مسألة وقت.. نصائح لتجنب تكرار سيناريو أفغانستان في العراق
شفق نيوز/ دعا معهد "يوروآسيا" للابحاث الى ضرورة استئصال العراق للفساد والعمل من اجل تماسك جميع المكونات العرقية والمناطقية والطائفية من اجل تجنب تكرار النموذج الافغاني.
واعتبر المعهد في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، انها مسألة وقت فقط قبل ان تبدأ الدول المضطربة في الشرق الاوسط في الشعور بترددات غزو طالبان السريع لافغانستان، وفشل الجيش الافغاني الذي دربته الولايات المتحدة وجهزته، في الصمود في مواجهة هجوم طالبان الخاطف.
ولفت التقرير الى ان "الدرس الرئيسي" الممكن استخلاصه من جانب الجماعات المسلحة الاخرى من الانسحاب الامريكي "الفاشل" من افغانستان، هو "انهم اذا تمكنوا من ان يصمدوا لوقت كاف في مواجهة التكنولوجيا المتفوقة للعدو وقوته النارية، فان الاخيرة ستنهار في النهاية وتنسحب، تاركة الانظمة العميلة تنهار".
وحذر التقرير من انه "اذا كان هذا هو التفكير السائد بين بعض قادة الفصائل الشيعية في العراق والذين طالبوا منذ فترة طويلة برحيل القوات الامريكية، فلا يمكن دحض هذا التفكير على انه مجرد خيال"، مذكر بواقعة احتلال داعش السريع لثلث مساحة العراق بما في ذلك مدينة الموصل خلال صيف العام 2014، وانسحاب الجيش العراقي امامه من دون قتال.
واعتبر التقرير انه برغم ان بغداد تمكنت من خلال دعم اميركي كبير، من استعادة أراضيه بحلول العام 2017 ، الا ان ادت الحملة ضد داعش أدت ايضا الى ظهور قوة جديدة هي الحشد الشعبي التي "يمكن ان تثبت قدرتها على الاطاحة بالحكومة العراقية"، مشيرا الى ان المراقبين يخشون من ان هذه "الفصائل قد تتغلب على الجيش العراقي وتتحول الى دولة قوية داخل دولة تشبه حزب الله في لبنان".
وبعدما اشار الى مخزون الصواريخ والطائرات المسيرة التي يمتلكها الحشد، اعتبر التقرير انه "لحسن حظ حكومة بغداد، فانها واقعة تحت وطأة مهمة موازنة مصالح رعاتها الامريكيين والايرانيين، وادارة بايدن لا تبدو على عجلة من امرها للانسحاب من العراق مثلما هو الحال في افغانستان".
ولفت التقرير الى جانب آخر مختلف ايضا عن افغانستان، حيث ان محللين يستبعدون لجوء الفصائل الموالية لايران الى القوة لتكرار ما فعلته طالبان باستيلائها على البلاد، حيث ان الفكرة ليست مطروحة اقله في الوقت القريب، كما ان هذه الفصائل ستكسب الكثير من خلال الحفاظ على الوضع الراهن.
ونقل التقرير عن مدونة موقع "تأملات في العراق" جويل وينج ان "هذه الفصائل لا تريد الاستيلاء على الحكومة. هدفها الانضمام الى الاحزاب الحاكمة والحصول على حصتهم من الدولة، سواء بطريقة قانونية او غير قانونية".
ويقول المحلل في معهد "ستراتفور" الاميركي روجر بيكر ان العديد من مجموعات الحشد الشعبي "مندمجة في قوات الامن العراقية، وليسوا متمردين من الخارج" مثل مقاتلي طالبان في افغانستان، مضيفا ان لدى الحشد تحالفات قوية مع القوى في البرلمان العراقي.
وتابع بيكر ان "العدد الأكبر من جماعات الحشد، تم دمجه في البنية التحتية السياسية والامنية العراقية، وبالتالي فهم لا يسعون بالضرورة الى الاطاحة بالنظام، بل يسعون بدلا من ذلك الى تاكيد مصالحهم (وغالبا ما تكون مصالح ايران) في العراق".
كما اعتبر بيكر ان الثقة بقدرات القوات المسلحة العراقية اكبر مقارنة بقوات الامن الافغانية، مذكرا بان الجيش العراقي "مر بتحول كبير منذ انهياره" امام هجوم داعش العام 2014.
واشار التقرير الى ان المحللين يعتقدون مع ذلك انه يتعين على بغداد استخلاص بعض الدروس العريضة من الاحداث في افغانستان لضمان عدم تعرضها لمصير مماثل لمصير كابول.
ونقل عن بيكر قوله "لعل الدرس الاهم هو اهمية استئصال الفساد في الحكومة على جميع المستويات، وضمان التماسك بين مختلف المجموعات العرقية والمناطقية والطائفية في الحكومة".
وقال بيكر ايضا ان "الخطر الاكبر بالنسبة للعراق هو الخلافات الاقليمية والطائفية طويلة المدى، والمطالبة بمزيد من الفيدرالية او توزيع السلطة".
اما وينج فقد قال ان "المحادثات الامريكية العراقية الاخيرة تظهر ان واشنطن لا تخطط للانسحاب من العراق... ليس هناك ما يشير الى انهم يريدون انهاء المهمة".