"أمام أسرهم".. "الأطفال المدخنون" يثيرون القلق في العراق

"أمام أسرهم"..  "الأطفال المدخنون" يثيرون القلق في العراق الصورة من: Getty Images
2023-03-03T19:36:33+00:00

شفق نيوز/ يزداد إقبال الأطفال على تدخين الأركيلة بشكل واسع في العراق، حتى باتت ظاهرة اجتماعية تثير قلق المختصين، ولم يقتصر التدخين في الأماكن العامة، بل باتت في البيوت وأمام أسرهم بل وحتى بموافقتهم أحياناً، ما يُنذر بتحوّل الأمر من كونه عادات سيئة إلى الإنفلات، وسط دعوات بتشديد الرقابة ومحاسبة تلك العوائل لردع أطفالها والسيطرة عليهم قبل فوات الأوان.

يقول طفل يبلغ ثمانية أعوام يسكن في إحدى المحافظات العراقية، "يطلب مني والدي وخالي تعمير (إعداد) الأركيلة، وبعد أن أقوم بتعميرها أطلب منهم تجربتها، ويوافقون على ذلك"، مبيناً في حديث لوكالة شفق نيوز، أنه "لا أحد يمنعني من التدخين، وليس لدي علم بأضرارها".

حالة أخرى ترويها الباحثة الاجتماعية، نضال العبودي، "مؤخراً وفي حديقة بمنطقة زيونة في بغداد، كانت هناك امرأة تُدخن الأركيلة وبجانبها تجلس ابنتها ذات السبعة أعوام تشاركها أيضاً بالتدخين، وخلال محاولتي التفاهم مع الأم لمنع هذه الحالة تلقيت هجوماً منها، وقالت لي: إنها حريتي الشخصية، ولا دخل لكي بها".

وتشير العبودي في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "المسؤولية الأساسية تقع على الأسرة وخاصة الأب بالدرجة الأولى والأم بالدرجة الثانية، حيث أن الأب يطلب من أبنه إعداد الأركيلة له، والطفل عندما يعد الأركيلة عليه تدخينها ليتأكد بأنها تعمل، وبمرور الوقت وتكرار العملية يصبح الطفل مُدمناً عليها".

وتضيف، أن "هناك بعض الآباء يتباهون بإعطاء الأركيلة إلى أبنائهم بحجة اللعب أو الضحك أمام زملائه أو أقربائه، ويتباهى بقدرة ولده على تدخينها، فضلاً عن ترك بعض الآباء الأركيلة وهي لا تزال تعمل بجانب الطفل، ما يثير لديه الفضول لتجربتها".   

بدورها توضح الناشطة في مجال حقوق الإنسان، رغد الحافظ، أن "بعض الأهالي تسمح لأطفالها من 7 إلى 15 عاماً بتدخين الأركيلة، وهذه ظاهرة خطيرة، حيث أن السماح لهم بالتدخين في هذا السن المبكر سوف يجلب المزيد من العادات السيئة وتدخين أو تعاطي مواداً أخرى في المستقبل". 

وتؤكد الحافظ خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، على ضرورة أن "تكون هناك ثقافة من قبل الأهالي وتحذير الأطفال وتقديم النصائح لهم باستمرار حول خطورة الأركيلة وأضرارها الصحية والنفسية وحتى الاقتصادية"، داعية الأسر إلى أهمية "المحافظة والسيطرة على أطفالها قبل أن يكبروا ويُصعب ردّعهم".      

من جهته؛ يقول مدير برنامج مكافحة المخدرات في وزارة الصحة، الدكتور مهدي بلاسم، إن "التدخين ومنه الأركيلة وارد في مرحلة المتوسطة، أما في مرحلة الابتدائية وقد يكون أمام عائلته فهنا أصبح انفلات أكثر من كونه عادات سيئة".

ويضيف بلاسم في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "هكذا نمط من العائلات فيها فقدان رقابة، وهذه من العوامل الرئيسية المؤهلة للانتقال إلى الإدمان الشائع في الوقت الحاضر"، مؤكداً أن "الأركيلة بحدّ ذاتها مضرّة، ويزيد تأثيرها كلما كان عمر المُدخن أصّغر سناً". 

أما من الجانب القانوني، فيشير الحقوقي، محمد العبيدي، إلى أن "جميع القوانين تقريباً اتفقت على وضع عقوبات للحد من انتشار الإدمان، سواء كان على الأدوية أو السجائر أو الأركيلة، وحتى الأركيلة الإلكترونية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه حماية القاصرين منها، من خلال فرض عقوبات على أصحاب المقاهي والمحلات التي تبيع هذه المنتجات لمن دون سن الثامنة عشر".

ويعزو العبيدي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "انتشار الحالات السلبية إلى التراخي من أجهزة الدولة في تطبيق القوانين بصورة صحيحة وصارمة والتعليمات الخاصة بارتياد هذه الأماكن لتحجيم هذه الظاهرة والتقليل منها لسلامة المجتمع والشباب من هذه الآفة الخطيرة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon