محذراً من الضغط على إيران.. تقرير عسكري أمريكي ينصح بايدن بالانسحاب من العراق وسوريا
شفق نيوز/ اعتبر موقع "ميليتاري دوت كوم" الامريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، يوم السبت، أن سحب القوات الامريكية من العراق وسوريا يجب أن تكون الخطوة الافضل من جانب الرئيس جو بايدن.
وقال في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، إنه اذا كانت اهداف الرئيس الاميركي جو بايدن ان يتجنب الحرب في الشرق الاوسط وابقاء أمريكا آمنة، فان الاستمرار في تطبيق سياسة "الضغوط القصوى" على ايران، يجب ان تكون آخر ما يجب ان يفعله الرئيس الاميركي.
وبعدما اكد الموقع ان سياسة "الضغوط القصوى" تمثل فشلا كبيراً، رأى أن خطة العمل الشاملة حول الملف النووي المتفق عليها العام 2015، مهما كانت عيوبها، فإنها نجحت في فرض قيود مهمة على قدرات ايران العسكرية، وقلصت من مخزونها النووي، وادت الى الحد من تصرفات المثيرة للمشكلات في الشرق الاوسط حتى وان لم تنهيها.
وذكر التقرير الامريكي أن رجال الرئيس السابق دونالد ترامب المؤيدين لسياسة الضغوط القصوى، اعتبروا ان الضغوط الاقتصادية ستؤدي الى تغيير سلوك ايران التخريبي ويجبرها على احترام حقوق شعبها ويعيدها الى طاولة التفاوض، إلا أن النتائج الفعلية والتي كانت كلها متوقعة، خرجت بالعكس تماماً.
ومنذ ان انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018، فان ايران زادت بشكل كبير من انتاج مخزونها من المواد النووية المخصبة، وصعدت من نشاطها العسكري في المنطقة ووسعت من تدريباتها العسكرية في الشهور الماضية، وفق التقرير، الذي أشار إلى أن مؤيدي سياسة الضغوط القصوى يستعينون بهذه الامثلة للتأكيد على ان هذه السياسة ضرورية، لكن ايران اوضحت ان سلوكها هو مؤقت ويمكن ان تتراجع عنه.
وذكّر التقرير بتصريحات لرئيس البرلمان باقر قاليباف التي اشار فيها الى أن القيود التي فرضها البرلمان على الحكومة لإجبارها على عدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي، هي نتيجة سنوات مما اسماه "لعبة من طرف واحد" متمثلة بانسحاب واشنطن من الاتفاق ومطالبتها ايران في الوقت نفسه بالالتزام الكامل به.
واشار رئيس البرلمان الى ان طهران ستعود الى الالتزام بالاتفاق اذا طبقت الاطراف الاخرى الموقعة التزاماتها.
وادت الضغوط القصوى الى جعل ايران تقوم بعكس ما تتمناه الولايات المتحدة ما يثير التوترات الى درجة المجازفة بوقوع حرب، سواء مخطط لها او لخطأ في الحسابات، لكن احتمالاتها ليست عالية.
وبحسب الموقع العسكري الاميركي فان ايران في الواقع ضعيفة وقوتها في الشرق الاوسط تتراجع، وتشكل تهديداً محدوداً للولايات المتحدة، وقوتها العسكرية وقدرتها محدودة خارج حدودها ومياهها الاقليمية. لكن بإمكان طهران ان تطلق صواريخ في ارجاء المنطقة وتستخدم قوات خاصة وميليشيات لتنفيذ هجمات.
واعتبر الموقع الاميركي أن الوسيلة الوحيدة التي تمتلكها ايران وتشكل تهديدا لامريكا هي من خلال انكشاف القوات الاميركية اماماها في العراق وسوريا، مضيفاً أن هذه القوات في البلدين، لا تقوم بشيء من اجل حماية مصالح امريكا والدفاع عنها، وان المستفيدين الوحيدين من هذه القوات هم الحكومة في بغداد والكورد في سوريا ايضاً.
واوضح ان الجنود الاميركيين يجازفون بأرواحهم يومياً ولكن ليس لديهم اهداف عسكرية محددة يمكن ان تقود الى نهاية العمليات، وهم فعليا يجلسون في الصحراء ينفذون اعمالا تكتيكية بعيدة عن اي اهمية استراتيجية، وهم ايضا يمكن تحديدهم ويمكن ان يكونوا اهدافا يتم الوصول اليها من الايرانيين او الميليشيات المرتبطة بهم.
وخلص الموقع الى القول ان القوات المسلحة الاميركية يجب ان تستخدم فقط من اجل مهمات مرتبطة بالأمن الاميركية، وارواح الرجال والنساء الذين يرتدون الملابس العسكرية يجب الا تتم المجازفة بها من اجل مهمات استراتيجية منطقية.
واعتبر أن سحب الجنود الاميركيين من العراق وسوريا سيؤدي الى تخفيض انكشاف اميركا امام المغامرات الايرانية في المنطقة، ويخفض مخاطر اية حرب غير ضرورية بالنسبة الى الولايات المتحدة.
واوضح ان مثل هذا الانسحاب لن يزيد من مخاطر استهدافنا بهجمات ارهابية بسبب قوة استخباراتها وقدراتنا الاستطلاعية والتجسسية وقدرتنا العالمية على ضرب اي هدف ارهابي، ستتواصل بشكل ناجح في تحقيق الدفاع عن الولايات المتحدة.
وامام ادارة بايدن فرصة لانهاء هذه السياسات الفاشلة، وسحب قواتنا من تحت المخاطر التي لا ضرورة لها وتعزيز أمننا القومي، بحسب الموقع الاميركي.