السلطة، و ستحافظ ايران على دعمها للقوة الوكيلة لها مثل حزب الله وحماس، من أجل تهديد اسرائيل ومصالحها في المنطقة.
وبالاضافة الى ذلك، فان الحرب الباردة بين السعودية وإيران حول السيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط، ستستمر، ما سيؤدي الى تواصل انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان البلدين من غير المرجح أن ينخرطا في حرب شاملة، لكنهما سيواجهان بعضهما البعض في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط.
وتابع التقرير الاسرائيلي ان الصراع السعودي - الإيراني سيجعل الرياض اكثر عدائية، وايران اكثر استعدادا لضخ المزيد من طاقاتها ومواردها في الإرهاب والتطرف والطائفية.
واضاف ان من المرجح ان العراق سيكون الضحية لهذه النزاعات الجيوسياسية والامنية.
واوضح ان العراق منذ سقوط النظام البعثي، اصبح ضحية لايران، وان قوة القدس التابعة للحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الايرانية، تراقب وتستغل الشؤون الداخلية للعراق، مضيفا ان للعراق أهمية استثنائية على الصعيدين الديني والسياسي بالنسبة إلى إيران، بينها محور قيم-النجف، وهما مركزين للشيعة في العالم، وانه من خلال سيطرة إيران على العراق تعني سيطرتها على غالبية شيعية في هذا البلد. واضاف ان العراق لا يمثل مصلحة جيوسياسية فقط، لكنه أيضا يلائم طموحاتها بتصدير الثورة ونشر التشيع حول العالم.
واضاف انه منذ الغزو الاميركي للعراق والاطاحة بصدام حسين، تمثل الهدف الرئيسي لإيران في العراق بطرد الاميركيين من الاراضي العراقية، وتم تكليف قوة القدس في الحرس الثوري الذي يلعب دورا رئيسيا في السياسة الخارجية، بهذه المهمة الحاسمة. وتابع انه من خلال دعم مختلف الفصائل والميليشيات والسياسيين، ومن خلال القيام بعمليات سرية داخل العراق، تهدف إيران الى زعزعة الاستقرار لمستوى يتسبب في تراجع ثقة الناس بالقوات الأميركية.
وأوضح التقرير الاسرائيلي انه اذا نجحت في طرد كل القوات الاميركية من العراق، ستتمكن ايران من السيطرة الكاملة على البلد، مما سيشكل انتصارا سياسيا وامنيا كبيرا للنظام الإسلامي.
وتابع ان ايران اظهرت ان لها اليد الطولى في العراق، وكان ذلك واضحا منذ فترة طويلة مثلما جرى العام 2005، عندما فقدت القوات الاميركية السيطرة على البلاد. قالت وكالة الاستخبارات الاميركية ان غالبية الجماعات الارهابية والميليشيات في العراق تخضع لسيطرة قوة القدس.
وبين انه عندما قامت المجموعات المدعومة من إيران بإثارة الفوضى في العراق، عززت وكالة الاستخبارات الاميركية اتصالاتها مع السلطات الكوردية وأجهزة المخابرات. كما ان النظام الايراني لديه أيضا اتصالات وثيقة بين الكورد.
واشار الى انه مع تزايد دعم طهران للشيعة العراقيين، جرى تهميش السنة بشكل متزايد، وحاولت كل من انقرة والرياض، دعم السنة في العراق، لكن لم يكن ممكنا لأي منهما التنافس مع هيمنة طهران. وتابع ينطبق هذا بشكل خاص على أنقرة، اذ إن ايران دعمت حزب العمال الكردستاني من حين لآخر، ضد تركيا.
واعتبر التقرير ان لإيران مصلحة في ابقاء العراق في الفوضى، وان الايرانيين يستخدمونه في تنفيذ عمليات في أنحاء العراق، وهو ملاذ آمن للمخابرات الايرانية وقاعدة لها لشن عمليات سرية، كما ان الاراضي العراقية تستخدم لتدريب الميليشيات الشيعية، وهو بمثابة منطقة عازلة لحماية امنها. بالاضافة الى ذلك، فان السفارة الايرانية تلعب دورا أساسيا في تحقيق أهداف النظام، وهي مركز للعمليات السرية في العراق.
واشار الى انه طالما بقيت القوات الاميركية في العراق، فان قوة القدس والسفارة الايرانية ستظل من أهدافها الرئيسية تنفيذ عمليات ضدها.
وخلص التقرير الإسرائيلي الى القول بانه بمجرد انضمام الولايات المتحدة الى الصفقة النووية مع طهران، فمن المرجح أن تكثف ايران عملياتها في العراق، معتبرا ان الايرانيين سيستخدمون العراق كقاعدة ينطلق منها لتنفيذ عملياته في جميع أنحاء الشرق الأوسط و لابتزاز كل من الولايات المتحدة والسعودية. ووصف التقرير ايران بأنها "أكبر تهديد للسلام والامن في المنطقة".
ترجمة: وكالة شفق نيوز