ما هو "إمتحان" الأسد لبايدن .. وهل يسقط فيه؟
شفق نيوز/ اعتبر معهد "المجلس الأطلسي" الأميركي في تقرير كتبه المبعوث الاميركي الخاص سابقا حول سوريا فريدريك هوف ان الأزمة السورية تمثل "امتحانا لادارة الرئيس جو بايدن" يجب ألا ترسب فيه.
صواريخ الأتارب
وبعد الاشارة الى الصواريخ التي تساقطت على مستشفى الاتارب السوري في 21 مارس/آذار وأدت الى مقتل 6 وجرح 17 آخرين، وهو مستشفى ممول من جانب جمعية طبية اميركية-سورية، ذكر التقرير الاميركي ان استمرار وجود عائلة الأسد ومساعديه في سوريا، بدعم من ايران وروسيا، "سيشكل تحديا للأمن القومي الأميركي وأمن الحلفاء والشركاء الذين تأمل الإدارة الجديدة باعادة بناء العلاقات معهم.
وفي حين اشار الى ان السياسة الخارجية مرتبطة بحماية الاميركيين في الداخل والخارج، تابع أن استمرار وجود عائلة الأسد ومساعديه في المشهد، فان "البقعة السوداء التي تقبع فيها سوريا، ستتعمق".
ورأى ان سوريا ستتحول الى ملاذ للارهابيين الاسلاميين من الايرانيين والقاعدة والمجموعات الداعشية، وستتحول الى تهديد للسلام والامن الدوليين في المنطقة وأبعد منها، أسوأ مما كان عليه الحال خلال العقد الماضي.
ولهذا، اضاف ان الاميركيين لن يكونوا محصنين مما يجري لسوريا، فما يحدث هناك لا يبقى هناك، ولم يبق هناك من قبل ولن يبقى.
الفائز الأكبر
وقال التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إن إيران هي الفائز الاكبر في سوريا، وهي تحاول ان تجعل من سوريا كلبنان، حيث لا دولة، ومكان يفتقر للحكم حيث بإمكان القوى الموالية لها، وبشكل خاص كحزب الله، ان تعمل بأمان وعلى المستوى العالمي كمبيضي أموال وإدارة تجارة مخدرات، واغتيالات وارهابيين.
وتابع ان المتطرفين الاسلاميين الآخرين هم أيضا فائزون محتملون، وفيما ينتشر الجوع والمرض، فانهم سيقدمون أنفسهم كبديل للأسد وإيران.
ويأمل تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، ان يعيد اقامة الخلافة من خلال التمرد، ويأمل بقوة أن تنهي الولايات المتحدة وجودها العسكري هناك.
واعتبر انه اذا ثبت ان النظام السوري هو الذي نفذ هجوم الاتارب، فمن المنطقي الافتراض أن الأسد انتظر شهرين ليحدد ما اذا كانت ادارة بايدن ستسلك طريق الانخراط الدبلوماسي مثلما أوصى "معهد كارتر" للأبحاث.
البقعة السوداء
ولم يستبعد التقرير أن يأتي بعد هذا الاختبار والانتظار السوري، هجوم بغاز الاعصاب السارين ضد المدنيين.
كما أعرب عن الاعتقاد بأن ادارة بايدن، كسابقاتها، "لن تتبنى سياسة تغيير النظام بالقوة".
وتابع أنه لا يجب عليها تنبئ هذه السياسة رغم اليقين بأن انزلاق سوريا إلى البقعة السوداء للفشل والفوضى- وهو أمر مرحب به من جانب المتطرفين الإسلاميين والإرهابيين من السنة والشيعة على السواء- يتسارع مع استمرار وجود عائلة الاسد في مكانها.
واضاف ان خياري الغزو والاحتلال مستبعدان من السياسة الأميركية الممكنة.
وفي المقابل، دعا التقرير الى تبني الخيار "الاجباري" المتمثل بالضربات الجوية لإجبار الأسد على دفع الثمن لتهديده السلام الإقليمي والعالمي باستهدافه المدنيين العزل، مذكرا بان 51 ديبلوماسيا اميركيا أوصوا بذلك في العام 2015.
وتساءل التقرير "هل تم تعلم أي شيء من الفشل بعدم الالتزام بهذه النصيحة؟".
الوكيل السوري
ذكر التقرير ان "الريس بايدن محق. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشبه وكيله السوري، قاتل. ويجب أن يقال لبوتين أن التحقيق في جرائم الحرب الروسية في سوريا، كما جاء في توصية من لجنة في الكونغرس العام 2019، يجب أن يبدأ".
وتابع أنه يجب تحذيره بأن أي عمليات قتل جماعية للمدنيين من جانب الاسد، سيتم الرد عليها عسكريا في الوقت والزمان الذي تختاره أميركا.
كما يجب على مشاورات ادارة بايدن مع الكونغرس حول التهديد الذي يمثله الأسد، ان تبدأ سريعا.
وختم بالقول انه بغض النظر عما ستقوله ادارة بايدن او تعرف به، فإنها تخضع لاختبار أولي يشرف عليه الأسد، الذي وصفه بانه استاذ للكثير من الدروس الصعبة للرؤساء الأميركيين.
واضاف ان "الرسوب في الامتحان، لن يكون بتداعيات صفرية. ويعتزم الاسد وحلفاؤه الحاق الهزيمة بالولايات المتحدة وتهديد أمن الأميركيين. وسنرى بشأن ذلك".
ترجمة: وكالة شفق نيوز