ألغام داعشية تقتل بالوكالة.. أطنان من المخلفات الحربية تهدد حياة سكان الانبار

ألغام داعشية تقتل بالوكالة.. أطنان من المخلفات الحربية تهدد حياة سكان الانبار
2020-11-08T11:18:30+00:00

شفق نيوز/ بعد مرور نحو ثلاث سنوات على طرد مسلحي تنظيم "داعش"، من آخر مدن محافظة الانبار غربي العراق، إلا أن سموم التنظيم ما زالت تكبد الانباريين خسائر في الأرواح بين وقت وآخر، من خلال مخلفات التنظيم الحربية، وخاصة الألغام والعبوات الناسفة التي تركها مسلحو داعش خلفهم قبيل هزيمتهم أمام القوات العراقية المشتركة.

أطنان من المخلفات

ورغم نجاح قوات الامن في رفع كميات كبيرة من تلك الألغام، إلا أن مسؤولا رفيعا في وزارة الداخلية يؤكد لوكالة شفق نيوز، بأن هناك عدة أطنان من مخلفات داعش ما زالت مدفونة وتهدد السكان خاصة مدن أعالي الفرات التي تشمل بلدات هيت والبغدادي وعنة وراوة وآلوس وجبة والقائم والرطبة وحديثة والنخيب وبلدات أخرى حدودية مع الأردن وسوريا والسعودية.

وبحسب المسؤول ذاته فإن قرب موسم الامطار ينذر بتجريف وإظهار قسم من تلك الألغام كما حصل شتاء العام الماضي، لكن بالوقت نفسه فإن الخطر الأكبر هو داخل المدن خاصة بالاحياء العشوائية وفي القرى والمناطق الزراعية، إذ سجلت الانبار منذ مطلع العام الحالي مقتل 18 مدنيا وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين من المدنيين بفعل عبوات تنظيم داعش، من بينهم ثلاثة أطفال قضوا جنوب الفلوجة.

وتعتبر بلدات الكرمة والفلوجة والقائم والرطبة أكبر مدن الانبار خطورة في عدد الألغام بفعل وضع تنظيم داعش ما تعرف بخطوط الصد الأولى لإعاقة القوات العراقية من التقدم لتحريرها من خلال العبوات الناسفة والالغام.

أشكال خبيثة

ومما يلاحظ أن ألغام داعش تأخذ أشكال خبيثة وفقا للناشط في مجال رفع الألغام علي الدليمي الذي يعمل ضمن منظمة محلية تلقت في وقت سابق مساعدة من الأمم المتحدة في هذا المجال

ويضيف الدليمي لوكالة شفق نيوز، أن التنظيم زرع ألغام في مناطق وأماكن لا تخطر على بال أحد، ومنها يمكن التأكد أنه كان يريد أن يقتل أكبر عدد من المدنيين وليس من قوات الامن

ويبين الناشط في مجال رفع الألغام؛ أن حملة توعية سابقة نجحت في توعية الأهالي من خطورة الاجسام الغريبة لكن تبقى الحوادث تقع وللأسف الضحايا أغلبهم من الحلقة الأضعف وهم الأطفال وفقدت فتاة في بلدة حصيبة ساقها قبل أسابيع بفعل أحد تلك الألغام.

وحصلت السلطات العراقية في الفترة الماضية، على مساعدات دولية من الأمم المتحدة وكذلك واشنطن في مواجهة ملف ألغام ومخلفات تنظيم "داعش"، لكن اتساع المشكلة في أكثر من محافظة وكثرة ما خلفه التنظيم من ألغام ومواد خطيرة تجعل من مهمة الإعلان عن تنظيف المدن المحررة أمرا مستبعدا بالوقت الحالي.

وفي عام 2018 أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تقديم 160 مليون دولارا لدعم جهود العراق رف الألغام ومخلفات التنظيم الحربية.

بيت مفجوع

إلى الجنوب من مدينة الفلوجة حيث مدينة بلدة النعيمية ما زال ثمة أكبر من منزل يتشح بالسواد حيث أزهقت الألغام خلال هذا العام سيدتان وثلاثة أطفال ورجل مسن، وجميعهم قضوا بانفجار ألغام تركها داعش بمناطق زراعية او طرق طينية غير معبدة

وتعمل حكومة الفلوجة المحلية على معالجة ذلك وحققت نجاحات واضحة لكن التحدي يبدو أكبر من قدرات المدينة المحلية وبحاجة لتدخل الحكومة الاتحادية .

وفي تصريح لـ"شفق نيوز" أكد مصطفى العرسان نائب محافظ الانبار للشؤون الإدارية، بأن عمليات إزالة الألغام لا تزال قائمة منذ تحرير المحافظة وحتى الآن، مبيناً في تصريحه بأن ضعف الإمكانيات التقنية والمادية تتسبب بتلكؤ العملية، مؤكدا في الوقت ذاته بأن تم اتخاذ إجراءات عديدة لحماية السكان من هذه المخلفات، ومنها؛ وضع إشارات تحذيرية ونشر عناصر أمنية لمنع المواطنين من الدخول او الاقتراب من هذه الأماكن.

فرحة لم تكتمل

تقول أم أحمد الجميلي التي فقدت ابنها قبل أشهر بأنها لا يمكن أن تلوم أحد غير داعش في قتل ابنها، وتضيف لـ"شفق نيوز"، فرحنا بعودتنا لمنازلنا وأننا لم يمسنا شيء من إرهاب داعش ومرحلة النزوح حيث كنا ضيوفا على الإقليم، لكن يبدو أن الموت كان بانتظارنا بعد نهاية العاصفة.

وتطالب أم أحمد بحملات لمسح البلدة والتأكد من عدم وجود أي ألغام أخرى حتى لا تفجع أم ثانية بأحد أطفالها.

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon