مشجعو ريال العراق ينتخبون الحياة ويستذكرون اصدقاءهم.. وبماذا شهد اصغر الناجين
شفق نيوز/ وما بين مشاعر الحزن والاسى ومشاعر الترقب بفوز فريقهم الملكي، تجمع المئات من انصار ريال مدريد لإقامة حفل تأبيني في مدينة بلد (80 كلم شمال بغداد) جاء متزامنا مع اقامة المباراة النهائية لدوري الابطال مع اتلتيكو مدريد حيث تابع هذه المواجهة ما يقارب من اربعمئة مشجع للريال. على واجهة المقهى علقت صورة كبيرة للفريق الملكي كتب عليها "سنحكي لأولادنا .. سنخبرهم انكم وقفتم حزنا على شهداء مدينة بلد"، والى جانب هذه الصورة وضعت صور الضحايا من عشاق وانصار الريال الذين سقطوا اثناء الهجوم على المقهى في الثالث عشر من ايار/مايو الماضي بعد ما كانوا يتابعون مباراة ريال مدريد وبرشلونة ضمن الدوري الاسباني. في داخل المقهى حيث نصبت خمس شاشات كبيرة لمتابعة المباراة، علقت على الجدران صورتان كبيرتان لنجم الريال السابق ومدربه الحالي زين الدين زيدان، وكذلك صور تجسد شعار النادي الملكي توسطتها عبارة "فخامة الاسم تكفي". واثناء حفل التأبين، تحدث نائب محافظ صلاح الدين عمار حكمت قائلا "في هذه اللحظات الحزينة نستذكر ثلة من الشباب كانوا يبحثون في هذا المكان عن وقت للراحة لكن يد الغدر كانت حاضرة، هذا الحادث سيدفعنا لمواجهة الارهاب. استمرارية الحياة رئيس رابطة مشجعي ريال مدريد في مدينة بلد قاسم زناد قال "هذا المكان يجتمع فيه الشباب من مختلف الاطياف لكن هذا لا يروق للإرهابيين واعداء الانسانية، سنبقى نتذكر اصدقاءنا الذين فقدناهم بسبب الحادث الارهابي، واليوم نجتمع ثانية وهذه رسالة تتحدث عن استمرارية الحياة ولن يتمكن الارهابيون ايقافها". واضاف "في هذه اللحظات القاسية لا بد ان نتذكر ايضا الوقفة التضامنية التاريخية لإدارة النادي الملكي ورابطة الدوري الاسباني عندما عبروا عن حزنهم وتضامنهم مع اسر الضحايا واصدقائهم وهذا خفف كثيرا من معاناة عوائلهم". يذكر ان مجموعة مسلحة كانت ترتدي زيا عسكريا حسب شهود كانوا في المقهى قامت بفتح نيران اسلحة رشاشة على رواده واقعوا 18 قتيلا وعددا من الجرحى. وما تزال اثار الطلقات النارية على بعض اماكن جدار المقهى الذي حاول عدد من الشباب اجتيازه هربا لكن فوهات اسلحة الارهابيين لاحقتهم اثناء تسلقهم الجدار. رئيس المجلس المحلي لمدينة بلد فاضل جعفر تحدث أثناء حفل التأبين ايضا قائلا "انها لحظات مريرة وقاسية نعيشها الان، لكن تعودنا أن يستهدفنا الارهاب وهذه المرة يستهدف مكانا يجتمع فيها الشباب، إذن من قام بهذا العمل لا دين له ولا إنسانية، ريال مدريد هذا النادي العالمي وقف معنا لكن من يدعي الإسلام يقوم بقتل الناس ويفجر كل شيئ، ويبدو ان من هو غير المسلم يطبق مناهج الإسلام ومن يدعون الإسلام يستبيحون إراقة الدماء، إنهم ضد الإنسانية". شهادة اصغر الناجين تذكر مرتجى حيدر اصغر الناجين من الحادث في تلك الليلة الرهيبة بعض التفاصيل حيث كان حاضرا مع بعض من افراد عائلته وقال "عندما سمعت اطلاقات العيارات النارية شاهدت من بعيد احد المسلحين يرتدي زيا عسكريا يدخل بهدوء وهو يطلق النار صوب الجالسين وكنت قريبا من غرفة صغيرة مخصصة لتوزيع العصائر والمشروبات الغازية واختبأت خلف بابها". واضاف حيدر الذي يبلغ من العمر 13 سنة وهو يرتدي ملابس سوداء حزنا على خاله "ومن فتحة صغيرة، دفعني الفضول لمتابعة المشهد المخيف وانا اسمع ازيز الرصاص، ولحسن حظي لم يتنبه لي احد من الارهابيين .. كنت اشاهد البعض يقفز من على سياج المقهى وهو مصاب، واستمر هذا المشهد ما يقارب عشر دقائق ثم خرجت بعد ان تأكدت من انسحاب المسلحين من المكان". وتابع "كما شاهدت احد الاشخاص من الجالسين واسمه رابح كان مصابا ونهض متحاملا على نفسه للامساك بأحد المسلحين لكنه سقط بعد ان تزحلقت قدماه ببركة دم فاجهز عليه المسلح ". وحسب شهود نجوا من الحادث "قفز بعض المصابين من نوافذ زجاجية داخل المقهى الى الخارج مستغلين كثافة الدخان في المكان ثم احتموا ببيوت قريبة من المقهى". ويقول صاحب المقهى الذب فقد ستة من افراد عائلته واقاربه من بينهم ولده واخوه "كل يوم كنت اغادر المقهى متأخرا الا في يوم الحادث فقد غادرت قبل دقائق معدودة ثم سمعت ان ارهابيين اقتحموا المقهى وبدأوا يقتلون الشباب". واضاف هاتف القيسي الذي تخطى الستين من عمره لوكالة "فرانس برس" وهو يرتدي قميصا اسود حزنا على أفراد أسرته "بعد الحادث اقفلت المقهى، لكن اليوم (امس) وبحضور المئات من مشجعي ريال مدريد شعرت بأن الحياة عادت مجددا، وستفتح ابوابه مرة ثانية". ومع استذكار تلك اللحظات العصيبة التي رواها البعض ممن عاشوا تفاصيلها الرهيبة وهم يتابعون نهائي دوري الابطال، كانت تسمع صيحات المشجعين مع كل محاولة للتسجيل لريال مدريد، ثم الهب احرازه اللقب حماس المئات من الحضور وبعضهم تمنى وجود اصدقاء فقدوهم اثناء الحادث. وفرضت اجراءات احترازية مشددة على محيط المقهى عشية المباراة تحسبا لأي طارئ اذ ضرب رجال الشرطة طوقا امنيا حول المكان.