محللون: رهان عراقي على دور اقليمي لتحقيق استقرار داخلي

محللون: رهان عراقي على دور اقليمي لتحقيق استقرار داخلي
2022-06-12T12:51:17+00:00

شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، يوم الاحد، ان حكومة مصطفى الكاظمي تسعى لاعادة صياغة دورها لتؤدي دور اللاعب الاقليمي والتركيز على السياسات الخارجية، بهدف تحسين صورتها الدولية، وان ينعكس ذلك على استقرار اوضاع العراق الداخلية المتأثرة بايران والولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان بغداد استضافت اجتماعا ثلاثيا مع مصر والاردن في 6 حزيران/يونيو الجاري، من اجل مناقشة التحديات التي تثيرها الحرب الاوكرانية، كما استضافت مهرجان الفيلم السوري من اجل تحسين العلاقات الثقافية مع جارتها.

ونقل التقرير عن محللة الشؤون العراقية في "مجموعة الازمات الدولية" لهيب هيجل، قولها ان بغداد تجد نفسها وسط منافسة اقليمية على النفوذ، موضحة ان استقرار العراق الداخلي "يعتمد على علاقات افضل بين الدول المجاورة لها".

وبعدما اشار التقرير الى ان العراق تحت قيادة الكاظمي كان يدفع باتجاه تطوير العلاقات بين ايران والسعودية، نقل عن هيجل قولها انه من خلال "تسهيل هذه الاجتماعات، فان بغداد تدعم آلية لبناء الثقة بين الدولتين الرئيسيتين المتنافستين في المنطقة، وذلك على امل ان تتمكن على المدى الطويل من التقليل من تصورات التهديدات المتبادلة بينهما".

كما نقل التقرير عن الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني، وهو مدير مبادرة العراق في المعهد، ريناد منصور، قوله ان العراق ومنذ تولي الكاظمي منصبه في ايار/مايو العام 2020، كان يحاول الانتقال من كونه ملعبا للاعبين الاقليميين والدوليين، الى دور الطرف المنظم.

ونقل التقرير عن منصور قوله، ان العراق يسعى الى التحول من مجرد اداء دور ناقل للرسائل الى دور المنظم لانه مرتبط بالعديد من الاطراف المختلفة.

وفي حين اشار التقرير الى ان الكاظمي يستخدم علاقاته كرئيس سابق لجهاز المخابرات العراقي من اجل التقدم بهذه السياسة، نقل عن هيجل قوله ان ايران والسعودية "تعتبران الكاظمي وسيطا موثوق به"، مضيفة ان رؤساء الحكومات السابقين الذين حاولوا القيام بمبادرات مماثلة لم يحققوا نتائج مهمة.

وذكّر التقرير بأن العراق كان طوال سنوات معزولا عن المنطقة، فيما بعد غزو صدام حسين للكويت في العام 1990، حيث ان الدول قطعت علاقاتها مع بغداد.

واضاف ان العديد من الدول العربية كانت في العام 2003، مترددة في الدخول بعلاقات، واستعادتها مع بغداد بعد الغزو الذي قادته واشنطن واطاح بنظام صدام حسين، مشيرا الى ان هذه الدول كانت تعتبر ان الحكومة بقيادة الشيعة كان لها علاقات وثيقة مع ايران.

الا ان التقرير اوضح ان دول المنطقة بدأت قبل بضع سنوات، بالتعامل مع بغداد استجابة لضغط من واشنطن في محاولة لمواجهة النفوذ الايراني.

ولفت التقرير في هذا السياق، الى مؤتمر القمة الذي عقد في آب/أغسطس الماضي، لمسؤولين من الامارات والسعودية ومصر وفرنسا والاردن والكويت وقطر وايران وتركيا والاتحاد الاوروبي، والذي بحث قضايا التعاون الاقتصادي والسياسي والامني مع  العراق، وذلك بمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وبعد نجاح تلك القمة، قال الرئيس العراقي برهم صالح ان العراق أصبح "نقطة التقاء"، مضيفا ان المنطقة بحاجة الى قيام "نظام سياسي وامني واقتصادي جديد من اجل مواجهة تحديات الارهاب والتطرف والازمة الاقتصادية".

ولفت التقرير الى ان قمة بغداد هذه كانت بمثابة محاولة من اجل حصول الكاظمي على "ملف نجاح" الذي واجه صعوبة بتحقيق اصلاحات في البلاد.

ونقل التقرير عن منصور قوله ان هذه النقطة كانت بدرجة كبيرة بسبب هذا "التركيز على هذه القمة العام الماضي وخلق دور للعراق".

الا ان منصور اعتبر ان نجاح هذه المحادثات يعتمد على النتائج التي ستظهر في المنطقة، موضحا ان "الاطراف كافة مرتاحة لان تتحدث، ولكن يجب في مرحلة ما ان يكون هناك نوع من المفاوضات والمحادثات التي لها مضمون وهذا هو المقياس لمدى نجاحها".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon