مكان اللاعودة.. سجن الحوت يغص بالسجناء والأمراض الخطيرة تستوطن النزلاء
شفق نيوز/ حصلت وكالة شفق نيوز على إحصائية "غير رسمية" بإعداد الوفيات في سجن الناصرية المركزي (الحوت) منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن، فيما أكدت المصادر التي استقصت الوكالة أرقام الوفيات منها؛ تسجيل أمراض نادرة الحدوث بين النزلاء.
وسجن الناصرية المركزي، أو ما يعرف باسم سجن الحوت، افتتح في العام 2008، وهو سجن أمني مشدد الحراسة يقع قرب الناصرية في محافظة ذي قار، ويعد أكبر سجن في جنوب العراق.
وأبلغت المصادر وكالة شفق نيوز؛ أن "سجن الناصرية المركزي (الحوت) يحوي بات يضم خلف متاريس السجن وداخل الزنازين أكثر من 11 ألف سجين، بينهم قادة كبار من تنظيمي القاعدة وداعش"، لافتا إلى أن "هؤلاء السجناء الموجودين داخل السجن بينهم قرابة الـ7 آلاف شخص محكوم بالإعدام لمرة واحدة أو مرتين وربما يصل بعض الأحيان لـ5 اعدامات للسجين الواحد، دون تنفيذ أي حكم بحقه".
وأضاف المصدر، أن" سجن الناصرية سجل حتى الآن ومنذ مطلع العام الحالي وفاة أكثر من 60 شخصا غالبيتهم محكومين بالإعدام"، مبينا أن "هؤلاء السجناء جميعهم مصابين بأمراض خطيرة كالتدرن والسرطان وغيرها من أمراض الجسد التي لا علاج لها حتى الآن".
ويقول خبير أمراض الوبائيات، حيدر حنتوش، أن مرض التدرن من الأمراض الانتقالية ويصيب الشخص عن طريق الرذاذ من الشخص المصاب.
وذكر حنتوش لوكالة شفق نيوز، أن"السجون هي أماكن مناسبة وخطرة لانتشار التدرن، حيث يعتبر النزلاء هم الأكثر عرضة الخطورة، لعدة أسباب أهمها اكتضاض عدد النزلاء داخل الزنزانة الواحدة وقلة التهوية، فضلا عن سوء التغذية، إضافة إلى الحالة النفسية المتأزمة للسجين".
وأضاف، انه "يجب على إدارات السجون أخذ الحيطة والحذر، بشأن الخوف من تفشي أمراض أكثر خطورة بين النزلاء، داعيا إلى توفير صحة أفضل للنزلاء".
من جانبه، تحدث مدير مكتب حقوق الإنسان في محافظة ذي قار، داخل المشرفاوي، عن زيادة حالات الوفيات في الآونة الأخيرة داخل سجن الناصرية المركزي، وبشكل لافت للنظر، مؤكدا أن هناك عدة مؤشرات على أسباب زيادة حالات الوفيات داخل سجن الحوت.
واضاف داخل في حديث لوكالة شفق نيوز؛ أن "المؤشرات الخاصة بزيادة أعداد الوفيات داخل سجن الحوت بمحافظة ذي قار تتمثل بالاكتظاظ داخل غرف السجن، حيث أن البنية التصميمية للسجن توصي بوجود نزيل واحد داخل كل غرفة، بينما هي الآن تحمل قرابة 8 نزلاء فيها".
وأضاف، أن "المؤشر الثاني يتمثل بالعامل النفسي للنزيل، حيث انه وفور سماعه بنقله إلى سجن الحوت ينهار نفسيا، لأنه يعتبر من يدخل هذا السجن لا يخرج منه"، لافتا إلى أن "المؤشر الثالث يتمثل بالجوانب الصحية وبسبب الاكتظاظ في المؤشر الأول، فإن عمليات فحص السجناء ومتابعتهم صحيا لا تصل بشكل كامل إلى السجناء، فضلا عن عدم وجود مركز صحي متخصص لهم، حيث أن أعداد السجناء الحاليين في السجن يعادلون أعداد منطقتين أو ثلاث في مدينة الناصرية مركز المحافظة، رغم أن إدارة سجن الحوت وبالتعاون مع مكتب حقوق الإنسان سعت في أكثر من مرة إلى افتتاح مركز صحي داخل السجن، ومستمرين بالمحاولات مع وزارة الصحة الاتحادية".
وتابع المشرفاوي، أن "المؤشر الأخير والمهم يتمثل بكثرة التنقلات من المناطق الشمالية (مناطق سهل نينوى وغيرها) إلى سجن الحوت وخاصة آخر وجبة والتي تحمل أكثر من 500 سجين"، موضحا أن "هؤلاء المنتقلين إلى سجن الناصرية المركزي غالبيتهم مصابين بالتدرن وحالات السل وهم ملوثين بالأساس بأمراض كثيرة وخطرة ونقلوا العدوى إلى النزلاء بداخل سجن الناصرية (الحوت)، وتسببوا بحالات وفيات كثيرة".