موجهة لأنقرة وواشنطن.. فصائل موالية لإيران تصعد أنشطتها ضد إقليم كوردستان
شفق نيوز/ رصد موقع "المونيتور" الأمريكي، تصاعدا في أنشطة الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، ضد إقليم كوردستان، على مستوى الانتقادات والهجمات على القوات التابعة للإقليم، في ظل اتهاماتها لها بأنها تتمتع بروابط وثيقة مع الولايات المتحدة.
وذكر الموقع الأمريكي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "هذه الفصائل ليست راضية أيضاً عن العلاقات القوية بين حكومة إقليم كوردستان وبين تركيا، وهو ما يرتبط بشكل جزئي بالعلاقات المتزايدة لهذه الفصائل مع حزب العمال الكوردستاني في سنجار".
وأضاف التقرير، أن "بعض الهجمات التي وقعت ضد قوات البيشمركة في الأشهر الأخيرة، قد تكون من تنفيذ هذه الفصائل، وذلك في ظل استمرار هجمات تنظيم داعش أيضاً على قوات حكومة إقليم كوردستان".
هجمات الفصائل
وأطلقت 8 صواريخ كاتيوشا في 7 كانون الثاني/ يناير، على موقع للبيشمركة بالقرب من قرية التون كوبري الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال غرب مدينة كركوك، على الطريق الرئيسي بين أربيل وبغداد، وقبل ذلك بأيام، جرح مقاتل من البيشمركة برصاص مسلح مجهول في قرية أخرى في محافظة كركوك.
وأوضح التقرير الأمريكي، أن "هناك قوى مختلفة تنشط في كركوك الغنية بالنفط (المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، في حين أن التون كوبري يوجد فيها خليط من التركمان والكورد والعرب"، مشيرا إلى أن "غالبية الهجمات التي تستهدف قوات الأمن، تنسب إلى خلايا داعش، إلا أن مصادر أمنية في المنطقة، تشير إلى أن الجماعات المسلحة المقربة من إيران يعتقد أنها متورطة في هجوم 7 كانون الثاني/يناير وغيره".
ولفت التقرير، إلى هجوم وقع في شباط/ فبراير العام 2021، أعلنت جماعة مجهولة مسؤوليتها عنه، وتضمن اطلاق اكثر من عشرة صواريخ على قاعدة تستضيف قوات التحالف في مطار اربيل الدولي والمناطق السكنية بالمدينة أوقع قتيلين وأكثر من عشرة جرحى، مشيرا إلى أن "كثيرين يقولون أن هذه الجماعة هي واجهة للفصائل المرتبطة بإيران".
وبعدها بشهرين كان هناك الهجوم الأول من نوعه، بطائرة مسيرة محملة بالمتفجرات على القوات الامريكية في اربيل، وهو هجوم أشادت به الفصائل المرتبطة بإيران، لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنه، وجرى تنفيذ هجمات أخرى بطائرات مسيرة على مطار أربيل.
حرق مقر "البارتي" في بغداد
كما ذكر التقرير بقيام فصائل مرتبطة بإيران بإحراق مقر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وهو حزب وصفه "المونيتور" بانه "أكبر حزب سياسي من منطقة الحكم الذاتي ويحافظ على علاقات تجارية وثيقة مع تركيا، الجارة الشمالية للعراق".
وأشار إلى أن "الفصائل المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، اتهمت حكومة اقليم كوردستان بالتورط في اغتيال الجنرال قاسم سليماني".
تهم وذرائع
وكان عضو بارز في ائتلاف دولة القانون قال يوم الاثنين الماضي، إن السنة والكورد، مسؤولون عن "الشقاق بين الشيعة"، في حين حذر المتحدث باسم كتائب حزب الله المرتبطة بالحرس الثوري أبو علي العسكري، من أن "العراق يمكن يشهد أياماً صعبة يكون الجميع فيها خاسرون"، وفقاً للموقع الأمريكي.
ونقل الموقع، عن وزير الداخلية العراقي السابق باقر الزبيدي، إشارته إلى أن في أواخر العام 2021، إلى أن واشنطن "نصبت صواريخ في معسكر سري في جبال إقليم كوردستان".
وبعدها، أرسل عباس الزيدي، من المكتب السياسي لكتائب سيد الشهداء، رسالة إلى "المونيتور" في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد تصريح وزير الداخلية السابق، يهاجم فيها المنشآت الأمريكية السرية ويشكك فيما إذا كانت "اربيل قد اصبحت قاعدة امريكية لاحتلال العراق"، بحسب الموقع
وكتائب سيد الشهداء إحدى الفصائل التي جرى اتهامها بداية بالتورط في هجوم شباط/فبراير العام 2021 على أربيل، وهي إحدى القوى المقربة من الحرس الثوري الإيراني، لكنها انخرطت في وحدات الحشد الشعبي التي تتقاضى رواتب من الحكومة العراقية، وجرى استهدافها بغارات جوية امريكية قرب الحدود بين العراق وسوريا، وفقاً لـ"المونيتور".
الزيدي نفسه قد حذر سابقا في رسالة في حزيران/ يونيو 2021 أرسلها إلى "المونيتور" بعد إحدى هذه الهجمات من أن حكومة كوردستان ستواجه "عقوبة لن تكون صغيرة" بسبب ما وصفه "دماء أبنائنا وشهدائنا الذين استهدفهم الاحتلال على الحدود الليلة الماضية، والذي تقدم حكومة اقليم كوردستان له، كل وسائل الدعم لقتل ابناء العراق".
الوجود الأجنبي
لكن "المونيتور" نقل عن مصدر من التحالف الدولي في 12 كانون الثاني/يناير، توضيحا بشأن وجود التحالف في اقليم كوردستان، قائلا إن "التحالف أنهى دوره القتالي في العراق منذ ن 9 كانون الأول/ ديسمبر 2021، ولم يعد للتحالف قواعده الخاصة في العراق، وأنه استضاف مؤخرا وفدا من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين العراقيين الذين شاهدوا انتقالنا إلى قوة تقدم النصيحة والمساعدة للقوات العراقية من اجل المحافظة على الهزيمة الدائمة للإرهاب"، وفقا للتحالف الدولي.
وختم التقرير الأمريكي، بالإشارة إلى أن "قوات التحالف تقدم مئات الملايين من الدولارات كدعم لقوات الأمن العراقية، وتدفع رواتب وحدات بعض قوات البيشمركة، وأن واشنطن حافظت طوال عقود على علاقات وثيقة مع القوات الكوردية وحكومة أربيل، وقدمت مساعدات عسكرية ومالية بالاضافة الى التدريب لقوات البيشمركة منذ العام 2014".
وخلص تقرير "المونيتور"، إلى القول إن "الجماعات المرتبطة بإيران لطالما اعتبرت السفارة الامريكية الكبيرة في بغداد بانها (وكر جواسيس)، ولهذا فإن من المرجح أن تتعامل مع القنصلية الامريكية الجديدة في اربيل، وفق التوصيف نفسه".