مؤتمر الجوار الإقليمي.. شامٌ أم مشرقٌ جديد تستعد له بغداد لزعامة المنطقة؟
شفق نيوز/ تسعى بغداد لاستخدام التحالف الأخير الذي أفرزته وقائع أربع قمم ثلاثية بين العراق والأردن ومصر، كـ"هيكل عظمي" عندما تحتضن مؤتمر دول الجوار الإقليمي، نهاية آب الجاري، لتعزز من الدور المحوري الذي تلعبه منذ عامين في المنطقة، وهذه المرة عبر كسب مزيد من التأييد الدولي، عندما تناقش سبل إنقاذ سوريا ولبنان من هاوية وشيكة.
بوابة للاستثمار والإعمار
مجلة "فورميكو" الإيطالية، أشارت في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن العراق بات يستخدم التفاهم الجديد مع مصر والأردن كمضاعف لطموحاته الدبلوماسية، ليكون "العمود الفقري للمؤتمر الدولي الذي يعتزم قادته استضافته في وقت لاحق من هذا الشهر، للحديث عن القضايا المطروحة في المنطقة.
وأضافت المجلة الإيطالية، أن من بين قادة العالم الذين قد يحضرون المؤتمر، "الفرنسي إيمانويل ماكرون، التركي رجب طيب أردوغان، والسعودي الملك سلمان، والإيراني إبراهيم رئيسي".
وهدف بغداد، وفقاً للتقرير الإيطالي، هو "بناء صورة صلبة وموثوقة في جميع أنحاء البلاد كوسيط وفاعل في الحوار على جميع الجبهات، من أجل جذب الاستثمارات لإعادة الإعمار، وكذلك كسب مكانة (المحاور) داخل المنطقة".
التحالف الثلاثي
أغراض مماثلة تتعلق بالاتفاقية الثلاثية مع عمان والقاهرة، أكدت المجلة الإيطالية، أن "الدول الثلاث تمضي قدما بهدف إجراء تجارب حقيقية حول التعاون الأمني والاقتصادي".
وأضافت أن "الشرق الأوسط منطقة مضطربة في حالة اختلال مستمر، حيث تسعى بغداد باتجاه العمق الإقليمي، لإطلاق آليات تحقيق الاستقرار"، مردفة بالقول "هذا هو تأثير بايدن، وهذا هو المدخل الذي طلبه الرئيس الديمقراطي الأمريكي، من حلفائه الإقليميين، وهو تجنب الصدامات والتوترات وتشجيع الحوار وديناميكيات التعاون لتسهيل فك الارتباط الأمريكي".
ونوهت مجلة "فورميكو" الإيطالية، إلى أن "من بين القضايا التي يطرحها الثلاثة (العراق، الأردن، ومصر) على الجميع هي الدفع لتسهيل الشراكة الاقتصادية-التجارية، فالجميع يعاني من آثار الوباء، والجميع يحتاج إلى المساعدة، وكذلك أفكار لمرحلة ما بعد الحرب في سوريا، وليبيا واليمن، وحل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وتبادل المعلومات والإجراءات بشأن القضايا الأمنية بالمنطقة".
ووفقاً للمجلة، تخضع كل من مصر والعراق والأردن في الواقع لديناميكيات مرتبطة بالتطرف الإسلامي، وجميعهم يتعاونون في مكافحة الإرهاب، مع مهام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وتابعت المجلة الإيطالية، بالقول "يسعى العراق عبر مؤتمره هذا، إلى الحصول على بنك من بين الشركاء الإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة لتحقيق أهدافه، رغم معاناة الداخل، من نفوذ قوي للميليشيات الشيعية".
الوساطة العراقية
ولفتت المجلة الإيطالية في هذا الصدد، إلى محاولات الحكومة العراقية مؤخراً للقيام بدور الوسيط بين المملكة العربية السعودية وإيران، وسابقًا بين إيران والولايات المتحدة"، لكن الآن وبفضل تحالفها مع عمان والقاهرة، "تحاول الاستفادة من هذه الأنشطة في اللحظة التي يمكن أن يدفعها المؤتمر الإقليمي إلى أن تكون اللاعب الأساس بالمنطقة".
وسمّت المجلة الإيطالية، التحالف الثلاثي "رفاق المنطقة الغريبين"، بينما أشارت إلى أن الزعماء الثلاثة أطلقوا على أنفسهم "الشام الجديد، أو بلاد الشام الجديدة، أو المشرق الجديد".
سوريا ولبنان
وفي حزيران الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية دعمها لمخرجات القمة الثلاثية التي احتضنتها بغداد، وهذا أمراً ليس هيناً وفقا للمجة الإيطالية، التي ختمت تقريرها بالقول إن "مشروع (المشرق الجديد) يمكن أن يصبح وسيلة لنقل إعادة الإعمار اللازمة في سوريا من جهة، ولمساعدة لبنان على الخروج من الهاوية من جهة أخرى، وهما قطعتان أساسيتان من سياسة إقليمية واسعة ومتفاوض عليها، سيسعى العراق إلى ترسيخهما في المؤتمر الجاري تنظيمه".