لاجئة عراقية.. تجاوزت 3 حروب لتجد نفسها في "اليوغا"
شفق نيوز/ نجت زينب جوادي من ثلاثة حروب في وطنها العراق، جعلتها برغم هجرتها إلى أستراليا، تعاني من صدمات وأزمات نفسية، لكنها اختارت التعامل معها ومواجهتها، والانتقال من دور الضحية إلى دور المعلمة التي تساعد من يعاني من ضغوطات الحياة على التأقلم والنجاح، عبر اليوغا.
وتناول تقرير لشبكة "اس بي اس" الاسترالية قصة زينب جوادي التي جاءت الى استراليا في العام 2013 كلاجئة، وهي تحمل معها معاناة من 3 حروب في العراق، ثم تحديات كونها لاجئة، وتواجه ضغوطات نفسية شديدة، لكن اليوغا انقذتها".
ممارسة اليوغا
وذكر التقرير الأسترالي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز: "عندما تسببت المشكلات العائلية في تفاقم شعورها بالتوتر، لجأت جوادي الى هذا النشاط الجديد بالنسبة إليها ولاحظت أن حالتها النفسية تحسنت بشكل كبير نتيجة لذلك حيث بدأت بممارسة اليوغا، من خلال دورة مجانية مخصصة للاجئات، وهو ما ادى الى تحسين صحتها النفسية بدرجة كبيرة".
ونقل التقرير، عن جوادي قولها إنها "بدأت تشعر باختلاف واضح في وضعها بعد كل جلسة يوغا كانت تشارك فيها، وبدأت الآلام التي تعاني منها في ظهرها تتلاشى شيئا فشيئا وتحسنت حالتها النفسية حيث كانت تعاني من الاكتئاب".
وبحسب كلية جون هوبكنز للطب، فإن لليوغا فائدة على الصحة الجسدية والنفسية للأشخاص من كافة الاعمار، كما انها من الممكن ان تكون جزءا من علاج الذين يعانون من امراض مزمنة وقد تسرع في شفائهم. اما الهيئات الصحية في الولايات المتحدة فانها تشير الى وجود ادلة علمية تظهر ان اليوغا تساعد في التعامل مع الإجهاد وتعزيز الصحة النفسية والطعام الصحي وفقدان الوزن والنوم بشكل جيد".
وقالت معلمة اليوغا دانيال بيج، إنها "لاحظت اهتمام تلميذتها جوادي وشجعتها على أن تتقدم بطلب من أجل الحصول على منحة لدراسة اليوغا لكي تصبح معلمة أيضاً".
أما جوادي فقالت إنها "تقدمت في العام 2019 بطلب للحصول على منحة من منظمة "ستارتس" المتخصصة التي تقدم العلاج والمساعدة النفسية لمساعدة الناس والمجتمعات على التعامل مع اثار الصدمات واعادة بناء حياتهم في استراليا".
وأضافت جوادي، أن "المنحة ساعدتها على أن تصبح معلمة وليس فقط مدربة"، ووفقاً للتقرير فقد واجهت جوادي بعض التحديات اثناء دراستها في منطقة ليست مألوفة لها كمهاجرة، كما ان وجودها كمحجبة ومغادرتها المكان لاداء الصلاة، تساؤلات بعض المشاركين في الدورة التدريبية، لكنها شرحت لهم انها كمسلمة بامكانها "الاستفادة من الثقافات الاخرى طالما ان هذا لا يؤثر علينا بشكل سلبي".
تقاليد قديمة
ولفت التقرير، إلى أن "فلسفة اليوغا ترتبط بالتقاليد الهندية القديمة ومن المعتقد انها تساعد العقل والجسم على فعالية التواصل مع بعضهما البعض، مضيفا ان انتشار اليوغا في السنوات الاخيرة تزايد، وهو ما ساعد الكثيرين على الاسترخاء وسط نمط الحياة السريع والمزدحم".
وزاد التقرير الأسترالي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، حديثه عن جوادي، بالقول إن "رحلتها مع اليوغا كممارسة ثم كمعلمة عززت رغبتها في ان تنقل تجربتها الايجابية هذه الى الاخرين لكي يستفيدوا منها".
الناجيات اللاجئات
واوضحت السيدة العراقية "اردت ان اساعد الاخرين في التغلب على الامهم النفسية والجسدية، وخاصة اللاجئات".
ومنذ أن أصبحت معلمة لليوغا، قامت جوادي بتدريس مجموعات مختلفة من الآتين من خلفيات ثقافية متعددة، بما في ذلك جماعات عراقية عانى أفرادها من النزاعات وظروف عدم الاستقرار.
وقالت جوادي، بحسب التقرير الأسترالي، إنها "لم تكن على اطلاع واسع حول اليوغا، قبل مجيئها إلى أستراليا"، مشيرة إلى عدم "وجود إلمام كاف بدور اليوغا في المجتمع العربي".
وتابعت جوادي مبتسمة: "البعض يعتقدون أن اليوغا هي فقط تلك الحركة الشهيرة التي يجلس فيها الشخص ويضع كف اليد تحت الذقن، لكن هناك الكثير من الوضعيات الاخرى".