لماذا يسعى داعش نحو الصين؟
شفق نيوز/ قبل بضعة أيام توعد تنظيم "الدولة الإسلامية" لأول مرة بشكل مباشر السلطات الصينية بنشر عناصره في هذا البلد للثأر حسب التنظيم الإرهابي للانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون في الصين.
وقد ذكّر التنظيم بطلب كان قد عرضه في نهاية عام 2015 على المسلمين الصينيين بالانخراط في صفوفه.
وفي الأشهر الأخيرة لاحظ كل المهتمين بالإرهاب الذي يأتيه تنظيم “الدولة الإسلامية” أن هذا الأخير حريص أكثر مما كان عليه الأمر من قبل على التمكين لنفسه في الصين وفي الهند وبلدان أخرى تقع غالبيتها جنوب شرقي آسيا.
أما أسباب مساعي تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى النفاذ إلى هذه البلدان فهي متعددة ومنها أساسا تضييق الخناق عليه أكثر فأكثر في المواطن التي استطاع من خلالها فرض نفسه على العالم من خلاله ممارساته وسلوكياته وآلية البروباغاندا القوية التي يملكها.
وهناك أيضا أسباب أخرى تتعلق بما يعتبره تنظيم “الدولة الإسلامية” أوراقا تسمح له بالتكيف مع المستجدات.
وكان كثير من المحللين السياسيين قد شككوا خلال العامين الماضيين في قدرة التحالف الدولي على التصدي بنجاعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من العراق وسوريا وليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
ولكن انحسار مواقع التنظيم في هذه البلدان أصبح اليوم واقعا.
ومن العوامل التي تبرر حرص تنظيم “الدولة الإسلامية” على نقل أنشطته إلى الصين والهند والفليبين على سبيل المثال أن فيها أتربة خصبة لأيديولوجية التنظيم وأهدافه.
ففي الهند مثلا يَسهُل على التنظيم تمرير خطابه لدى قرابة مائة وسبعين مليون شخص يُتوقع أن يرتفع عددهم إلى أكثر من ثلاث مائة مليون نسمة في منتصف القرن الجاري.
وفي الصين يعول التنظيم على الانتهاكات التي تتعرض لها أقلية الأيغور المسلمة التي تعيش في شمال شرق البلاد.
بل إن تقارير عديدة خلصت إلى إن لدى هذه الأقلية عناصرَ مقاتلة في سوريا والعراق. وفي الفليبين كانت مجموعة أبي سياف الإسلامية من المجموعات الإسلامية الأولى التي أعلنت ولاءها لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي ماليزيا وإندونيسيا أهم البلدان الإسلامية من حيث عدد السكان، يرغب تنظيم “الدولة الإسلامية” في القيام بدور يرى أنه أساسي في مهامه هو إقناع المسلمين فيهما والذين يرون في غالبيتهم أنه تنظيم إرهابي بأنه مُحق في أطروحاته وأنهم مخطئون.
ولعل أهم ورقة يراهن عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في هذه البلدان هي التي تتمثل في إمكانية الاستثمار في سلاح خطير هو البروباغاندا عبر الإنترنت وعبر ما يسمى “الخلايا الإرهابية النائمة”
mcd