من ساحة بيتها المقصوف.. شفق نيوز تحاور صاحبة "خيمة صديق الطفل والأم المرضع" في غزة
شفق نيوز/ في ظل استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات في غزة بات كثير منها الآن إما مغلقاً، وإما مكتظاً، وإما على وشك الانهيار، وسط غياب للرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض في القطاع، ما دفع الأطباء إلى نصب خيام في الشوارع لعلاج المرضى.
فلا تميز الحرب في غزة بين امرأة ورجل، ولا بين كبير في السن أو صغير، فقد قلبت حياة الغزيين رأساً على عقب ويبقى الأطفال الحلقة الأضعف في كل الصراعات، حيث تكتظ بهم خيام النازحين ومراكز الإيواء من الحرب المستمرة منذ 199 يوماً.
وقام بعض الأطباء الفلسطينيين بمبادرة لعلاج الأطفال في دير البلح وسط مدينة غزة، من خلال إنشاء خيام طبية لعلاج المرضى.
ومن بين أولئك الأطباء، الدكتورة لبنى عبد العزيز العزايزة، وهي أخصائية المواليد والرضاعة الطبيعية من دير البلح، كانت تعمل رئيسة قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، لكن أجبرها فصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب على إنشاء خيمة لعلاج الأطفال في ساحة بيتها الذي تعرض للقصف في وقت سابق.
وأطلقت العزايزة على خيمتها الطبية اسم "خيمة صديق الطفل والأم المرضع"، وتستقبل هذه الخيمة التي أنشأتها منذ أسبوعين قرابة 20 حالة يومياً، ترافقها ممرضة متطوعة.
تقول العزايزة لوكالة شفق نيوز، إن "الخيمة أنشأت بمجهود شخصي لعلاج أطفال العوائل النازحة في دير البلح، وتقدم الخيمة - من خلال ما توفره التبرعات - خدمات وكشف مجاني لمن يعاني من ظروف صعبة، وهناك كشف رمزي كلفته 5 دولارات، لكن أغلب المرضى يتلقون العلاج المجاني".
وتوضح، أن "في الخيمة يتم إجراء فحص شامل للمواليد من عمر يوم، من خلال إعطاء الفيتامينات وغيرها، لكن هناك مشاكل في عدم توفر الحليب الصناعي للأطفال لمن تعاني أمهاتهم من مشاكل في الرضاعة الطبيعية، ما ينتج عند الأطفال سوء تغذية، ومن أصعب الحالات التي ترد إلى الخيمة هي فقدان الطفل لأمه وأبيه".
وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، يأكل الناس علف الحيوانات وحتى أوراق الصبار الكثيفة للبقاء على قيد الحياة، ويقول المسعفون إن الأطفال بدأوا يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف، وتقول الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" في إدخال المساعدات.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود"، في وقت سابق، أن توفير المساعدات داخل قطاع غزة شبه مستحيل، بسبب تجاهل إسرائيل التام لحماية البعثات الطبية والإنسانية وطواقمها وسلامتهم، فضلاً عن منع وصول الناس إلى المساعدات المنقذة للحياة.
وقالت منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في غزة، ليزا ماكينير، على منصة "إكس"، إن "المروع حقاً هو الغياب الصارخ للمساحة الإنسانية، ونقص الإمدادات الذي نشهده في غزة".
وأضافت: "إذا لم يُقتل الناس بالقنابل، فإنهم يعانون الحرمان من الغذاء والمياه، ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في آذار الماضي، أن نحو تسعة آلاف مريض في القطاع المحاصر بحاجة إلى الإجلاء لتلقي رعاية طارئة.
وقال المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة "إكس": "مع عشرة مستشفيات فقط تعمل بالحد الأدنى في مجمل غزة، لا يزال آلاف المرضى محرومين من الرعاية الصحية". وقبل العدوان كانت غزة تعدّ 36 مستشفى، وفق أرقام منظمة الصحة العالمية.
وفي حصيلة غير نهائية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة اليوم (الاثنين) 34151، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 77084 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.