من العراق إلى أوكرانيا.. متطوعون قاتلوا داعش مع الكورد يحاربون الآن روسيا
شفق نيوز/ سلط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الضوء على ظاهرة المقاتلين الأجانب الذين يحاربون الآن في صفوف القوات الاوكرانية ضد الجيش الروسي، بعد أن حملوا الخبرات التي اكتسبوها خلال انضمامهم إلى المقاتلين الكورد في العراق وسوريا لمحاربة تنظيم داعش.
قصة آسلين
وذكر الموقع البريطاني، في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "إيدن آسلين، أحد الذين التحقوا بصفوف وحدات (حماية الشعب الكوردية) عام 2015، وامضى عامين يحارب معهم حتى 2017، وذلك بعد تنامي العمل العسكري الدولي ضد داعش في أواخر العام 2014".
وأضاف التقرير: "الآن وبعد مرور 5 أعوام، وجد آسلين نفسه من مقاتل بصفة جندي أوكراني إلى أسير لدى روسيا في مدينة ماريوبول، بعد أن انتقل من الحرب ضد داعش لكي ينضم الى معركة مختلفة".
آسلين يعتبر واحدا من عشرات المحاربين الغربيين الذين ساندوا سابقا المقاتلين الكورد في العراق وسوريا، لكنهم التحقوا الآن بالحرب ضد القوات الروسية في أوكرانيا.
وأوضح التقرير البريطاني، أن "آسلين ذهب إلى أوكرانيا في العام 2018، من أجل مقابلة خطيبته ثم اشترى منزلا والتحق بسلاح مشاة البحرية الأوكراني.
ونقل التقرير عن صديق آسلين، ويدعى برينان فيليبس، وهو جندي أمريكي سابق، أمضى فترة من الزمن مع آسلين في "روج آفا" في سوريا، قوله إن آسلين قام بذلك بسبب حبه للناس وكرهه لما أسماه "الفاشية الروسية".
ولفت التقرير إلى أن آسلين استسلم للقوات الروسية بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة في ماريوبول في الأسبوع الماضي، وظهر اسلين في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام روسية وهو مصاب بجروح وكدمات على وجهه".
وقال فيليبس، بحسب التقرير البريطاني، إن اسلين لم يكن يقاتل متطوعا ولا مرتزقا مع اي فصائل شبه عسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك "كتيبة آزوف" التي تتمتع بسمعة سيئة. وقال فيليبس أنه "اذا حدث اي شيء له الآن، فستكون جريمة حرب موثقة، وستكون انتهاكا لمعاهدات جنيف".
وأوضح التقرير، أن "بعد بداية الغزو الروسي في شباط الماضي، وجهت دعوة لآلاف المقاتلين الأجانب للالتحاق بالقتال من كلا الطرفين"، مضيفا أن "العديد من هؤلاء المحاربين قاتلوا في سوريا، خاصة ضد داعش".
متطوع بريطاني
وتناول التقرير أيضاً، قصة المتطوع البريطاني ماكر جيفورد، الذي شارك في معركة تحرير مدن كمنبج والرقة من قبضة داعش، ويعمل الآن على تدريب الأوكرانيين على الرعاية الطبية.
ولم يكن وضع جيفورد في سوريا مشابها لما يمكن أن يقوم به في أوكرانيا حيث يقول إنه "ليس هنا من أجل دعم الجيش الأوكراني لأنهم (اوكرانيا) حصلوا فعليا على إمداد جيد من الغرب وتلقوا تدريبات جيدة".
وأشار التقرير، إلى "جيفورد يحاول تأمين المساعدة طبية لاوكرانيا التي أمضى فيها عدة اسابيع قبل ان تتعثر عودته من بريطانيا بعد اصابته بفيروس كورونا".
ونقل التقرير عن جيفورد، قوله إن "الأوكرانيين يذكرونني كثيراً بروح الاف الشباب والشابات الذين التحقوا بالقوات الكوردية للدفاع عن وطنهم. كان لدي نفس الاحساس، وخاصة بين الذين تطوعوا لحماية وطنهم".
جندي أمريكي
أما الجندي السابق في الحرس الوطني الأمريكي، رايان أوليري، فقد قاتل معه إلى جانب المقاتلين الكورد وقام بتدريبهم ضد داعش طوال أربع سنوات في العراق، في وجهة نظر مماثلة.
وقال أوليري، لموقع البريطاني، إلى "التشابه باعتقاده ما بين القوات المسلحة الأوكرانية وبين الكورد، حيث هناك "العقلية نفسها" عندما يتعلق الأمر بالمحاربة من أجل وطنهم".
إلا أن أوليري، لفت إلى أن "القوات الأوكرانية أكثر تنظيما، كما اشار الى ان "القتال مختلف بشكل كبير".
وتابع: "نحارب شارع تلو الشارع، وقرية قرية، ومن خلال الغابة، والخطوط الأمامية تتبدل كثيراً (...) هناك عنف أكبر، إنها (الحرب الأوكرانية) أكثر وحشية بكثير".
نزاع مختلف
وفي سياق آخر، قال فيليبس صديق اسلين، ان النزاعين مختلفان أيضا من زاوية نظرة الجمهور الغربي لكل منهما، موضحا انه "لا يوجد الكثير من الناس في العالم الغربي لديهم ارتباط بالشرق الأوسط، ما عدا قدامى العسكريين الذين خدموا في المنطقة او عائلاتهم التي تتحدر من هناك".
ونوه فيليبس، إلى أن "هذا بلد أوروبي ولدينا العديد من الروابط هناك، تماما مثل ألمانيا او فرنسا بريطانيا. وهذا أحد الأمور المختلفة".
واشار التقرير الى ان جيفورد يؤكد على موقف فيليبس القائل بان هناك تضامن اكبر من الناس العاديين في بريطانيا ازاء اوكرانيا اكثر من التضامن تجاه الكورد، مضيفا "ادرك انه سيكون هناك العديد من الناس المحبطين إزاء الانزعاج من فكرة ان سوريا والعراق حظيا باهتمام اقل في أذهان الأوروبيين من اوكرانيا".
وعلى الرغم من اعتقاد جيفورد أنه من المؤسف أن يكون هناك دعم رسمي للمتطوعين في سوريا أقل مما هو الحال بالنسبة لأوكرانيا، إلا أنه اختار تجاهل ذلك في الوقت الحالي وتركيز جهوده على "مساعدة الشعب الأوكراني فعليًا".
في سياق آخر، نقل التقرير عن كريس سكورفيلد، وهو والد كونستانداندينوس اريك سكورفيلد (25 سنة) الذي توفي خلال محاربته مع القوات الكوردية ضد داعش في العام 2015، قوله إن "بريطانيا حاولت في السابق محاكمة المقاتلين البريطانيين الذين حملوا السلاح ضد داعش في سوريا"، معربا "عن صدمته من أن "وزارة الخارجية البريطانية نفسها سبق لها ان اكدت انها ستدعم توجه المتطوعين الان إلى أوكرانيا".
واعتبر سكورفيلد، أن الحرب الاوكرانية تمثل تحولا كاملا، حيث تقود بريطانيا الحرب ضد روسيا ماديا واقتصاديا وشجعت المتطوعين في البداية على الذهاب لمحاربة روسيا، مضيفا "لقد صدمت برد الفعل الأولي لانه يظهر العداء المكبوت تجاه روسيا".
وختم سكورفيلد بالقول ان اوكرانيا تتمتع "بدعم غربي كامل، لكن في روجافا كانوا ولا يزالون محرومين من اكسجين الدعاية والحماية والدعم الغربي، برغم ان النزاعين يعكسان القيم الغربية".