مسؤول استخباراتي أمريكي يحذر: حرب غزة تعزز مخاطر هجمات الفصائل المسلحة
شفق نيوز/ حذر موقع "ذا كونزيرفيشن" الأسترالي، من أن استمرار الحرب في غزة يجعل مخاطر هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران على القواعد العسكرية الأمريكية وغيرها قائمة، فيما اعتبر الضربات التي وجهتها واشنطن لهذه الفصائل في العراق وسوريا "رداً مناسباً".
ونقل الموقع عن غريغوري تريفرتون، وهو الرئيس السابق لمجلس الاستخبارات الوطني خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، قوله في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن الغارات الأمريكية الأخيرة على العراق وسوريا، كانت مناسبة إلا أنها لا تستهدف تصعيد الصراع وهو أيضاً ما لا تريده إيران، حتى لو تباينت مواقفها مع بعض الفصائل الوكيلة لها.
وذكر الموقع أنه في إطار محاولة فهم التفكير الإستراتيجي وراء الهجوم الانتقامي الذي شنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، فأنه طرح على تريفرتون، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي سابقاً، سؤالاً يتعلق بالعوامل التي ساهمت في اتخاذ الولايات المتحدة قراراً بشن الضربة الانتقامية وتوقيتها، ونقل عنه قوله إنه "فيما يتعلق بالتوقيت، فإن الرئيس بايدن ربما أراد استعادة جثث الجنود الذين قتلوا في الأردن إلى الوطن وإعطاء بعض الوقت للجميع للتفكير".
وأضاف "رأينا في الأيام الماضية، كيف أن العراق وإيران مارسا ضغوطاً على بعض الجماعات الوكيلة لوقف عملياتها، ووافقت إحدى المجموعات المدعومة من إيران في العراق (كتائب حزب الله) على وقف عملياتها الأسبوع الماضي، بينما قالت إيران أيضاً إنها لا تريد حرباً أكثر اتساعاً مع الولايات المتحدة".
"مهلة" بايدن
وأشار تريفرتون إلى أنه "مع مرور الوقت الذي استغرقه بايدن للسماح بالضربة، فإنه بذلك منح العسكريين الأيرانيين وغيرهم الوقت لكي يبتعدوا عن الأذى، ومغادرة قواعدهم العسكرية".
وقال تريفرتون إن بايدن الذي كان تحت أشكال الضغط كافة، التزم من الناحية الإستراتيجية بالقيام بالرد على هجوم الأردن، إلا أنه "يبدو ما يزال يحاول تجنب المزيد من تصعيد الصراع"، موضحاً على سبيل المثال، أن الرئيس الأمريكي تجنب ضرب الأراضي الإيرانية بشكل مباشر، على الرغم من أن بعض الجمهوريين ضغطوا عليه للقيام بذلك.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك نوعاً من الخلاف الداخلي بين الجماعات الوكيلة وبين إيران التي أكدت أنها تريد تجنب الحرب مع الولايات المتحدة، لكن الوكلاء شنوا الهجوم على القاعدة الأمريكية في التنف، قال تريفرتون إنه "من خلال تجربة بلادنا مع جماعات وكيلة تدعمها الولايات المتحدة، فإننا ندرك أن لديهم مصالحهم الخاصة، وأحياناً تتصرف المجموعات الوكيلة التي تدعمها الولايات المتحدة بطريقة لا نحبها وتكون وفق مصالحها الخاصة فقط".
وأضاف أن "العلاقات بالوكالة دائماً تكون معقدة"، مشيراً إلى أنه "حتى في حال أرادت إيران تجنب المزيد من التصعيد مع الولايات المتحدة، فأنني أظن أن العديد من هذه الجماعات لن تمانع في حدوث صراع أوسع نطاقاً، إذا كانت أهدافها أكثر رعباً، مثل تدمير إسرائيل".
ضربة محسوبة
ونقل التقرير عن تريفرتون قوله إن الضربات الأمريكية الأخيرة تؤكد الوفاء بالتزام إدارة بايدن بالقيام بشيء مهم والرد على غارة الطائرة المسيرة التي قتلت جنوداً أمريكيين، لكنه أضاف أن الرد في حد ذاته كان "محسوباً بدرجة كافية حتى الآن، بحيث لا يرجح أن يؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل كبير، برغم أن ذلك قد يفاجئنا".
وبحسب تريفرتون، فإن ما جرى يعتبر "إجراء محسوباً ومن الواضح أنه لن يتسبب بإضعاف القدرة العسكرية لأي من هذه الجماعات بشكل كامل، إلا أنه ما يزال من المفترض أن يكون له تأثير كبير جداً بإضعاف قدراتها إلى حد ما".
وحول المسألة الأكثر أهمية في هذه الضربات، قال تريفرتون إن "السياق الأوسع هنا هو أن الضربات الأمريكية تزيد من أهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة"، مضيفاً أن هذه الجماعات سوف تفقد الأساس المنطقي لتبرير ما تفعله في مواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة.
وبعدما قال تريفرتون إنه "يبدو لي أننا ما نزال نرى أي إشارة حقيقية من جانب الإسرائيليين تشير إلى وجود أحساس بنهاية اللعبة في هذه الحرب"، مضيفاً أنه "طالما استمرت الحرب في غزة وطالما كان الفلسطينيون يقتلون، فإن هذه الجماعات الوكيلة ترى أن هذا هو السبيل الوحيد لها للرد".
ترجمة وكالة شفق نيوز