ماذا بعد زيارة خلوصي أكار الى بغداد واربيل؟

ماذا بعد زيارة خلوصي أكار الى بغداد واربيل؟
2021-01-27T14:42:52+00:00

شفق نيوز/ تساءل موقع المونيتور الاميركي عما اذا كانت زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الى بغداد واربيل، ستنتج عنها نتائج ملموسة، مشيرا الى انه برغم تفاؤل الوزير التركي، الا ان هناك العديد من العوائق امام الرهانات الامنية التركية التي تأمل بتحقيقها.

وقال الصحفي التركي فيهم تاستكين، في تحليل نشره المونيتور وترجمته وكالة شفق نيوز، ان تفاهمات شفهية عديدة توصل اليها أكار في زيارته الى بغداد واربيل مؤخرا حول العديد من القضايا التي المشتركة مع الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان، الا انه ينتظر ان نرى ما اذا كانت هذه التفاهمات ستخرج بنتائج ملموسة.

وبحسب تاستكين فإن الاجتماعات الثمانية التي عقدها الزعماء في بغداد واربيل مع الوزير التركي والوفد الرفيع المستوى الذي رافقه، تعكس الاهمية التي اولتها السلطات العراقية للضيف التركي، بالنظر للفتور الذي عومل به قبل ذلك بشهور قليلة عندما الغيت زيارته في آب الماضي بعدما قتلت طائرة تركية اثنين من قوات حرس الحدود العراقيين في غارة جاءت في سياق العمليات العسكرية التركية ضد مواقع حزب العمال الكوردستاني المتمركز في شمال اقليم كوردستان.

وتطلب الامر ما لا يقل عن اربع دعوات وجهها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي ليقوم الأخير بتلبية الدعوة وزار تركيا في الشهر الماضي، وهو ما كان ايذانا بكسر جليد الفتور بين الطرفين، وفتح الطريق امام زيارة اكار الى بغداد واربيل.

وخلال زيارة الكاظمي الى تركيا، تناولت المحادثات مع المسؤولين الاتراك، تعزيز التعاون الامني ضد حزب العمال الكوردستاني، واخراج عناصر الحزب من سنجار ومخمور، وفتح معبر ثان بين البلدين، وربطه بطريق سريع مع الموصل، وانشاء منطقة عازلة بين مواقع حزب العمال في العراق ومواقعه في سوريا تحت سيطرة الجماعات الكوردية.

كما تضمنت المحادثات اعادة تشغيل انبوب نفطي من كركوك الى الساحل التركي على البحر المتوسط، وتنفيذ مشاريع تطوير مائي لحل المشكلة المزمنة المتعلقة بتقاسم الحصص المائية بين البلدين، وتطوير مشاريع اعادة اعمار كان جرى الاتفاق على تمويلها بخمسة مليارات دولار من الجانب التركي.

وبحسب المونيتور، فان زيارة الوزير اكار جاءت قبل ايام من تنصيب الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن، وهي تركزت على القضايا الامنية، والبناء على نتائج زيارة الكاظمي الى تركيا بأمل تبديد الاعتراضات العراقية على العمليات العسكرية التركية ضد مواقع حزب العمال الكوردستاني، واقناع كل من بغداد واربيل على زيادة تعاونهما في هذا الملف قبل ان تبدأ الادارة الاميركية الجديدة خطواتها الجديدة وحساباتها.

واعتبر الموقع الاميركي ان الكورد المنهكين من مثلث بغداد – طهران - انقرة، يأملون بمساحة للتنفس في ظل سياسات الادارة الاميركية الجديدة. وايضا فان الكورد في قوات سوريا الديمقراطية يأملون من جهتهم بان تؤدي المقاربة الاميركية الى ردع الهجوم التركي في سوريا.

لكن تساءل الكاتب التركي للتقرير عما اذا كانت زيارة اكار ستخرج بخطوات ملموسة لصالح تركيا. وذّكر بتصريحات للوزير التركي اكد فيها على تشابه المواقف مع المسؤولين الذين التقاهم خاصة حول الملف الامني، وعلى النتائج الايجابية التي ستتمخض عنها، بما في ذلك تعهد السلطات الكوردية بالتعاون مع انقرة في مواجهة حزب العمال الكوردستاني، وهو ما له معنى كبير بالنسبة الى تركيا.

كما اشار الى ان المحادثات تناولت تطبيق الاتفاق الامني بين اربيل وبغداد والذي تأمل تركيا ان يؤدي الى اخراج مسلحي حزب العمال الكوردستاني من سنجار، مضيفا "قريبا سيتم اخراجهم".

وبحسب مصادر في بغداد واربيل، فان وجود حزب العمال الكوردستاني في سنجار كان النقطة الاساسية في زيارة اكار، وان انقرة تفحصت امكانية موافقة بغداد على اقامة نقاط عسكرية تركية جديدة في الموصل من اجل اجبار مسلحي الحزب على مغادرة سنجار، وهي مسألة من المستبعد ان تنال موافقة عراقية في ظل الظروف الراهنة.

لكن المونيتور اعتبر انه برغم تصميم تركيا على القتال ضد حزب العمال في جبال قنديل بالقرب من الحدود العراقية الايرانية الى المنطقة الغربية بالقرب من سوريا، فان الاتفاق الشفهي بين المسؤولين الاتراك والعراقيين، لم يحقق حتى الان نتائج ملموسة على الارض، ومن المرجح الا يؤدي الى اية نتائج في المستقبل القريب.

وهذا يعني بحسب الموقع الاميركي، ان المقاربة التركية عسكريا سعيا لحل المشكلة الكوردية المستمرة منذ عقود من خلال العمليات العسكرية العابرة للحدود في الدول المجاورة، ستظل تفسد اية مشاريع مشتركة بين البلدين.

وتختلف انقرة وبغداد حول مصير المسلحين المحليين في سنجار، اذ بينما تعتبرهم تركيا مرتبطين بحزب العمال الكوردستاني، فان بغداد تأمل بدمجهم بوحدات الحشد الشعبي. وبالاضافة الى ذلك، فان فصائل الحشد المقربة من ايران، تتواجد في مناطق تراهن تركيا على نشر نقاط عسكرية جديدة لها فيها، وهو ما يعارضه الحشد.

وهناك معارضة من كتل سياسية عراقية لزيادة الانخراط التركي في الموصل وغيرها. والاقتراح التركي لفتح معبر ثان في نينوى، كان جرى وضعه على الرف بسبب الاعتراضات من هذه الكتل السياسية القلقة من النفوذ التركي في المناطق ذات الغالبية السنية.

ويستهدف الاقتراح التركي تجاوز وجود اقليم كوردستان لاقامة خطوط تجارة مباشرة بين تركيا والحكومة الاتحادية، وهو من المحتمل ان يربك العلاقات بين بغداد واربيل. وفي حين ان تركيا تساعد الحكومة العراقية على موازنة النفوذ الايراني، فان الكاظمي لا يريد ان يجازف بخسارة الدعم الممكن من القوى السياسية الاساسية في العراق عشية الانتخابات البرلمانية في تشرين الاول المقبل.

لكن تردد بغداد، قد يؤدي الى لجوء تركيا الى حكومة اقليم كوردستان من اجل تنفيذ خطتها حول النقاط العسكرية الجديدة. لكن الموقع الاميركي اعتبر ان اربيل قد لا تؤيد مثل هذا التحرك من الجانب التركي، لانه سبق للولايات المتحدة ان منعت الاتراك من انشاء مواقع لهم بالقرب من مناطق معبر فيشخابور - سيمالكا حتى لا يقطع الاتراك الشريان الوحيد للكورد السوريين مع الخارج، وهو ما يمكن ان يحدث الان.

ونقل الموقع عن مصادر قولها انه على الرغم من ان عائلة بارزاني مستعدة لتعزيز التعاون مع انقرة، الا انها لا تريد ان يتم جرها الى الصراع بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني، اذ قد يؤدي الى "حرب كوردية داخلية".

وفي الختام، فان كلا من بغداد واربيل تريد على الارجح ان ترى مدى التغيير الذي ستقوم به ادارة بايدن على الارض، قبل ان تقبل باية مطالب تركية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon