لم تستبعد حرباً شاملة.. رؤية عسكرية لبنانية تحدد نقطة التصعيد من جانب إسرائيل

لم تستبعد حرباً شاملة.. رؤية عسكرية لبنانية تحدد نقطة التصعيد من جانب إسرائيل
2023-11-08T17:07:04+00:00

شفق نيوز/ رأى الباحث العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد إلياس فرحات، أن إسرائيل لا يمكنها الانخراط الآن بحرب على جبهتين في الجنوب مع غزة، وفي الشمال مع لبنان، لكنه حدد في الوقت نفسه "نقطة الصفر" التي قد تدفع تل أبيب إلى تصعيد هجماتها على لبنان.

وأعلنت "المقاومة الاسلامية" في لبنان اليوم مثلاً عن ثلاث هجمات حتى الآن، استهدفت قوات إسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا وثكنة دوفيف وموقع بياض بليدا، بعدما أعلنت أمس الثلاثاء أنه كرد على استهداف إسرائيل إحدى نقاط  المقاومة في إقليم ‏التفاح، البعيد نسبياً عن مواقع الاشتباك التقليدية بمحاذاة الشريط الحدودي، فإن المقاومة قامت "باستهداف مرابض مدفعية العدو في فلسطين ‏المحتلة"، وهو هجوم طالت صواريخه على ما يبدو قواعد إسرائيلية في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

"الضربة الكبرى"

وفي تصريحات لوكالة شفق نيوز، قال العميد فرحات، وهو باحث بارز في الشؤون الأمنية والعسكرية وله العديد من المؤلفات والكتب، رداً على سؤال حول تهديدات إسرائيل تجاه لبنان بعدم شن هجمات أو استغلال الحرب في غزة، إنه "لا شك أن إسرائيل تلقت ضربة كبرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أربكت القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وهذا ما دفع قادة الغرب إلى التوافد على إسرائيل والولايات المتحدة وأن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن (إلى إسرائيل) ووزير الخارجية انطوني بلينكن الذي حضر مجلس وزراء أمني لمدة سبع ساعات ووزير الدفاع الذي اصطحب معه جنرالات أشرفوا على عمل القوات الإسرائيلية".

العميد المتقاعد إلياس فرحات

ولفت العميد فرحات إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت "جاهزة ونفذت غارات انتقامية على أهالي غزة من دون هدف تكتيكي ضد حماس، كما أن إسرائيل استدعت قوات الاحتياط وباشرت بالعملية البرية وما تزال متعثرة".

وبعدما ذكرّ العميد فرحات بأن الولايات المتحدة ذكرت لبنان وحزب الله ثم حذرت ثم هددت من أجل عدم فتح جبهة الشمال لكي تتفرغ إسرائيل لقتال حركة حماس، أوضح أنه برغم ذلك فإن "حزب الله أعلن في 7 تشرين الأول/ أكتوبر أنه لا يقف على الحياد وأنه منحاز للمقاومة في غزة وباشر في 8 تشرين الأول/ أكتوبر حرب مواقع وهاجم المواقع الإسرائيلية على طول الجبهة الممتدة من رأس الناقورة على الساحل غرباً إلى مزارع شبعا على جبل الشيخ شرقاً بمسافة نحو 110 كيلومترات وعمق يتراوح بين 2 و5 كيلومترات".

وفي إشارة إلى تجنب إسرائيل حتى الآن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب، قال العميد فرحات إنه "لا يتوافر لدى القيادة الإسرائيلية العديد الكافي من الوحدات العسكرية لمواجهة الوضع في الشمال، لذلك لم ترد بانتظار إنجاز ما قد تحققه في غزة".

الخط الأحمر الإسرائيلي

لكن العميد اللبناني حذر من أن "إقدام إسرائيل على الهجوم على لبنان سيفتح جبهة قوية ما يجعل من الصعب عليها العمل على جبهتين في الوقت نفسه".

وحول "نقطة الصفر" أو "الخط الأحمر" بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بالتطورات على الجبهة اللبنانية، قال العميد فرحات إن "الخط الأحمر الذي من الممكن أن تفرضه إسرائيل هو مهاجمة أهداف حيوية وإستراتيجية مثل القواعد الجوية والمدن الكبرى ومنشآت النفط والغاز".

وتابع قائلاً إنه "في حال حصول هجمات على مثل هذه الأهداف، فعندها تدخل إسرائيل في حرب شاملة".

وتأتي تصريحات العميد فرحات في ظل استمرار الهجمات على المستوى الإقليمي، حيث نفذت عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعد عسكرية أمريكية في العراق وإقليم كوردستان وسوريا، من جانب فصائل تحت لواء "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهو ما ينذر بحسب المراقبين، باحتمال اشتعال الموقف إقليميا، خصوصاً وأن حكومة "أنصار الله" اليمنية في صنعاء أعلنت حتى الآن عن خمس موجات من الهجمات الصاروخية والمسيرات عبر البحر الأحمر باتجاه إسرائيل.

الجبهة الحوثية

وفي مؤشر إضافي على خطورة المشهد المتوتر في المنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء أنها أسقطت اليوم طائرة أمريكية من طراز "ام كيو9" التجسسية أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي.

وأضافت أن القوات المسلحة اليمنية "تؤكد حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية"، محذرة من أن "التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعما ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني".

الرد الأمريكي والحرب العالمية

كما تأتي هذه التطورات فيما كثفت الولايات المتحدة من حضورها العسكري في المنطقة محذرة من تدخل "طرف ثالث"، حيث أرسلت حاملتيّ طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجنود.

وقد أعلن رسمياً أن الأمريكيين طلبوا من الحكومة العراقية العمل من أجل احترام اتفاقية التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن بما يلزم الحكومة العراقية بحماية القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية.

ورداً على سؤال عما إذا كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية نفسها قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب الجارية في غزة، قال العميد فرحات إن "تعرض القواعد الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات قوية سيؤدي إلى رد من الولايات المتحدة أما من القواعد نفسها أو من قواعد أخرى في تركيا والخليج أو من الأساطيل الأمريكية".

وأوضح العميد فرحات قائلاً إن هذا الرد العسكري الأمريكي "قد يتطور إلى حرب شاملة تشارك فيها إيران والقواعد الأمريكية  وتتسبب بإغلاق مضيقيّ هرمز وباب المندب، وإحداث أزمة في التجارة العالمية وزيادة أسعار النفط والغاز وربما اشتعال حرب عالمية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon