لتعميم "الهدنة العراقية".. محادثات أمريكية - إيرانية لمنع اشتعال الصراع
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "ذي ناشيونال" الصادرة بالانكليزية، ان المحادثات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وايران، تسعى الى البناء على تفاهم التهدئة غير المعلن في العراق مع الفصائل العراقية المسلحة، وذلك بتوسيعها لتصبح سارية على جبهات اخرى في المنطقة.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان وسائل الاعلام الايرانية أكدت حدوث الجولات الاخيرة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، لكنها قالت انه تركز على قضية رفع العقوبات المفروضة على ايران، والتي من المعتقد أنها الحافز الرئيسي لمبادرة طهران المتزايدة للحد من الصراع الإقليمي.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع قوله تعليقه على المحادثات أن "هناك مساع أمريكية واضحة لكي يحافظ الايرانيون على ضبط النفس النسبي الذي يمارسونه من طرفهم، خصوصا على الجبهة العراقية، حيث تستمر هدنة غير رسمية منذ أكثر من شهر".
وذكر التقرير بأن واشنطن جددت مؤخرا الإعفاء من العقوبات الذي يمنح إيران امكانية الحصول على 10 مليارات دولار من الأموال المجمدة، وهو إعفاء يسمح لطهران باستخدام عائدات الكهرباء من العراق لدعم الميزانية وسداد الديون، ويأتي بعد مرور 4 شهور على إعفاء مشابه.
ونقل التقرير عن مصدر مقرب من جماعة "حزب الله" في لبنان قوله انه يبدو ان هذا الاعفاء هو احد المؤشرات على أن إدارة الرئيس جو بايدن "تظهر مدى استعدادها لكسب الإيرانيين في هذه الفترة الحساسة من الحرب في غزة، ومع بدء دق طبول الحرب الانتخابية في الولايات المتحدة"، مضيفا انه "لا يبدو ان بايدن مستعد لمغامرة كبيرة قد تستهلك المزيد من رصيده السياسي".
وبعدما لفت التقرير إلى أن واشنطن وطهران خاضتا طوال سنوات محادثات من خلال وسطاء في عمان وجنيف ومدن أخرى تتعلق طموحات طهران النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية ومناطق النفوذ الاقليمية، الا انه قال ان المحادثات الاخيرة في سلطنة عمان تحولت نحو الحفاظ على الأمن الإقليمي وإيجاد سبل لمنع نشوب حرب واسعة في الشرق الأوسط بعد هجوم حركة حماس في 7 اكتوبر/ تشرين الاول، والذي أشعل شرارة حرب اسرائيل في غزة وأدى إلى تعبئة الفصائل المسلحة المتحالفة مع ايران في كافة أنحاء المنطقة.
وذكر التقرير بأن الفصائل المسلحة في العراق وسوريا شنت هجمات على القوات الامريكية في سياق جبهة منسقة منذ اندلاع الحرب في غزة للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.
وتابع التقرير نقلا عن مصادر في بغداد وبيروت قولها ان الضربة الاخيرة التي نفذتها هذه الفصائل كانت في 4 فبراير/ شباط الماضي، مضيفة أن وقف الهجمات ضد القوات الأمريكية كانت جزءا من "هدنة غير معلنة" شملت طهران والحكومة العراقية، وذلك بعد الهجوم الذي أوقع 3 قتلى أمريكيين على الحدود الأردنية السورية، ونسبتها واشنطن الى "المقاومة الاسلامية في العراق" المدعومة من ايران، والتي تضم "كتائب حزب الله".
ولفت التقرير إلى أن قائد قوة القدس اسماعيل قاآني سافر بعد ذلك إلى بغداد واجتمع مع قادة الفصائل من أجل الدفع نحو انفراج سريع.، وبعدها بوقت قصير، أعلنت كتائب حزب الله تعليق عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق لمنع "أي إحراج" للحكومة في بغداد، فيما قال مصدر في بيروت من المقربين الى الجبهة المناهضة لاسرائيل انه "من الصعب ألا نتصور أن الأمريكيين جزء من ذلك".
وتابع التقرير ان حزب الله في لبنان يشن حرب استنزاف مضبوطة ضد اسرائيل، بينما خصصت الولايات المتحدة جهودا كبيرة من أجل تحقيق هدنة ومنع تفاقم الصراع، حيث أن حربا كهذه قد تكون لها عواقب مدمرة على لبنان واسرائيل، وربما تتسبب بإشعال مواجهة اقليمية اوسع.
وأضاف التقرير أنه بينما يرفض حزب الله المحاولات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة للدعوة إلى هدنة قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، فإن الحزب لم يظهر أيضا اهتماما كبيرا بتوريط نفسه بحرب كبيرة مع اسرائيل، في حين ان اسرائيل نفذت هجمات أكثر عمقا داخل لبنان في الأسابيع الأخيرة، بهدف إبعاد الحزب من الجنوب باستخدام تكتيك وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنه ام من خلال الدبلوماسية او القوة.
ونقل التقرير عن مصادر في بيروت قريبة من الجهود الدبلوماسية الجارية، قولها إن الترتيب لبدء المفاوضات لإنهاء الصراع الحدودي بين لبنان واسرائيل يتقدم على الرغم من المخاوف من حرب واسعة النطاق مع حزب الله، حيث يتوسط في الصفقة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو رئيس حركة أمل المقربة من حزب الله، حيث انه لا يوجد تواصل أمريكي مباشر مع حزب الله.
وبحسب مصدرين سياسيين مقربين من حزب الله، فإن إسماعيل قاآني سافر إلى لبنان عدة مرات خلال الشهور الاخيرة من اجل الاجتماع بزعيم حزب الله حسن نصر الله والبحث في سبل مواصلة الضغط على إسرائيل من دون الدخول في حرب واسعة. لكن أحد المصادر قالت ان "الإيرانيون لم يذهبوا ليقولوا لنصر الله: لا نريد التورط في الحرب مع إسرائيل”. وبدلا من ذلك، ذهبوا لتنسيق عمل فيلق القدس (مع حزب الله)".
وذكر التقرير بأن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين قالوا لصحيفة "الفايننشال تايمز" في الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع إيران في كانون الثاني/ يناير الماضي في سلطنة عمان من أجل محاولة إقناع طهران باستخدام نفوذها على حركة "انصار الله" الحوثية في اليمن من اجل انهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وبرغم ذلك، قال التقرير إن دبلوماسيا غربيا رفيع المستوى، قام مؤخرا بجولة على الخطوط الامامية بين اسرائيل ولبنان، شكك في قدرة واشنطن على الحد من التأثير الإقليمي للصراع في غزة، وخاصة في لبنان، قائلاً إن "الحرب الإقليمية متواصلة بالفعل"، مشيرا الى الجبهة بين حزب الله وإسرائيل، مضيفا ان حرب غزة كشفت عن ضعف اسرائيل في مواجهة أي هجمات متعددة الجوانب من قبل الفصائل المتحالفة مع إيران، حيث يمتلك حزب الله انفاقا عسكرية وقدرات صاروخية أكثر تفوقا من حركة حماس.
وتابع التقرير أن التهديد الوجودي الذي فرضته هجمات حزب الله بعد 7 اكتوبر/تشرين الاول الماضي والذي ظهر في عدم قدرة عشرات الالاف من السكان الاسرائيليين على العودة الى بلداتهم الحدودية الشمالية، يسلط الضوء على دوافع اسرائيل لدفع عدوها إلى التراجع.
ونقل التقرير عن المصدر المطلع قوله "إن الوسيلة الوحيدة للتعامل مع هذا التهديد هي إبعاد حزب الله بشكل كبير عن الحدود، وليس مهماً ما اذا كان الامريكيون يوافقون على ذلك، لان الاسرائيليين لا يستمعون إليهم على أي حال".
ترجمة: شفق نيوز