لمواجهة نفوذ إيران في عراق "متوازن".. بقاء أمريكي طويل الأمد في أربيل

لمواجهة نفوذ إيران في عراق "متوازن".. بقاء أمريكي طويل الأمد في أربيل
2024-09-11T16:41:33+00:00

شفق نيوز/ اعتبر معهد "صوفان" الأمريكي أن الاتفاق الأمريكي - العراقي الجديد لإعادة صياغة العلاقات الإستراتيجية بينهما، بعد تحويل الوجود العسكري من قيادة قوات التحالف إلى "شراكة ثنائية دائمة"، قد يبقي بعض الأفراد العسكريين الأمريكيين في العراق بموجب اتفاق طويل المدى، هدفه الأساسي مواجهة نفوذ إيران، بينما تحاول بغداد مواصلة موازنة علاقاتها ما بين طهران وواشنطن.

وذكر التقرير الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بأن العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق خضعت لعملية إعادة تقييم على مدى السنوات الخمس الماضية، منذ سيطرة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في آذار/ مارس 2019 على بلدة الباغوز السورية التي تعتبر آخر معاقل "الخلافة" التي أقامها تنظيم داعش، مضيفاً أن القوات الأمريكية نجحت بمساعدة بغداد في إعادة بناء قواتها المسلحة بعد انهيارها أمام هجوم داعش.

قادة الحشد

وأشار التقرير إلى أن قادة العديد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي بدأت بعد إلحاق الهزيمة بداعش، في التحرك لمطالبة الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق بالكامل، بالإضافة إلى شن هجمات على القوات الأمريكية، وهي مواقف تعكس إصرار طهران منذ فترة طويلة على ضرورة مغادرة جميع القوات الأمريكية المنطقة، وخصوصاً من البلدان الواقعة على حدود إيران.

وبعدما لفت التقرير إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت طهران تحرض بشكل مباشر على شن الهجمات على القوات الأمريكية، قال إن حكومة محمد شياع السوداني، سعت إلى تحقيق التوازن في علاقات العراق مع واشنطن وطهران، إلا أن الحرب في غزة، حيث تعارض الأغلبية الساحقة من العراقيين الدعم الأمريكي المفتوح للهجوم الإسرائيلي ضد حماس، وضع السوداني تحت وطأة الضغط المتزايد من أجل تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، أو إنهائه بالكامل.

وتابع التقرير قائلاً إن الهجمات الانتقامية الأمريكية ساهمت في مفاقمة الضغوط السياسية الداخلية على حكومة السوداني، بعدما صعدت هذه الفصائل من هجماتها الصاروخية على الجنود الأمريكيين منذ توغل حماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

إبعاد السوداني عن واشنطن

وقال التقرير الأمريكي إن هذه الهجمات جرى تنسيقها مع أعضاء اخرين في "محور المقاومة" الإيراني الذي يسعى إلى معاقبة إسرائيل والولايات المتحدة وإضعافهما، بينما يأمل قادة إيران أن يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى إخراج الولايات المتحدة من المنطقة بالكامل.

وذكر التقرير أنه في ظل استمرار حرب غزة من دون التوصل إلى حلّ، فإن المسؤولين الأمريكيين أدركوا أن هذه الضغوط التي يتعرض لها السوداني هي لإبعاد حكومته عن واشنطن، فحاول القادة الأمريكيون تلبية حاجات السوداني السياسية وفي الوقت نفسه، الحفاظ أيضاً على الجوانب الرئيسية للعلاقة الإستراتيجية مع بغداد، بما في ذلك الحاجة إلى منع عودة تنظيم داعش.

ولفت التقرير إلى ما نتج عن اجتماع كانون الثاني/ يناير الماضي للجنة المشتركة المتعلقة بإنهاء مهمة التحالف في العراق، والانتقال بالمهمة إلى شراكة إستراتيجية دائمة بين البلدين، وبما صدر أيضاً عن الرئيس جو بايدن والسوداني في نيسان/ أبريل الماضي حول مراجعتهما العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق والانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة.

كما أشار التقرير إلى ما ورد من وكالة "رويترز" قبل أيام عن أن الولايات المتحدة والعراق توصلا إلى تفاهم بشأن خطط انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق، لكنها ما تزال تتطلب موافقة نهائية من القادة الأمريكيين والعراقيين.

مجال التقاط الأنفاس

واعتبر التقرير، نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن الإطار الزمني المحدد للانسحاب الأمريكي على مدى عامين، يستهدف تأمين "المجال لالتقاط الأنفاس" لإجراء تعديلات محتملة إذا تغير الوضع الإقليمي.

وأضاف التقرير أنه "ليس من الواضح ما إذا كانت المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق ستغير عدد القوات الأمريكية في سوريا المجاورة التي تقاتل تنظيم داعش أيضاً، والتي يبلغ مجموعها الآن نحو 900 عسكري أمريكي".

وأشار التقرير إلى أن "النهاية المتفق عليها بشكل متبادل لوجود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، لا تعني أن جميع القوات الأمريكية ستغادر العراق"، حيث من المقرر أن يطور البلدان علاقة استشارية ثنائية جديدة قد تشهد بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق بعد الانسحاب، في إطار منع عودة داعش.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن المسؤولين الأمريكيين يدرسون أيضاً أهدافاً إستراتيجية أوسع خلال محادثاتهم مع نظرائهم العراقيين، حيث أنهم يقرون بأن الوجود الأمريكي هو بمثابة إستراتيجية مواجهة للنفوذ الإيراني ليس فقط في العراق ولكن في المنطقة الأوسع.

ولفت التقرير إلى أن قضية الاستعداد لمواجهة إيران أصبحت تحتل مقدمة ومحور التفكير في واشنطن، بعدما صعدت إيران وحلفاؤها في "محور المقاومة" من هجماتهم على القوات الأمريكية والإسرائيلية وحركة الشحن الدولي في إطار حرب غزة، مذكراً بأن القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة لعبت دوراً حاسماً في إحباط وابل الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي.

التمركز في أربيل

وأضاف التقرير أنه من أجل إزالة تحويل القوات الأمريكية إلى هدف للهجمات المدفوعة من إيران، فيبدو أن الولايات المتحدة والعراق اتفقا على بقاء قوات أمريكية وقوات أخرى من التحالف في أربيل، لمدة عام إضافي، وتحديداً حتى نهاية العام 2026 تقريباً، من أجل تسهيل العمليات المستمرة ضد داعش.

وختم التقرير بالقول إنه من المحتمل على المدى الطويل أن يكون الكثير من الوجود الأمريكي الدائم في العراق، أن لم تكن غالبيته، يتمركز في الشمال الذي يسيطر عليه الكورد، بعيداً عن الميليشيات المدعومة من إيران، مضيفاً أنه حتى في حال أخلت القوات الأمريكية مناطق العراق العربي، فإن التمركز الدائم للقوات الأمريكية، سيظل يشكل عنصراً مهماً في التفكير الإيراني.

ولفت التقرير إلى أنه برغم حرب غزة، واستعداد قادة إيران لتشجيع شركائهم في المحور على شن هجمات واسعة في المنطقة، فإن طهران لم تصل إلى حد اتخاذ أي إجراء يمكن أن يضعها في مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية.

وأضاف أن التواجد الدائم للقوات الأمريكية في العراق من شأنه أن يحقق الهدف الأساسي للسوداني ومؤيديه والمتمثل في تحقيق توازن في موقف العراق كحليف لكل من واشنطن وطهران.

ترجمة وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon