لأن روسيا ليست العراق.. لماذا فكرة الحظر الجوي خطيرة في أوكرانيا؟
شفق نيوز/ خلص موقع "يورواسيا ريفيو" الأوروبي إلى أن فكرة فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، مثلما طالب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ونواب في الكونغرس الأمريكي، لا تشبه ما جرى في العراق، وهي فكرة محفوفة بالمخاطر قد تقود إلى اندلاع حرب نووية عالمية.
وأوضح الموقع الأوروبي في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بداية ان بعض اعضاء الكونغرس الامريكي تساءلوا عن سبب عدم قيام حلف الناتو بإنشاء منطقة حظر طيران في أوكرانيا مشابهة لتلك التي فرضتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على العراق بين حربي العراق.
وتابع التقرير؛ أن هذه الفكرة محفوفة بالمخاطر وذلك لأسباب عدة، مضيفا ان الاكثر اهمية من ذلك هو ان العراق كان دولة قوية من الدرجة الثانية، والتي تعرضت لتوها لهزيمة كارثية في حرب الخليج الأولى في العام 1991، بالاضافة الى ان اي محلل مسؤول لم يكن يعتقد انها تمتلك سلاحا نوويا وقتها عندما جرى تطبيق منطقة حظر الطيران.
وفي المقابل، أوضح التقرير أن روسيا ما زالت احدى الدولتين العظميين النووية، مضيفا أن إقامة منطقة حظر طيران في أوكرانيا في حين يشن الروس حربا برية قد يؤدي الى تصعيد نحو حرب نووية بين القوى العظمى.
واستهل التقرير بالتوضيح التالي: إن مصطلح "منطقة حظر الطيران" يبدو غير مؤذ، وأن معناه يقتصر على مراقبة الأجواء فوق كل أو أجزاء من أوكرانيا من خلال الطائرات الامريكية وحلف الناتو، مضيفا ان ذلك قد يقود الى تصعيد نحو حرب نووية، لان روسيا تريد ايضا استخدام المجال الجوي الأوكراني لمساندة قواتها العسكرية البرية.
ولهذا، لفت التقرير انه قبل ان تبدأ طائرات الولايات المتحدة وحلف الناتو بدوريات أمنية في الأجواء لفرض منطقة الحظر، فإنه يتحتم تدمير الطائرات الحربية الروسية في الجو او خلال وجودها في المطارات بالاضافة الى صواريخ الدفاع الجوي المتطورة على الأرض، وسيتطلب كل ذلك شن هجمات مباشرة تستهدف قوة نووية عظمى، أي روسيا، وهو باختصار، يمثل عملا حربيا.
وذكر التقرير؛ بأن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة، تجنبتا بحرص عدم الزج بقواتهما العسكرية في اقتتال مباشر على نطاق واسع، وهما قامتا بذلك من اجل تجنب مثل هذا التصعيد نحو اشتباك النووي، مشيرا الى ان الدولتين ربما كانت تقدمان الاسلحة والمعدات لقوات حليفة بالوكالة في مختلف دول العالم في سياق تنافسهما عالميا، لكن كان من بين المحرمات الاقتتال المباشر بين جيوش القوتين النوويتين العظميين.
وتابع التقرير أنه رغم انتهاء الحرب الباردة، الا ان روسيا والولايات المتحدة ما زالتا وحدهما تملكان القوة ل "تبخير" جزء كبير من العالم في حال انفجار حرب نووية، ولهذا فإن السياسة الحكيمة القائمة ما زالت تعني عدم الزج بالقوات المسلحة للقوتين النوويتين العظميين في احتكاك مباشر.
ولفت إلى أن هذا هو سبب رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ بداية الازمة في اوكرانيا، إرسال قوات الناتو لمساعدة الأوكرانيين في حالة قامت روسيا بالغزو.
وفي ظل هذه المحرمات، اعتبر التقرير أن بإمكان الولايات المتحدة أن تكتفي بإرسال معدات وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات لصالح القوات الاوكرانية لضرب والتصدي للقوات الروسية.
كما دعا التقرير إلى استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بفرض عقوبات قاسية على روسيا ، لكن حتى الآن، لم يتم المساس بصادرات النفط والغاز الروسية، وهي الصادرات الاساسية لموسكو، وذلك لان دول الغرب تحتاج الى هذه الواردات لاقتصادها وربما حتى لاستقرارها السياسي.
ولهذا، ختم التقرير بالدعوة الى تعليق أو إلغاء اللوائح الناظمة الامريكية والغربية المطبقة على أسواق النفط والغاز، ما سيؤدي الى تراجع اسعار النفط العالمية وبالتالي خفض عائدات روسيا من واردات النفط.
وتابع قائلا ان "توسيع نطاق السلاح المباع الى اوكرانيا وخفض أسعار النفط العالمية عن طريق رفع القيود، هو أفضل بكثير من انشاء منطقة حظر طيران خطيرة يمكن ان تؤدي الى كارثة".
ترجمة: وكالة شفق نيوز