من السليمانية إلى بغداد والفلوجة.. رحلة أمل تنتهي بإنقاذ حياة رضيع

شفق نيوز/ سلط برنامج الأمم المتحدة
الإنمائي الضوء على قصة إنسانية لطفل من السليمانية، كان يكافح من أجل البقاء على
الحياة بسبب اعتلال في القلب، وكيف تمثل قصته جانب الأمل الذي حمله من إقليم
كوردستان إلى بغداد والفلوجة، والتي انتهت بإنقاذ حياته.
وأوضح التقرير الأممي الذي ترجمته وكالة شفق
نيوز، أن ولادة الطفل "رجوان" في مدينة السليمانية جاءت بالفرح
والتحديات في آن واحد لوالديه، حيث أنه عندما كان بعمر تسعة أشهر فقط، وبدأ كفاحه
من أجل البقاء عندما لاحظ والداه شيئاً غير طبيعي في نموه، وبعد الاستشارات
الطبية، واجها الواقع المؤلم والذي تجسد في عيب خلقي في القلب يمنع قلبه من ضخ الأوكسجين
بكفاءة، مما جعل الجراحة العاجلة مسألة حياة أو موت.
وقال التقرير إن والديّ "رجوان"،
وبإصرار لا يتزعزع، شرعا في رحلة شاقة إلى مركز ابن البيطار لجراحة القلب في
بغداد، وأنهما برغم الآلام العاطفية والجسدية، ظل أملهما ثابتاً، وقد أكدت
الفحوصات الطبية حاجة طفلهما إلى جراحة قلبية متقدمة، ولهذا تمت إحالته فوراً إلى
مستشفى الفلوجة، الذي خضع مؤخراً لتطور ملحوظ عبر التجهيز بجميع الأدوات والمعدات
الطبية الجديدة تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل سخي من الحكومة
الألمانية.
ونقل التقرير عن والد "رجوان"
قوله إنه عندما وصولا إلى الفلوجة، استقبل سكان المدينة العائلة بحفاوة بالغة، وقد
تأثر بكرم ضيافتهم، مضيفاً "قد رحبّ بنا أهل الفلوجة وكأننا جزء من عوائلهم،
لقد منحنا دفئهم القوة خلال هذا الوقت العصيب".
ولفت التقرير إلى أن والد "رجوان"،
وبمفارقة من القدر، اجتمع في الفلوجة مع صديق قديم، هو "سيف حكمت"، وهو
رجل لجأ في الماضي إلى السليمانية أثناء الحرب مع تنظيم داعش، وأصبح الامتنان الذي
يحمله "سيف" لهذا الماضي المشترك، منارة دعم للعائلة.
ونقل التقرير عن سيف قوله "في
السليمانية، كان أهلكم بمثابة عائلة لنا عندما لم يكن لدينا مكان نذهب إليه،
والآن، حان دوري للوقوف بجانبكم".
وتابع التقرير أنه في مستشفى الفلوجة، قاد
الدكتور محمد حمدي فريقاً من المتخصصين المجهزين بأحدث تقنيات عمليات القلب.
وقال حمدي "كل طفل يستحق فرصة للحياة
والصراع من أجله، ونحن هنا لجعل ذلك ممكناً".
ولفت التقرير إلى أن التطورات الأخيرة أثرت
في المستشفى وذلك بفضل الدعم الدولي لجعل المستشفى في المراكز المتقدمة والمتميزة،
مضيفاً أنه في العام الماضي وحده، أجرى قسم جراحة القلب أكثر من 15 عملية جراحية
في القلب المفتوح للأطفال و225 عملية قسطرة شهرية، لخدمة المرضى من أنحاء العراق
كافة.
وذكر التقرير أنه بعد عشرة أيام من الجراحة،
بدأت صحة "رجوان" بالاستقرار، حيث أعرب الدكتور حمدي عن تفاؤله بشأن
مستقبله، قائلاً إن "هذه بداية جديدة لرجوان وعائلته، ومع الرعاية المناسبة،
لديه فرصة كبيرة للعودة إلى الحياة الطبيعية".
وبحسب التقرير فأنه بالنسبة لوالدي "رجوان"،
فقد كانت الجراحة الناجحة بمثابة نهاية فصل مروع وبداية رحلة مليئة بالأمل نحو
مستقبل أكثر إشراقاً.
وخلص التقرير إلى القول إن قصة "رجوان"
وأهله تتخطى مسألة نضالاتهم الشخصية، موضحاً أنها تعكس شهادة على قدرة المجتمعات
على الصمود، وقوة التعاون الدولي، والتأثير الذي يحدثه الابتكار الطبي في تغيير
حياة الناس، مضيفاً أن تعافي "رجوان" لا يجلب الأمل لعائلته فحسب، بل
يسلط الضوء أيضاً على الدور العميق للجهود الإنسانية مثل برنامج الأمم المتحدة
للاستقرار وتبرع الحكومة الألمانية.
وختم بالقول إنه "عندما يعود رجوان إلى
السليمانية، ستتردد أصداء رحلته كقصة انتصار على الشدائد وقصة عن كيف يمكن للعزيمة
والوحدة أن تنير الطريق، حتى في أسوأ الأوقات".
ترجمة وكالة شفق نيوز