مقدادية 2.. "أكبر المخاوف" تخيّم على المحافظات المحررة

مقدادية 2.. "أكبر المخاوف" تخيّم على المحافظات المحررة
2021-10-31T20:32:17+00:00

شفق نيوز/ انسحبت المخاوف على ما يعرف بالمناطق المحررة من قبضة داعش، بعد الخرق الأمني الأخير في محافظة ديالى، وما رافقه من انعكاس على المشهد الأمني، في واقع سياسي مضطرب.

ففي وقت تحدثت فيه مصادر أمنية، عن مخاوف من خروق محتملة من قبل عناصر إرهابية في المحافظات المحررة، قلل قادة أمن عراقيون، من تكرار ما جرى في المقدادية، في بقية المحافظات.

وشهد قضاء المقدادية، يوم الثلاثاء 26/10 هجوما لمسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من عشرين شخصاً، سبقه قصف مركز بقذائف هاون.

وبعد أقل من يوم من الهجوم، شن مسلحون (شيعة) هجوما استهدف سكان أهالي قرية في ديالي يقطنها السنة، "انتقاماً" لمقتل أبنائهم على يد "داعش"، ما أسفر عن سقوط 8 قتلى إلى جانب إضرام النيران في منازل وحدائق.

وبهذا الخصوص قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "ما حدث في قضاء المقدادية في محافظة ديالى هو إعتداء إرهابي، لكن القوات الأمنية مازالت مستمرة في إستهداف ومطاردة العناصر الإرهابية بشكل يومي ولولا الجهد الكبير المبذول من القوات الأمنية، لكانت هناك الكثير من العمليات الإرهابية، وخصوصاً بعد أن تم قتل قادتهم وإلقاء القبض على الكثير منهم".

وعن ربط الصراع السياسي الحاصل فيما يخص نتائج الانتخابات مع الخرق الأمني في ديالى، استبعد الخفاجي ذلك، وقال "لأننا كما استطعنا تأمين عملية الانتخابات فإننا نعمل على التأمين ما بعد الإنتخابات". وأكد، أن "القطعات الأمنية الآن تعمل بجهد واحد لمنع داعش الإرهابي من إستغلال أي ثغرة أمنية، وإن ما يعتقده عناصر التنظيم الإرهابي هو أنهم بمقدورهم التسبب بقلق أمني في صفوف المواطنين غير أنهم واهمون بذلك".

من جانبه، أوضح قائممقام قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين القريبة من ديالى، محمد محمود، إن "بيجي هي واحدة من أكثر أقضية محافظة صلاح الدين إستقراراً، وما تحدث من خروق أمنية فهي تحدث عند أطراف القضاء كون لا تزال هناك مجاميع إرهابية وخصوصاً في جبال مكحول، بالإضافة إلى صحراء الصينية باتجاه محافظة الأنبار، والمجاميع الإرهابية تتمركز هناك محاولين بين الفينة والأخرى الاقتراب من القطعات الأمنية ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل".

وأشار محمود، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "في جبال مكحول وعند الغابات المطلة على نهر دجلة، تتمركز العناصر الإرهابية، وقبل أيام عدة تمكنوا من إصابة عدد من المواطنين، وقتل آخرين".

ولفت محمود، إلى أن "الخروق الأمنية التي حدثت في بيجي وفي عموم صلاح الدين والمحافظات المحررة قد لا تخلو من الخلافات السياسية، ولكن حتى الآن فمازال الوضع تحت السيطرة علماً بأن بيجي هي أكثر الأقضية التي تحيط بها المناطق الصحراوية والوعرة، التي تتخذها داعش وكراً لها".

بدوره، قال قائد شرطة الأنبار، هادي رزيج كسار، إن "منذ مدة والوضع الأمني في الأنبار مسيطر عليه بشكل كامل، وخاصة المناطق الغربية من المحافظة، وذلك نتيجة التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية".

وتابع كسار، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "العمل على تعزيز القطعات الأمنية المتواجدة في المناطق الصحراوية، يتم من خلال دعمها بالعناصر والآليات التي من تساعد على ملاحقة الإرهابيين والقبض عليهم".

وأكد أن "القضاء على داعش بالكامل يحتاج إلى دعم حكومي أكبر، لنتمكن من تجهيز القطعات الأمنية كافة، سواء كانت جيش او شرطة، بالإضافة إلى تعزيز القطعات المتمركزة على الحدود السورية، لمنع أي حركة تسلل للعناصر الإرهابية".

في المقابل، رأى الخبير بالشأن الأمني اللواء طارق العسل، أن "الوضع الأمني مرهون بالوضع السياسي في البلد، ولكن لا أعتقد بأنه قد يصل إلى الخروق الأمنية وعمليات القتل مثلما حدث في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، أو باقي العمليات الإرهابية التي نفذت بمناطق متفرقة من البلاد".

ونوه العسل، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "تنظيم داعش الإرهابي ما يزال متواجد في مناطق متفرقة وهو موجود في محافظة ديالى والأنبار وصلاح الدين وغيرها من المحافظات، كما أن الحدود العراقية السورية غير منضبطة، وهذا ما يسهم بحدوث الخروق، الأمر الذي ينذر بتصاعدها ما لم تضبط الحدود".

وتابع "داعش يقوم بتنفيذ عملياته لتبرهن أنها موجودة وأنها قادرة على استغلال الفراغ الأمني، لكن قطاعتنا الأمنية موجودة وتؤدي واجبها بشكل مثالي غير أن الخروق الأمنية تحصل، وهذا يدل على نقطة ضعف في الإستخبارات، وما ينقصنا هو جهاز استخباراتي قادر على تقصي الخرق الأمني قبل حدوثه".

ولفت العسل، إلى أن "القضاء على داعش نهائياً يحتاج إلى تغيير الخطط الأمنية واستخدام تكنولوجيا حديثة في ملاحقة الإرهابيين وذلك عن طريق الطائرات المسيرة، ودعم الجهد الاستخباري لمساعدته في القبض على عناصر داعش، داخل وخارج البلاد".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon