معركة الإقناع في العراق: الناس تؤمن بالشائعات و17% فقط تلقحوا ضد كورونا

شفق نيوز/ سلطت اذاعة "ان بي آر" الوطنية الأمريكية الضوء على ظاهرة أن 17% فقط من العراقيين تلقوا اللقاحات بالكامل ضد فيروس كورونا، حيث لا زال ملايين العراقيين يشككون بجدوى اللقاح وخطورة المرض العالمي ويؤمنون بالشائعات حوله ومقتنعون بعجز الحكومة. 

وتناول تقرير الاذاعة الامريكية الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ قصة البائع جاسم خضير، وهو يقف خلف كومة من الاحذية والصنادل في احد اسواق مدينة الصدر المزدحمة، من دون أن يرتدي قناعا واقيا كغالبية البائعين غيره، وهو يقول انه تضرر كثيرا من الوباء لأنه فقد شقيقين بسبب المرض في الموجة الأولى من الجائحة، وهو نفسه أصيب بالفيروس لمدة شهر في بداية العام 2021.

وتابع التقرير؛ ان خضير يرفض التطعيم برغم ذلك، ويقول "لا ثقة لي باللقاح لأن بعض الناس يقولون انه يمكن ان يتسبب بآثار جانبية سيئة.  اعرف العديد من الناس الذين تلقوا اللقاح، لكني لا أثق به". 

ولفت التقرير الأمريكي إلى أنه جرى تطعيم حوالي 17% فقط من العراقيين بشكل كامل، رغم انه لدى العراق ما يكفي من الجرعات لمن يريدها، في حين أن معدل التطعيم باللقاح في العراق أدنى بكثير من المتوسط ​​العالمي المقدر بنحو 54٪، كا ان الرقم العراقي بعيد جدا عن هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في ضرورة تسجيل 70٪ على الأقل من سكان كل دولة في العالم في اللقاح الكامل بحلول نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل. 

ولهذا، أشار التقرير إلى أن العاملين في القطاع الصحي في الحكومة العراقية يسعون حاليا الى بناء الثقة حول اللقاح وتطعيم المزيد من الأشخاص.

وينقل التقرير عن خضير، وهو اب لاربعة اطفال، قوله إن أكبر مخاوفه المتعلقة باللقاح، هو انه يجعل الانسان يصاب بالعقم، وقال وهو يشير بيده فوق فخذيه أنه "يمكن أن يسبب ضررا. انا اتكلم معك بشكل جدي". 

الا ان التقرير لفت إلى أنه من خلال كل الدراسات العلمية للقاحات المعتمدة ضد كورونا، جرى التوصل إلى هناك بعض الاثار الجانبية النادرة، الا ان الاصابة بالعقم ليست إحداها. 

وبرغم ذلك، اوضح التقرير ان هذه الفكرة الخاطئة شائعة بشكل واسع في العراق، وهو ما من شأنه عرقلة جهود مسؤولي الصحة العامة والأطباء.

ونقل التقرير عن الدكتور حيدر سلمان الذي يعمل في وزارة الصحة العراقية في مدينة البصرة، قوله إن جانبا من المشكلة فيما يتعلق بطرح لقاح جديد هو ان العراقيين يشككون كرد فعل عسكي ازاء اي برنامج من الحكومة، موضحا "ليس لدينا اي ثقة حتى في شخصياتنا القيادة او في نظامنا أو في حكمنا". 

وحاليا، فإن المعتمد في العراق هي لقاحات "استرازينيكا" وسينوفارم" و"فايزر". 

الا ان سلمان يقول ان بعض العراقيين لا ثقة لديهم بلقاح "فايزر" لانه مصنع في الولايات المتحدة، بينما يرفض الآخرون "سينوفارم" لأنها مصنعة في الصين، بينما لا يريد الآخرون ايا من هذه اللقاحات، وذلك لمجرد أن الحكومة هي التي تحثهم على تحصين أنفسهم من الفيروس. 

واوضح التقرير؛ انه رغم إطلاق حملة التطعيم ضد كورونا قبل نحو عام، إلا أن العراق، وفق منظمة الصحة العالمية، يحتل المرتبة 183 على مستوى العالم فيما يتعلق نسبة مواطنيه الذين تم تلقيحهم بالكامل، إذ بينما حصل اقل من 1 من كل 5 عراقيين على حقنتين، فإنه إيران المجاورة، حصل 65٪ من السكان على التطعيم الكامل.

في تشرين الاول (أكتوبر) من العام الماضي، اطلق العراق جهودا موسعة لحماية المزيد من الناس من خلال تقديم اللقاحات خارج العيادات الصحية، بما في ذلك في المدارس والمساجد وغيرها من الأماكن المزدحمة.

في مركز تسوق زيونة اللامع في بغداد، انشأ فريق من اربعة موظفين صحيين حكوميين عيادة متنقلة للتطعيم ضد فيروس كورونا. إنهم يعملون من طاولة قابلة للطي في الردهة الرخامية أمام متجر ملابس يسمى "متجر التسوق". يتم إجراء الحقن الفعلي خلف ستارة زرقاء بجوار جهاز الصراف الآلي.

وتقول الممرضة منيرة مزهر التي تعمل في مركز تجاري في بغداد على إقناع المتسوقين على تلقي اللقاحات، ان مهمتها بالإقناع ليست سهلة دائما، وأنه يتحتم عليها دائما دحض الشائعات المتعلقة بالتأثير على الأعضاء التناسلية. 

وتابع التقرير ان بعض العراقيين رفضوا تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، بعد أن تسبب الجرعة الأولى بظهور أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا عليهم . 

كما لفت إلى أن العديد من العراقيين الذين يعملون في وظائف يومية، لا يستطيعون تضييع فرصة عمل يوم اضافي من اجل التوجه لتلقي اللقاح. 

واضاف انه في بلد يقع تحت وطأة الفساد والافتقار الى خدمات اساسية، فان مزهر تكشف أن بعض الناس يقولون لها "ان الحكومة لا تستطيع حتى تزويدنا بالكهرباء، فكيف نعرف انها تزودنا بلقاح امن؟". 

لكن مزهر تقول ان لديها ايمان بان قوة الإقناع سوف تسود في نهاية المطاف، بحسب ما ختم التقرير الأمريكي.

ترجمة: وكالة شفق نيوز