"نساء داعش" في الهول: تقرير أمريكي يحذر من خطرهن على العراق وسوريا

"نساء داعش" في الهول: تقرير أمريكي يحذر من خطرهن على العراق وسوريا
2022-07-15T19:54:27+00:00

شفق نيوز/ أثار "معهد كارنيجي" للأبحاث قضية الداعشيات أو النساء المرتبطات بالإرهابيين من المقيمات في مخيم الهول للنازحين، مؤكدا انهن اصبحن يشكل خطرا على كل من العراق وسوريا والمنطقة عموما. 

وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى تزايد المخاوف من التهديدات التي تمثلها "الجهاديات" المرتبطات بتنظيم داعش، بعدما تزايدت الهجمات التي تجري في مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة السورية، والذي شهد مقتل 6 أشخاص في أيار/مايو الماضي، بينما ارتفعت الجرائم التي جرى توثيقها في المخيم منذ بداية العام 2022، إلى 24 جريمة. 

واوضح التقرير ان هناك اكثر من 8 آلاف جهادية وزوجة وارامل لمسلحي داعش يعشن في المخيم الذي يضم أكثر من 65 ألف شخص، وأصبح يمثل تهديدا أمنيا للعراق وسوريا، وللمنطقة عموما، لأنه يستضيف عددا كبيرا من النساء المرتبطات بداعش.

ولفت التقرير إلى أن عمليات القتل الأخيرة داخل المخيم يتحمل مسؤوليتها نساء داعش المتطرفات المقيمات في الهول، والمعروفات باسم زوجات داعش اللواتي ينتمين إلى أكثر من 60 دولة. 

وبحسب "منظمة أنقذوا الأطفال" الدولية، فهناك نحو 7300 طفل في المخيم تحت وصاية امهاتهم المرتبطات بداعش اللواتي يقمن بتعليمهن الأفكار الداعشية ويغرسن  في نفوسهن الرغبة في الانتقام لآبائهم الذين قتلوا أو اسروا خلال المعارك.

وكشف التقرير هؤلاء النسوة شكلن وحدات الشرطة الدينية الخاصة بهن المعروفة باسم "الحسبة" التي لا تتردد في تطبيق عقوبات قاسية، بما في ذلك القتل، على عمال الإغاثة المحليين والدوليين وايضا على النساء في المخيم اللواتي يحاولن قطع علاقاتهن بالتنظيم الإرهابي. 

 واعتبر التقرير أن نظام الحسبة القائم في المخيم، يشكل التحدي الأكبر للادارة الذاتية التي يقودها الكورد وقواتهم الأمنية التي تحرس المخيم.

وتابع التقرير أنه هناك مخاوف من جانب السلطات الكوردية ومنظمات حقوق الإنسان من أن المخيم قد يخلق جيلا جديدا من المقاتلين المتطرفين ويمهد الطريق أمام عودة داعش في المنطقة، مضيفا أن هذا الاحتمال أصبح مطروحا أكثر بسبب حقيقة أن النساء الدواعش حاولن مرارا الهروب من المخيم والتواصل مع العالم الخارجي من خلال الهواتف السرية للوصول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما قمن بجمع الأموال، من أنصار الجهاديين في الخارج.

وذكر التقرير بما أعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان حول نجاح قوات الاسايش في إحباط هروب حوالي 200 امراة من مختلف الجنسيات مع أطفالهن من المخيم. 

وبرغم ذلك، لفت التقرير الى انه مع احتفاظ قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على الهول وتفكيك خلايا نائمة لداعش، إلا أن قدرتها في تأمين المخيم ضعفت بسبب تكرر الاشتباكات مع مسلحي داعش في اوائل العام 2022 عندما شن داعش هجوما "وقحا" بهدف اطلاق سراح معتقلين دواعش من داخله، مشيرا الى ان المخيم صار اكثر يتعرض أكثر لمحاولات من داعش لتحرير المنتسبات منهن اللواتي يمكن أن يشكلن نواة لخلايا إرهابية أكبر خارج المخيم.

واوضح التقرير انه سماح منذ سماح السلطات المسؤولة عن "الهول" للسوريين والعراقيين الذين لم تتم ادانتهم بارتكاب جرائم، بأن يعودا الى دولهم الاصلي، أصبحت القضية الاساسية المتبقية هي قضية الجهاديين الأجانب الذين منعوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية التي تتجاهل الدعوات من جانب قوات سوريا الديمقراطية لذلك، بما في ذلك دول اوروبية وآسيوية. 

ونقل التقرير عن المحاميين الفرنسيين ماري دوز ولودوفيك ريفيير اللذين يمثلان نساء مقيمات في الهول، قولهما ان باريس رفضت العديد من الدعوات لإعادة هؤلاء الى الوطن، بما في ذلك أبناء المقاتلين الأجانب في المخيم.

وفي المقابل، لفت التقرير إلى أن مجموعة صغيرة من الدول تشمل البانيا والمانيا وروسيا وفرنسا واوزبكستان وكوسوفو وبعض دول اسيا الوسطى، قامت بإعادة مجموعات صغيرة من مواطنيها من المخيم، وخاصة النساء والأطفال، في حين كانت دول غرب أوروبا اكثر ترددا حيث تعتبر أن هؤلاء يشكلون تهديدا أمنيا. 

وتابع التقرير انه رغم ان معظم دول أوروبا تتمتع بتشريعات تسمح بمحاكمة العائدين الذين ينتمون الى جماعة ارهابية أو يدعمونها، فان المسؤولين الاوروبيين يشعرون بقلق ازاء فكرة ان اعادة اعضاء داعش الى وطنهم، سيشكل عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية. 

واضاف انه فيما تتأخر الدول الأوروبية في القيام بإجراءات حول هذا  الملف، فان قوات سوريا الديمقراطية متروكة لوحدها من أجل التعامل مع الأوضاع المتدهورة في الهول، مذكرا بأن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية حذرت من الظروف المعيشية السيئة في المخيم والتي أجبرت المقيمين فيه على شرب مياه الغسيل من الخزانات الموبوءة بالديدان، ادى الى إصابة الاطفال بأمراض جلدية والإسهال والتهابات. 

وختم التقرير بالتحذير من أن التحديات تتفاقم بسبب حقيقة أن السلطات الكوردية لا تمتلك الموارد اللازمة من أجل رعاية احتياجات عشرات الالاف من الاشخاص الذين تحرسهم حاليا. ورجح التقرير ان يؤدي التهديد بشن هجوم تركي جديد الى المزيد من الفوضى في الهول مثلما جرى في عين عيسى خلال هجوم تركي في العام 2019. 

وتابع ان وفد الأمم المتحدة الرفيع المستوى الى الذي زار المخيم مؤخرا، حذر من التهديد الذي يمثله ابقاء الناس في هذه الظروف، على أمن المنطقة بأكملها.

وخلص التقرير الى القول انه في ظل هذه المعطيات والمخاطر، فإن "الحل الأكثر فاعلية لمشكلة الهول، الى جانب مخيمي روج وعين عيسى للنازحين، يتمثل في اعادة الاناث المنتميات الى داعش واطفالهن، وانه يتحتم اعادة هؤلاء النساء الى بيوتهن وتطبيق استراتيجيات مناسبة من أجل مقاضاتهن وإعادة تأهيلهن ودمجهن في المجتمعات".

واكد التقرير ان هذا يمثل "الخيار الوحيد القابل للتطبيق من أجل ضمان عدم تحول مخيمات النزوح في سوريا، الى تجسيد دائم لايديولوجية داعش وممارساتها، وهو ما يؤجج الاستياء ويشكل الهاما للإرهاب".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon