مجتبى خامنئي ام ابراهيم رئيسي.. أيهما الخليفة المحتمل بعد رحيل "المرشد"؟
شفق نيوز/ أثار موقع "المجلس الأطلسي" الأمريكي الخيارات القائمة في إيران حاليا، في حال وفاة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، مشددا على اهمية هذا التحول لأن الجمهورية الإسلامية لم تشهد سوى فترة انتقالية واحدة فقط بالنسبة الى موقع المرشد الأعلى عندما توفي الإمام الخميني في العام 1989.
وبحسب تقديرات الموقع الأمريكي، الذي نشر تقريره باللغة الانجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، فان الخيارات القائمة الان في ايران حول منصب المرشد الاعلى هي اما الرئيس الايراني الحالي ابراهيم رئيسي او مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد الحالي.
وبداية، لفت التقرير الى انتشار شائعات مؤخرا عن وفاة خامنئي (83 عاما)، لكنه ظهر لفترة وجيزة في 17 أيلول/سبتمبر الحالي للتحدث مع امام مجموعة من الطلاب، مما ادى تهدئة الشائعات بعدما غاب طوال اسبوعين ولم يظهر علنا بينما الغى العديد من مواعيد الظهور عن جدول أعماله.
ومع ذلك، فإن ذلك يثير التساؤل عما سيخلف خامنئي وكيف من الممكن أن تتطور العملية. واعتبر التقرير ان هناك اجراءات قانونية، وهناك أيضا السياسة الواقعية.
وأوضح أنه وفقا لدستور الجمهورية، فإن "مجلس الخبراء" الذي يضم 88 شخصية من كبار رجال الدين الذين تمت الموافقة عليهم في انتخابات شعبية، هو من يختار المرشد الاعلى الجديد عندما وفاة المرشد أو يصبح عاجزا عن أداء مهمته.
أما بالنسبة الى السياسة الواقعية، فإن قرار اختيار المرشد مهم لاستمرار وجود الجمهورية ونخبتها، لدرجة انه يتم تحديده مسبقا وبشكل سري.
وبعدما تناول الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها المرشد الاعلى وهو منصب كان أنشأه الراحل الخميني، وصار جزءا من النظام الذي تصوره باسم ولاية الفقيه، اشار التقرير الى ان ايران في عمرها البالغ 43 سنة، كان لها فترة انتقالية واحدة فقط فيما يتعلق بالمرشد الأعلى، والتي كانت بعد وفاة الخميني في العام 1989.
وذكر التقرير باختيار آية الله حسين منتظري ليكون خليفة للخميني، ثم عزله من منصبه ووضعه قيد الإقامة الجبرية، ولم يتم تعيين بديل له، ولهذا فإنه عند وفاة الخميني تم تكليف مجلس الخبراء باختيار الخليفة، غير أن رئيس البرلمان علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرجل القوي في إيران وقتها، قام من خلف الكواليس بهندسة عملية صعود علي خامنئي الذي كان رئيسا للجمهورية، ليتولى منصب المرشد الأعلى، فيما تم إلغاء منصب رئيس الحكومة، ومنحت في المقابل هذه الصلاحيات لرئاسة الجمهورية التي تولاها رفسنجاني نفسه لولايتين، وهي إجراءات وافق عليها "مجلس الخبراء".
وفي حين تم ترفيع مكانة خامنئي الدينية ليصبح "آية الله"، فإنه قام بتعزيز دور الحرس الثوري بشكل خاص من أجل ما أسماه التقرير "تعويض افتقاره إلى المعرفة الدينية وجاذبيته الشعبية"، وأصبح قوات الحرس منذ ذلك الوقت القوة الرئيسية في البلاد في المجالين الاقتصادي والأمني، لدرجة ان كلمته في اختيار المرشد الاعلى، قد تكون اكبر من كلمة "مجلس الخبراء" او هيئات النخبة الاخرى.
وتابع التقرير أنه منذ العام 2019 كانت هناك تقارير تتحدث عن قائمة مرشحين مختصرة متداولة بين مجموعة صغيرة داخل "مجلس الخبراء"، وهي تضم 6 اسماء، توفي أحدهم منذ ذلك الوقت، وهو وزير المخابرات السابق محمد ريشهري، بينما جرى استبعاد وتهميش ثلاثة آخرين لأسباب سياسية مختلفة هم: الرئيس السابق حسن روحاني، وحفيد المرشد الأول حسن الخميني، والرئيس السابق للسلطة القضائية صادق لاريجاني.
ومما تبقى من اللائحة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، والابن الثاني للمرشد الحالي مجتبى خامنئي.
ابراهيم رئيسي
وذكر التقرير ان الرئيس الايراني الحالي انتخب في حزيران/يونيو العام 2021 بأقل نسبة من المؤيدين في تاريخ الجمهورية، وانه يكافح من اجل اكتساب الشعبية، مشيرا إلى أن مسيرته السابقة تثقل عليه اذ انه كان أحد المدعين العامين الذين وقعوا على قرارات اعدام خلال الثمانينيات، وهو اتسم بقساوته عندما كان رئيسا للسلطة القضائية قبل أن يصبح رئيساً.
وبالاضافة الى ذلك، فان الاتفاق النووي لم يتحقق حتى الآن، ولا يزال الاقتصاد الإيراني متعثرا بسبب العقوبات الى جانب الفساد المتفشي وسوء الإدارة.
كما لفت التقرير إلى "قمعية" حكومة إبراهيم رئيسي بمواجهة التظاهرات واعتقال المعارضين، وتزيد من مضايقة النساء اللواتي ينتهكن معايير الحجاب، مشيرا الى "مقتل" الشابة مهسا أميني مؤخرا بسبب حجابها، مما ادى الى اندلاع تظاهرات جديدة وغضب دولي.
مجتبى خامنئي
وذكر التقرير ان المرشح الآخر لمنصب المرشد الاعلى مجتبى خامنئي له ايضا خلفية قاتمة فيما يتعلق بمجال حقوق الانسان، مشيرا الى انه برز في العام 2009، عندما دبر عملية التلاعب بالانتخابات التي منحت محمود احمدي نجاد لفترة ولاية ثانية وأشرف على قمع التظاهرات التي تلت الانتخابات والتي عرفت باسم "الحركة الخضراء".
وتابع التقرير ان مجتبى مقرب بقوة من قادة الحرس الثوري وهو على اطلاع عن كثب على الشبكات المالية الخاضعة لسيطرة المرشد الاعلى.
واعتبر التقرير أن هذا جعل هناك من يعتقد أن مجتبى يتم إعداده منذ فترة طويلة من أجل خلافة والده، مهما كانت المسألة محرجة في بلد عاش ثورة دموية بهدف إلغاء الحكم ملكي الذي استمر ألفي سنة.
واشار التقرير الى انه خلال الاسابيع الاخيرة فقط، جرت الاشارة الى مجتبى، على أنه "آية الله" برغم أنه ليس رجلا دينيا معترفا به مثل والده خامنئي.
وختم التقرير بالقول إنه مهما كان الشخص الذي سيخلف خامنئي، فإنه سيكون قد خضع لفحص دقيق لضمان ولائه للجمهورية الإسلامية وممارساتها.
الا انه لفت الى التغيير في موقع القمة هذا، سيظل يفتح الآفاق أمام مقاربة مختلفة مع مرور الوقت باعتبار أن المنطقة التي تقع فيها إيران، والعالم ايضا، لم يكونوا جامدين حيث تغير الشعب الإيراني بشكل كبير منذ الثورة في العام 1979، وهو ما سيشكل ضغطا على أي زعيم جديد حتى يتكيف بشكل ما مع هذه التغييرات.