مخرج كوردي يستيعد بحرفية سينمائية أيام اختباء صدام في حفرة تكريت

مخرج كوردي يستيعد بحرفية سينمائية أيام اختباء صدام في حفرة تكريت
2023-11-15T20:47:30+00:00

شفق نيوز/ وصف موقع "سكرين ديلي" البريطاني المتخصص بعالم الافلام والسينما، فيلم "اخفاء صدام حسين" للمخرج الكوردي هلكوت مصطفى، بأنه "مقنع وواقعي"، وبمثابة رواية تاريخية ترصد مرحلة اختباء الرئيس العراقي المخلوع في العام 2003، والمزارع الذي آواه، ما يمنح الفيلم قيمة سياسية وثقافية كبيرة.

وذكر التقرير السينمائي، الذي نشر باللغة الانجليزية، وترجمته، وكالة شفق نيوز،  ان اعتقال صدام من قبل القوات الامريكية في ديسمبر/كانون الأول العام 2003 بعد مطاردة لمدة 9 شهور، تمثل قصة جرت على مرأى ومسمع كل العالم، وان العثور عليه مختبئا في الحفرة الصغيرة في مزرعة بالقرب من مسقط رأسه في تكريت، بعيدا عن قصوره الرئاسية الفخمة، عززت من جوانب الانبهار العالمي بذلك الحدث.

واشار التقرير الى انه بعد مرور عقدين من الزمن، تمكن المخرج الكوردي هلكوت مصطفى من تسليط الضوء مجددا على هذه الأحداث من خلال وجهة نظر المزارع علاء نامق، الذي آوى صدام حسين طوال 235 يوما، مضيفا أن الفيلم يجمع ما يشبه الاعتراف المباشر امام الكاميرا، مع الأعمال الدرامية ومشاهد الأرشيف، ما يجعل من "اخفاء صدام حسين" فيلما مقنعا وواقعيا.

ولفت التقرير الى الاهتمام القوي بالفيلم خصوصا ان حرب العراق ثم ظهور تنظيم داعش لاحقا، لا تزال قضية ساخنة، مضيفا ان الرواية التاريخية من منظور الشخص الأول لها تمثل قيمة سياسية وثقافية كبيرة، مشيرا الى انه ايضا فيلم وثائقي يتميز بأنه جيد البناء وآسر وحرفي. 

وتابع التقرير أن علاء نامق ظهر خلال المقابلات الصحفية المختلفة التي أجراها على مر السنين، كرجل صادق ومتردد، وفخور وخجول في الوقت نفسه من أفعاله، وهو في الفيلم ايضا يظهر بالصورة نفسها، ويتحدث خلال جلوسه القرفصاء مباشرة الى الكاميرا، وكثيرا ما يخفي وجهه بين يديه، مضيفا أن نامق يحاول التوفيق بين ما يشعر به إزاء تجربته هذه بمساعدة الرجل الذي لا يزال يطلق عليه "سيد"، وبين الإدانة الواضحة للعالم الأوسع.

وأشار التقرير إلى أن نامق امضى 7 شهور في سجن أبو غريب، بسبب ما قام به، قبل أن يطلق سراحه دون تهمة.

وذكر التقرير أن هلكوت مصطفى (الذي تم اختيار فيلمه "الكلاسيكو" لعام 2016 ليكون مرشحا من العراق لجائزة الأوسكار) يحاول هو الآخر، من خلال الفيلم، التوفيق ما بين مشاعره المتضاربة، مذكرا بأن المخرج الكوردي اضطر الى الفرار من العراق بعد أن تسبب قمع صدام حسين برحيل أو قتل او اختفاء 180 الفا من الكورد.

واضاف التقرير ان مصطفى، بعدما استقر في هولندا، بدأ عملية البحث عن نامق في العام 2011، وتطلب منه الأمر عامين قبل أن يجده، ثم 3 اعوام اخرى ليتمكن من رواية قصته، كما أن التصوير تأخر لعدة سنوات بسبب ظهور داعش، لكن مصطفى بقي عازما على محاولة فهم من هو صدام حسين كشخص. 

واشار التقرير إلى أنه في حين لا يمكن تجاهل الجانب السياسي السياسة من الرواية بالكامل، الا ان مصطفى تمكن أيضا من اظهار جانب غير مرئي لوحشية هذه الشخصية.

وتابع التقرير ان رواية نامق تعكس انفتاحه على رواية الأحداث من ذكرياته، وهي تتراوح بين رتابة طهي وجبات الطعام، وقص الشعر وتمضية الوقت، إلى زيارات المسؤولين البارزين، الذين كان صدام حسين يخطط معهم للاستراتيجيات العسكرية، بما في ذلك عدي وقصي قبل مقتلهما على يد القوات الامريكية.

واشار التقرير الى ان نامق يشرح في الفيلم كيف انه عندما كان وقتها يبلغ من العمر 32 سنة، ولديه أربعة أطفال، فوجئ خلال احدى الليالي بزيارة صدام حسين وحاشيته الصغيرة، حيث لم يمنحوه أي خيار سوى المساعدة في إخفاء حسين عن القوات الأمريكية.

ويتذكر نامق قول صدام "أنا قنبلة، وإذا انفجرت، فسوف انهيك أنت وعائلتك". كما يقر في الفيلم بأنه كان يشعر بالخوف، وانما ايضا شعوره بالواجب من أجل رعاية صدام حسين، لكنه يقول انه لم تكن لديه معرفة عن التصرفات الديكتاتورية لصدام، مضيفا انه ايضا كان يطبق عرف التقاليد العربية برعاية ضيوفه.

وبحسب التقرير، فإنه خلال هذه الشهور، اصبحت هناك علاقة وثيقة وقسرية، وأمضى نامق القليل من الوقت مع عائلته لانه اصبح سائق صدام حسين ومصفف شعره، وطاهيه، وبمثابة صديقه المقرب. كما يقر نامق في الفيلم أنه نظرا لهذا التقارب بينه وبين الرئيس المخلوع، فانه كان لديه الأمل بأن يصبح "اليد اليمنى" لصدام حسين عندما يعود الى السلطة.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن نامق يقاوم وهو يروي ذكرياته هذه، المبالغة الدراماتيكية للأحداث، كما ان المشاهد الأرشيفية جرى اختيارها بعناية لتظهر جانبي الصراع وبعضها من الصعب مشاهدتها، وهو ما يساهم في تفسير شعور نامق، بأنه على الرغم من المكافأة البالغة 25 مليون دولار لاعتقال صدام حسين، إلا أنه كان يشعر بضرورة حماية رئيسه، رغم كلفتها الشخصية الكبيرة المحتملة عليه.

والفيلم من إنتاج شركة "هين فيلم"، والمنتجون هم هلكوت مصطفى، وجين هيجلتنيس واندريس هيرسين. 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon