مختصون يطرحون تجاربهم للتخلص من "بعبع" الامتحانات مع بدء العام الدراسي في العراق
شفق
نيوز/ مع بداية كل عام دراسي في العراق تمتزج مشاعر التلاميذ والطلبة وذويهم
بالفرح والقلق في الوقت نفسه، فالامتحان يشكل تحدياً نفسياً كبيراً للطرفين
وبالأخص لطلبة المراحل النهائية (السادس الابتدائي، الثالث المتوسط، السادس
الإعدادي)، لما تمثله هذه المراحل من محطة انتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، وكذلك
تحديد مستقبل الطالب وفقاً الأكاديمي في المعاهد أو الكليات.
وتناول
موقع "الحرة" هذا الموضوع في تقرير قال فيه، إنه مع بدء العام الدراسي
الجديد في العراق وإعلان وزارة التربية الانتهاء من الاستعدادات وتوفير جميع
المستلزمات، يملأ الطلبة الحماس والتفاؤل لبداية فصل جديد من التعلم والنمو.
الاستعدادات
المكثفة التي يقوم بها الطلبة وأولياؤهم تعكس رغبتهم في تحقيق النجاح والتفوق
الأكاديمي. ومع ذلك، يواجه العديد منهم، سيما طلبة الصفوف المنتهية في المرحلة
الإعدادية، شعور الخوف سيما أثناء فترة الامتحانات، وبالتحديد امتحان
"البكالوريا" (إنهاء المرحلة الثانوية) الذي يعتبره البعض "بعبعاً"،
إذ تعتبر هذه المرحلة فاصلة وحاسمة في حياة الطالب وتحدد مستقبله الدراسي.
لست
وحدك في مواجهة الامتحان
التوتر
أو القلق قبل الامتحانات إذا امتزج بالشك من القدرات، سيجعل الطلبة مضطربين
ومشوشين وبالتالي تتبخر المادة الدراسية وتغيب المعلومات عن الذهن ويخسرون فرصة
النجاح.
يقول
خبراء التنمية البشرية إن التكيّف والمثابرة، عاملان أساسيان من العوامل التي
تساعد على تحقيق النجاح، وإن قدرة التكيّف تعني التأقلم مع الظرف والقيام بما يجب،
أما المثابرة فهي التغلب على القلق والإرهاق والفشل.
ويؤكدون
أنه من الصعب على الفرد تحقيق النجاح بمفرده مهما كانت طموحاته، فالنجاح يتطلب دعم
ومساندة أشخاص آخرين.
وبما
أن الحديث هنا عن نجاح الطلبة في الامتحانات، يؤكد الكثير من خبراء التعليم أن على
الطلبة الاعتماد على أفراد العائلة والأصدقاء وحتى الجيران، مشددين على دور
المعلمين والمدرسين في مساعدة الطلبة لاجتياز الامتحانات وتحقيق النجاح المنشود.
توتر
الامتحانات
مدرس
مادة الرياضيات، علي عبد الكريم البياتي، من محافظة ديالى، صاحب تجربة عملية
باعتماد استراتيجية تخفيف شعور القلق من الامتحانات مع طلبته، يقول لموقع "الحرة"
إن عدّة عوامل تزيد من حدة الشعور بالقلق عند الطلبة.
فالقلق برأيه "ينبع من التفكير المستمر
بضرورة الحصول على درجات عالية في الامتحانات، والحرص على تحقيق التفوق والنجاح،
كذلك تقصير الطالب في ضبط المادة العلمية واستيعاب المعلومات الكافية لأداء
الامتحان".
ويعزو
البياتي أسباب ذلك إلى قصر فترة الدراسة، موضحاً أن "السنة الدراسية في
العراق قرابة ثمانية أشهر وتتخللها عطل رسمية بالعشرات، وهذه المدة بالتالي غير
كافية لاكتساب الطالب المعلومات التي تؤهله لدخول الامتحانات الوزارية
"البكالوريا".
وتباينت
آراء الطلبة بشأن الشعور بالقلق أثناء فترة الامتحانات سابقا، فالبعض أكد أنه قادر
على تجاوز هذا الشعور، فيما أشار آخرون إلى تغلب هذا الشعور على سلوكهم ما أدى إلى
الفشل في الامتحانات وإعادة السنة الدراسية.
فالطالب
ليث علي من بغداد مثلا يقول إنه رغم تغلبه على الشعور بالقلق لكنه أشار إلى أنه
تأثره بزملائه الذين شعروا بالتوتر من الامتحان كلما تحدث إليهم.
أما
الطالبة ملك أشارت إلى أن حالة التوتر والقلق من الامتحان كانت السبب وراء فشلها
بتجاوز ثلاث مواد هي الرياضيات والفيزياء واللغة الإنكليزية، وأوضحت أن امتحان
البكالوريا امتحان مصيري تعتمد عليه الدراسة الجامعية ويحدد مستقبلها المهني.
وأشار
مدرس الرياضيات، البياتي، في حديثه إلى وجود تفاوت في مستويات استيعاب الطلبة في
فهم المواد الدراسية، مؤكدا أن ضعف تواصل الطالب مع المدرس، وعدم استعداده
استعدادا صحيحاً لأداء الامتحانات سيجعل من القلق شعورا مرافقا للطلبة حتى دخولهم
قاعة الامتحان.
وفي
سياق مساعدة الطلبة على التخلص من شعور القلق الذي يرافقهم قبل الامتحانات
وخلالها، أشار البياتي إلى وجود تقصير في الجانب التربوي من قبل الكادر التعليمي
والأهل والأصدقاء لتخفيف الضغط الذهني والنفسي عن كاهل الطلبة أثناء فترة
الامتحانات.
كما
شدد على أهمية تشجيع الطلبة وحثهم على النجاح وتحقيق الأهداف في المستقبل.
إستراتيجية
تخفيف التوتر
من
الخطوات الأساسية التي اعتمدها البياتي في مساعدة طلبته لتخطي الشعور بالقلق ودخول
الامتحانات بثقة، مرافقتهم حتى دخولهم قاعة الامتحان، وأكد أهمية أن يشعر الطالب
بالارتياح والطمأنينة من خلال وجود المدرس إلى جانبه باستمرار.
كما
أشار إلى أن المدرس بهذه الطريقة سيعزز من ثقة الطالب بنفسه ويلبي رغبة الطلبة في
تأكيد المعلومات التي بحوزتهم.
ويحذّر
البياتي من قلة النوم أو ذهاب الطلبة إلى الامتحان دون أن أخذ قسط كافٍ من الراحة،
مبينا أن أفضل فترة للنوم تبدأ الساعة التاسعة مساء وحتى الثالثة فجراً، فخلال هذه
الساعات يساعد الجسم على إفراز هرمونات تعمل على تنشيط خلايا الذاكرة فضلا عن
إراحة البدن والذهن من عناء ساعات القراءة.
ويضيف
البياتي أن التركيز على 50% من موضوع الدرس أفضل من ذهاب الطالب إلى الامتحان
وذهنه متعب وجسده لم يأخذ القسط الكافي من النوم. ويشير إلى ضرورة الاهتمام بنوعية
الطعام الذي يتناوله الطلبة أثناء فترة الامتحانات، مؤكداً أهمية الاعتناء بوجبة
الفطور قبل التوجه إليها.
كما
دعا الطلبة إلى ممارسة الرياضة أثناء فترة الامتحانات بوصفها أحد العوامل التي
تزيد ثقة الطالب بنفسه، متحدثاً عن نظام اعتمده مع طلبته أثناء فترة الامتحانات
وهو مكافأة الطالب بخمس دقائق من الراحة بعد كل ساعة من القراءة، يمكنه خلالها
تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفزيون أو الحديث مع الأهل أو ممارسة الرياضة، بهذه
الحالة يحصل الطالب على نصف ساعة من الراحة خلال فترة دراسة تستمر لست ساعات.
نصائح
أخرى قدمها تربويون بينهم البياتي للطلبة وهي السيطرة على التوتر والمحافظة على
الهدوء والإيجابية والاسترخاء والدراسة بذهن صافٍ وتجنب المماطلة ومراكمة الدراسة
وضرورة تخصيص وقت للراحة والترفيه والأهم من هذا كله الثقة بالنفس وبالقدرات
وتحديد أهداف واضحة للمستقبل.