"مستقبل قاتم".. إقبال عراقي كبير لإيجاد وطن بديل

 "مستقبل قاتم".. إقبال عراقي كبير لإيجاد وطن بديل
2020-12-10T16:14:20+00:00

شفق نيوز/ كل ما يتمناه الشاب "أحمد" أن يضمن مستقبلاً جيداً لأطفاله، ويعتقد أن هذا لن يتحقق في العراق مادامت الأوضاع السياسية والاقتصادية بتدهور مستمر، رغم أنه يعمل في قطاع حيوي وهو "النفط".

ويدفع سوء الوضع الاقتصادي والتدهور السياسي في العراق بالعديد من الشباب إلى البحث عن جنسية دولة أخرى وجواز سفر ثان، يمنحهم وأطفالهم فسحة من الأمل لحياة أفضل.

يعمل "احمد حسين"، وهو كوردي من أربيل، في احدى المؤسسات التي تقدم الخدمات للشركات النفطية، ويسمح وضعه المادي لأن يسافر الى دول العالم مع عائلته، ولكن المانع هو جواز السفر العراقي وصعوبة الحصول على تأشيرة الدول الاوربية او اميركا او كندا، وهذا ما دفع "احمد" وآخرين كثير للبحث عن مخرج يعطيهم حرية التنقل متى ما شاءوا.

يقول "أحمد" لوكالة شفق نيوز، إنه ومنذ اكثر من عام يبحث عن جنسية وجواز سفر ثاني بعد أن شاهد إعلانات بهذه الصدد في أحد المواقع الالكترونية، مبيناً أنه حاول عدة مرات منذ نحو عام كونه يشاهد يومياً الوضع يسوء أكثر سواء السياسي او الاقتصادي.

ويرى أحمد أن مستقبل أطفاله سيكون أكثر إشراقاً لو اكملوا تعليمهم الجامعي خارج العراق، لأن مستوى الجامعات في البلاد قد تدهورت فضلاً عن تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي.

وانتشرت في العراق العديد من الشركات التي تقدم خدمة الحصول على جنسية ثانية عن طريق مشروع الاستثمار في الجنسية الذي اعلن عنه عدة دول سيما الاوروبية منها منذ سنوات عديدة.

تقول "رانيا عواد"، المدير الإقليمي لشركة "بلومينا"، ومقرها كوردستان، إن الاقبال الكبير على طلب الحصول على الجنسية والجواز الثاني دفعهم الى فتح مكتب آخر لهم في الاقليم خلال هذه الأيام، مبينة أن المكتبين يتلقيان الطلبات من جميع مدن العراق عن طريق وكلاء ومكاتب أخرى يتعاونون معهم.

وتوضح العواد أن أكثر الدول التي تمنح الجنسية والجواز الثاني تتنوع حالياً بين الدول التي تقدم برامج الجنسية الثانية والإقامة الدائمة، مثل مولدوفا، مالطا، قبرص، اسبانيا، البرتغال، اليونان، في أوروبا، ودول الكاريبي مثل سانت كيتس ونيفيس ودومينيكان وأنتيغوا وبربودا و دولة غرينادا وسانت لوسيا، بالإضافة الى برامج الإقامة وجواز السفر الثاني في تركيا، وبرنامج EB-5 في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتضيف المدير الإقليمي لشركة بلومينا أن "إقبال العراقيين يرتكز على برامج الإقامة الدائمة والجنسية الثانية بالتحديد على دولتين، وهما دولة سانت كيتس ونيفيس الواقعتان في منطقة البحر الكاريبي، ودولة مالطا الأوروبية، وذلك لما توفره برامج هذين الدولتين من فوائد كبيرة للأشخاص الحاصلين على إقاماتها وجوازات سفرها، بالإضافة الى التكلفة المعقولة أيضًا"، لافتة إلى أن "أكثر المحافظات العراقية التي تقبل على الجنسية هي : أربيل، السليمانية، بغداد".

وعن مدة صدور الجنسية او الجواز الثاني، تقول العواد إن "مدة صدور الجنسية تختلف بحسب الدولة والبرنامج الذي تم اختياره، ولكن بشكل عام فإن المدة تتراوح ما بين 3-9 أشهر من موعد تقديم طلب الحصول على الجنسية وقدوم الموافقة من البلد الذي تم اختياره وإرسال الأوراق اللازمة".

وتشير العواد إلى وجود حالات رفض منح بعض المتقدمين للجنسية والجواز الثاني، موضحة أن "الرفض إن حصل سيكون فقط بناء على خلفية المتقدم لطلب الحصول على الجنسية الجنائية، لأن الدولة ستقوم بالتدقيق والبحث في ملف المتقدم بشكل موسع للغاية".

وعادة تدقق الدول التي تمنح الجنسية للمتقدمين لها عبر شرطة الانتربول الدولية التي تقدم تقاريرها الى الدولة المعنية، في حال تعذر وجود بعثة دولية في الدولة التي تقدم بها مواطنوها للحصول على الجنسية الثانية.

وعن كلفة الحصول على الجنسية والجواز، وهل يشترط سفر المواطن الى ذلك البلد او يصله الجواز والجنسية الى العراق، تشرح رانيا عواد المدير الإقليمي لشركة بلومينا بالقول: إن "تكلفة البرامج التي تقدمها الشركات المتخصصة تتراوح بحسب نوع البرنامج وبحسب الفوائد التي يجنيها العميل عند الحصول عليها"، موضحة أن "اسعار برامج الجنسية الثانية في دول منطقة البحر الكاريبي تبدأ من 100 ألف دولار، بينما تصل تكلفة بعض برامج دول قارة أوروبا الى 2 مليون يورو، وذلك بحسب طبيعة البرامج والدولة أيضًا".

أما بالنسبة لاشتراط السفر الى الدولة، ووصول جواز السفر الى العراق، تقول العواد "نعم جواز السفر يصل الى مقدم الطلب في مكانه، وهناك دول تشترط السفر اليها  لأداء اليمين وأخذ البصمات لأغراض إصدار جوازات السفر"، مشيرة إلى أن "هناك دولاً أخرى لا تشترط ذلك".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon