من طفل خجول إلى إرهابي "مرعب".. القصة الكاملة لانتحاري الرمادي
شفق نيوز / كشف تحقيق لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بقصة المراهق الاسترالي الذي اعتنق الإسلام بعد وفاة والدته، وكيف تم تجنيده للانخراط في صفوف تنظيم داعش بعد تبنيه لأفكار متطرفة، إلى أن فجر نفسه بعملية انتحارية فاشلة في مدينة الرمادي العراقية.
وتناول تحقيق الصحيفة البريطانية، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، كيف انتقل جيك بيلاردي، المتحدر من مدينة ملبورن الأسترالية، والذي توفيت والدته بالسرطان وهو مراهق، وأثر ذلك فيه، فتحول تدريجيا في غرفة نومه إلى التطرف والإعجاب بالقيادي الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، قبل أن يعجب بداعش، ويلتحق بها، ثم يفجر نفسه في الرمادي في مارس /اذار العام 2015، في هجوم أثار الصدمة في أستراليا، بعدما كان وضع "الخطة B" الأكثر رعبا لارتكاب مجزرة في أستراليا نفسها.
وأوضح التقرير البريطاني، أن "بيلاردي (18 سنة) تحول من طفل خجول الى انتحاري تمزق اشلاء على بعد 1300 كيلومتر عن وطنه، في تفاصيل يكشف عنها للمرة الاولى منذ 7 سنوات.
وبحسب التقرير فن بيلاردي حاول مواساة نفسه بوفاة والدته العزباء بالسرطان العام 2012، وكان في عمر العاشرة عندما بدأ بالتردد على مركز هيوم للشباب الاسلامي حيث تعرف على تعاليم الاسلام واعتنق الديانة في نهاية الامر، واصبح متطرفا من خلال الانترنت حيث كان يمضي ساعات على الكمبيوتر في غرفة نومه قبل ان يتصل بالعقل المدبر لداعش ميرساد كانديك الذي يعتقد انه جند العديد من المتطرفين الاجانب في الخارج في صفوف التنظيم وارسالهم للقتال في العراق وسوريا.
وأشار التقرير إلى أن بيلاردي كان يشعر بالغضب لانه لم يتمكن من ايجاد وسيلة لمغادرة ملبورن للمشاركة في قتال الخارج، وتحدث عن إحباطه هذا في مدونته الالكترونية تحت عنوان "من ملبورن الى الرمادي.. رحلتي".
وقال: "كيف كان لي أن أدخل؟ ليس لدي اي اتصالات لمساعدتي، وفقدت كل أمل بعد محاولات فاشلة في ايجاد اي صلة تواصل".
وأضاف التقرير البريطاني، أن بيلاردي فقد الأمل، وبدأ يعمل على خطته البديلة التي تتضمن "هجوما بالقنابل والسكاكين على ملبورن، ثم بدأ بشراء حاويات من نترات الباريوم المستخدمة في صنع متفجرات، لكنه توقف عن متابعة خطته عندما التقى كانديك، الذي يجند المتطرفين، حيث قال له إن بإمكانه مساعدته على السفر الى سوريا، وحدد له لائحة من الامور التي يتحتم عليه القيام بها ليكون مستعدا".
ولفت التقرير، إلى أن "كانديك طلب من بيلاردي تعلم اللغة العربية والقيام بتمارين رياضية استعدادا للمشاركة في معارك على الجبهات، قبل السفر إلى إسطنبول تحت ستار السياحة، حيث دفع بيلاردي رسوماً إضافية لأجل التعجيل بالحصول على جواز سفره قبل أن يحجز تذكرة السفر إلى إسطنبول في 25 اغسطس/آب 2014.
وتظهر مشاهد لقطات كاميرات المراقبة بيلاردي وهو يرتدي الكوفية العربية التقليدية أثناء تسجيل تذكرته للسفر في مطار ملبورن.
ونوه إلى أن بيلاردي "اتصل بشقيقه كريس في تشرين الاول/ اكتوبر 2014 حيث ضغط عليه من اجل اقناعه بالعودة الى أستراليا.
ونقل التقرير عن كريس قوله: "لا اعرف ما الذي يحققه.. ربما يعتقد انه يفيده بشيء.. بأن يذهب إلى الجنة أو شيء كهذا، لكن هذا لا يفيد أي شخص آخر.. سوف يقتل الأبرياء".
وبعد ذلك بوقت قصير، تلقى بيلاردي أوامر لكي يلتحق مع سبعة انتحاريين آخرين بمهمة في مدينة بيجي العراقية، إلا أن المهمة ألغيت قبل أن يفجر بيلاردي نفسه، بحسب تقرير "ديلي ميل" البريطانية.
وفي مارس/آذار العام 2015، تلقى بيلاردي، أوامر جديدة حيث فجر نفسه في عملية انتحارية استهدفت القوات العراقية في الرمادي، لكن الهجوم كان فاشلاً لأنه لم يؤد إلى سقوط قتلى، ولم تتضرر سوى بضع سيارات فقط، يؤكد التقرير البريطاني.
وكتب بيلاردي، في مدونته عن أفكاره ونواياه بما في ذلك مخططه البديل الذي كان يسعى إلى تنفيذه، ويقول في منشور وصفته الصحيفة البريطانية إنه "تقشعر له الأبدان".. "مع اقتراب عمليتي الاستشهادية، أريد أن أروي لكم قصتي وكيف أتيت من كوني طالبا في مدرسة ملحدة في ملبورن الغنية، إلى جندي في الخلافة يستعد للتضحية بحياتي من أجل الإسلام في الرمادي بالعراق".
وتحدث بيلاردي، عن إزدرائه للولايات المتحدة، وحلفائها بما في ذلك استراليا، بالقول: "اعتقد كان من المقرر أن أقف هنا دائما كجندي في جيش أبو مصعب الزرقاوي مع مراعاة الاحترام الكبير الذي كنت أحظى به له حتى قبل دخولي للإسلام، ثم إنضمامي إلى داعش".
وأضاف: "خوفا من المحاولات المحتملة من قبل السلطات الاسترالية التي تزداد تدخلا لمنع رحلتي الى الشرق الاوسط، بدأت في وضع خطة بديلة، والتي تتضمن شن سلسلة من التفجيرات في جميع أنحاء ملبورن، واستهداف القنصليات الأجنبية والأهداف السياسية والعسكرية، بالاضافة إلى هجمات بالقنابل اليدوية والسكاكين على مراكز التسوق والمقاهي، لتبلغ العملية ذروتها بتفجير حزام من المتفجرات بين الكفار".