ميسان.. "مشعلو الحرائق" يدحرجون "كرة النار" والصدر والخزعلي يشكلان "وحدة إطفاء"

ميسان.. "مشعلو الحرائق" يدحرجون "كرة النار" والصدر والخزعلي يشكلان "وحدة إطفاء"
2022-02-11T18:28:35+00:00

شفق نيوز/ منذ ما يزيد عن أسبوعين؛ طالت موجة اغتيالات بعض الشخصيات البارزة في محافظة ميسان (320 كم جنوب بغداد)، فيما تركزت في قضاء قلعة صالح (80 كم عن العمارة مركز المحافظة) وصولا لناحية الكحلاء (25 كم عن مركز المحافظة).

وبدأت سلسلة أعمال العنف باغتيال الضابط في وزارة الداخلية حسام العلياوي، شقيق وسام العلياوي القيادي في "عصائب أهل الحق"، الذي اغتيل أيضا  في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة العمارة آنذاك.

تبعها اغتيال  القاضي احمد الساعدي المختص بقضايا المخدرات في محكمة استئناف ميسان من قبل مسلحين مجهولين، وبذات الطريقة اغتيل أحد عناصر التيار الصدري البارزين ويدعى كرار أبو رغيف، بإطلاق النار عليه في مركبته في حي المعلمين، الأربعاء الماضي  ويستمر مسلسل الاغتيالات حتى ليل الخميس (10 شباط 2022) حيث تسببت حالة من الفوضى في حي الكحلاء بمقتل احد منتسبي الشرطة في المحافظة، تلك الحوادث المتتابعة تنذر بأزمة امنية كبيرة مالم يتدخل العقلاء وأصحاب الرأي في تهدئة الشارع .

مشعلو الحرائق

ويرى الممسكون بالملف الامني في المحافظة؛  ان هناك من يحاول إشعال فتيل ازمة امنية بالعمارة من خلال تأجيج الخلافات العشائرية وبث روح الفرقة والثأر بين افخاذ العشيرة الواحدة إذ تنقسم العشيرة الواحدة الى عدة بيوتات تضم عشرات الشيوخ وابنائهم تندرج تحت مسمى "الفخذ الفلاني" وهو امر متبع في كل محافظات جنوب العراق.

وميسان التي تعد أهم محافظات الجنوب المتعددة الثروات بسبب موقعها الاستراتيجي على دجلة فضلا عن مجاورتها لإيران، حيث يتسيد العرف العشائري على مجمل المشهد هناك.

مدير اعلام وعلاقات شرطة ميسان العميد يحيى حطاب أكد لوكالة شفق نيوز؛ ان "النزاعات العشائرية لاتكاد تهدأ في المحافظة التي يسود فيها العرف العشائري وأن ما حصل هو تجدد النزاع العشائري بين فخذي الفيصل والنوافل والتي تزامنت مع تأزم المشهد السياسي مما حدا بالبعض لتأجيج الأمور في محاولة لربط الخلاف بالمشهد السياسي. لكن القوات الامنية المعنية بضبط أمن المحافظة تمكنت وبالتعاون مع العقلاء من وجهاء المدينة من تهدئة الأمور بين العشيرتين او الفخذين فضلا عن استنفار القوى الامنية كافة تتبع تعليمات غرفة العمليات التي تشكلت بعد زيارات القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية.

ولفت العميد حطاب؛ إلى ان "بعض ضعاف النفوس المأجورين من اعداء العراق حاولوا استغلال الأوضاع وإثارة فتنة لا تحمد عقباها في المحافظة من خلال تنفيذ سيناريو اغتيالات تستهدف شخصيات مهمة في المدينة".

واضاف ان "تظافر الجهود الامنية بين قيادة عمليات ميسان برئاسة اللواء الركن محمد الزبيدي وقائد الشرطة اللواء الحقوقي ناصر الاسدي ستعود الامور الى نصابها الاول في استتاب الامن من خلال وأد الفتنة وإنهاء النزاعات".

واشار الى ان "بالامس كانت هناك محاولات لإشعال فتنة جديدة حيث نشب نزاع عشائري بين بيوتات عشيرة (البو غنام) احد عشائر البومحمد في منطقة الكحلاء وتبعد (25 كم) عن مركز المحافظة تسبب بمقتل منتسب ضمن الفوج الرابع لطوارئ ميسان حيث تم اعتقال أكثر من 25 مشتبها بهم والتحقيق معهم للوقوف على المتورطين وإحالتهم للجهات المعنية".

وبيّن أن "الأوضاع شبه مستقرة في المحافظة وستعود الأمور الى نصابها الأول".

كرة النار

الى ذلك؛ اكد مصدر مطلع في الادارة المحلية لمحافظة ميسان لوكالة شفق نيوز؛ ان "هناك جهات تحاول إلقاء كرة النار في محافظة ميسان باعتبارها تضم أهم وأوسع قواعد شعبية متنافسة احدها تتبع تيار الصدر والاخرى عصائب اهل الحق، وبالتالي هناك محاولات لتأزيم الصراع العشائري هناك وزج قيادات التيار والحركة ضمن دوامة التنافس السياسي والحزبي من خلال تصفيات جسدية نوعية تسهم في زعزعة الأمن وبالتالي استخدام الأمر كورقة ضغط لتمرير مطالب او غايات معينة وما يعزز ذلك هو سيادة العرف القبلي والعشائري هناك مع غياب شبه تام لسطوة القانون".

نزاع قديم

غير أن قاسم طعمة رئيس اتحاد الحقوقيين في ميسان، رأى أن "الخلاف العشائري في المحافظة قديم وليس وليد اليوم أو الأمس القريب، ونستغرب من ربط ما يحدث في المحافظة بالأزمة السياسية في البلاد".

وأضاف طعمة في حديث لوكالة شفق نيوز؛ "ربما عدم تشكيل الحكومة يعد أحد أسباب تردي الأوضاع بالمحافظة على اعتبار أن الوضع الأمني مرتبط بتشكيل الحكومة التي تعمل على إحداث تغييرات دورية لمسؤولي الأمن".

واتهم طعمة القيادات الامنية بالتسبب بـ"تردي الاوضاع كون رجل الأمن يعد ممثلا للقانون وسيادته في أي بقعة فإذا كان عاجزا عن فرض هيبته وسطوته على الجميع ما يسمح  بغياب القانون وسيادة العرف العشائري وتوحش الثلة القليلة من المجرمين، ففي زمان معين اضطر أحد القادة آنذاك بطلب (عطوة) اي هدنة عشائرية بسبب مشكلة عشائرية بين قبيلتين وهذا انعكس سلبا على قوة القانون وتسبب بخلخلة الأمن".

وأضاف أن "عدم تأهيل رجل الامن ورفده بثقافة قانونية تمكنه من تعزيز دوره في بسط الأمن ومعالجة النزاعات العشائرية بما يحفظ هيبة القانون لعبت دورا كبيرا في سيطرة العرف العشائري على المحافظة".

ثلة مأجورة

إلا أن أحد وجهاء المحافظة قال لوكالة شفق نيوز؛ ان "هناك من يحاول استخدام محافظة ميسان كورقة ضغط سياسية لتمرير مشروع ما وذلك باعتماد ثلة مأجورة تدفع باتجاه تأزيم الأمن في ميسان ومن ثم الى باقي محافظات الجنوب حيث تمتد افخاذ او قبائل العشائر الرئيسة لمدينة العمارة لاغلب محافظات لاسيما في ذي قار والبصرة والسماوة وصولا للمناطق الشعبية في بغداد، وبالتالي إشعال فتيل فتنة يبدأ من الجنوب وصولا الى بغداد مركز الخلاف السياسي بين القوى المتنافسة على  الوصول لدفة السلطة".

واضاف الوجيه الميساني الذي رفض ذكر اسمه؛ أن "النزاع العشائري في مدن المحافظة معتاد عليه، لكن أن يتطور الامر ليصل لشخصيات بارزة ونافذة في المحافظة وفي الجهات السياسية التي تنحدر منه (التيار الصدري والعصائب) أمر يدعو للقلق ويتطلب اليقظة والحذر خاصة وان كل المعطيات تشير الى ضلوع مأجورين بمحاول خلط الأوراق في المحافظة وتأزيم الملف الأمني وتهديد السلم الاهلي كما روج له  مؤخرا بخطابات القوى السياسية الرافضة لمتغيرات المشهد السياسي الحالي وفق المعادلة الجديدة".

حماية سياسية

من جهته؛ اكد عضو ائتلاف دولة القانون عن ميسان جاسم العلوي، اليوم الجمعة، إن "خطورة الجماعات المنفلتة بالمحافظة لا تقل عن خطورة عصابات داعش الارهابية".

وأشار العلوي إلى "وجود فئات منفلتة مطلوبة للقضاء لا تقل عن خطورة عصابات داعش وهناك حماية سياسية تتوفر لهذه الجماعات تضاهي وربما تزيد عن الحماية الامنية".

واضاف ان "الممارسات الخارجة عن القانون تؤثر بشكل مباشر على الاستقطاب الاستثماري في المحافظة والبلاد عموما".

وعقد وفدا التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي يوم الجمعة اجتماعا لإحتواء التوترات الحاصلة بين الجانبين في محافظة ميسان.

وانعقد الاجتماع الذي يُعد الأول من نوعه بين الجانبين في ميسان بعد قرار زعيمي التيار والعصائب على تشكيل الوفدين.

وصدر عن الاجتماع بعد انتهائه بيان مشترك للوفدين ورد لوكالة شفق نيوز، تضمن النقاط الآتية:

1- ندين ونستنكر جميع جرائم القتل في المحافظة.

2- ندعم ونساند القضاء والاجهزة الأمنية من أجل أخذ الدور الأكبر في فرض القانون والحد من الجريمة .

3-نقف على مسافة واحدة من الجميع .

4-استمرار عمل اللجنة ومتابعة التحقيق وكشف الجناة من أجل أخذ جزاءهم العادل قانونياً.

5- ندعو أهالي محافظة ميسان التحلي بالصبر لتفويت الفرصة على من يريد اثارة الفتنة بين أبناء الأب الواحد (محمد الصدر).

6-نأمل من وسائل الإعلام توخي الحذر والدقة في نقل الأخبار من مصادرها الصحيحة وليس من ما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي المغرضة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد قرر يوم الخميس تشكيل وفد يقع على عاتقه مهمة التهدئة بين التيار الصدري، وحركة عصائب "أهل الحق" المنشقة عن التيار بزعامة الخزعلي بهدف تجنب نشوب حرب داخلية بين الشيعة في العراق على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة ميسان جنوبي البلاد.

وعقب ساعات من قرار الصدر أعلن الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، تشكيل لجنة للتعاون مع الوفد الذي أرسله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى محافظة ميسان.

وشهدت محافظة ميسان طيلة المدة الماضية سلسلة من الاغتيالات التي طالت وجهاء عشائر ومسؤولين حكوميين وقوات امنية وعناصر في التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وحركة "عصائب أهل الحق" المنشقة عن التيار بزعامة قيس الخزعلي.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon