كورونا يفتك بمدينة عراقية: "المصاب يبقى في المنزل لحين وفاته"
شفق نيوز/ ضجت مواقع التواصل الإجتماعي في الأيام الأخيرة، بمناشدات ومطالبات بضرورة تدخل الكوادر الصحية لإنقاذ مدينة حديثة غربي محافظة الأنبار، من وباء كورونا الذي فتك بسكان المدينة.
وكالة شفق نيوز رصدت عددا من تعليقات أبناء حديثة على هذه الحالة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والذين عبروا عن غضبهم من الإهمال الصحي الذي يعاني منه القضاء.
تواصلت الوكالة مع الجهات ذات العلاقة، والتي أشارت إلى أن حال حديثة مع الوباء لا يختلف عن باقي مدن المحافظة أو البلاد بصورة عامة، إلا أن عدم امتلاك المواطنين الوعي بخصوص الإجراءات الوقائية من الفيروس أو حتى كيفية العلاج منه، أدت إلى وفاة العديد من المصابين، الأمر الذي جذب انتباه المواطنين، متناسين السبب الرئيسي وراء ذلك.
وأوضح قائممقام قضاء حديثة مبروك الجغيفي، أن "أعداد الإصابات بين سكان قضاء حديثة لا تختلف عن باقي أقضية المحافظة، إلا أن المصابين في حديثة لا يحاولون اللجوء إلى المستشفى أو مراكز الحجر الصحي لأخذ العلاج، ولا يتم إعلام الجهات ذات العلاقة بالمصاب إلى أن يتمكن منه الفيروس بالكامل، ثم يتم الإبلاغ عنه بعد فوات الأوان".
وأضاف خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الشهر الحالي شهد تسجيل أكثر من 12 حالة وفاة بكورونا في حديثة"، لافتا إلى أن "زيادة الإصابات جاءت بسبب المناسبات والولائم التي يقيمها شيوخ ووجهاء المدينة، لكن حتى الآن الإصابات ليست خارج السيطرة".
وبين الجغيفي، أن "عدم وعي المواطن بخطورة الفيروس وكيفية التعامل معه، يعد واحدا من أهم الأسباب وراء زيادة أعداد المصابين، فضلا عن الحظر الصحي الذي تم تطبيقه في الأنبار لم يكن مقنعا، كون ساعات يتم فيها تطبيق الحظر وأخرى يتم فتحه، بالإضافة إلى أن محال الغذائية والعديد من المحال الأخرى مفتوحة على مدار الساعة، وهذا يعني أنه لا فائدة من تطبيقه".
وأشار إلى اتخاذ عدد من الإجراءات للحد من تفشي الوباء بين المواطنين في حديثة، تضمنت "إطلاق حملات تعفير المدارس التي شهدت أيضا تسجيل عدد من الإصابات، وفيما يخص طلبة المراحل الابتدائية الأول والثاني والثالث والسادس، والثالث متوسط والسادس الإعدادي، الذين يكون دوامهم حضوريا، تمت التوصية بأن يكون تدريسهم إلكترونيا في الوقت الحالي، للحد من تفشي الوباء بينهم".
ونوه الجغيفي، إلى توجيه القوات الأمنية والكوادر الصحية على "إجبار المواطنين بارتداء الكمامات وعدم السماح بالتجمعات وإقامة الولائم والمناسبات"، مستدركا القول ولكن "لا يمكن محاسبة أولئك الذين يقيمون التجمعات داخل المنزل".
وتابع المسؤول المحلي قائلا "يمكننا غلق الأسواق والمحال وفض التجمعات في الشوارع، لكن لا يمكننا طرق أبواب المواطنين ونحاسبهم بحجة لماذا هذا التجمع في المنزل؟".
وبشأن إقبال المواطنين على اللقاحات، أوضح الجغيفي، أن "إقبال المواطنين على تلقي اللقاحات المضادة لكورونا ضئيل جدا، حيث قام بالتلقيح قبل يومين في إحدى المراكز، وكان تسلسله 500، وسكان حديثة أكثر من 120 ألف نسمة"، مردفا بالقول "لا يمكننا القول إن إقبال المواطنين على تلقي اللقاحات بلغ نسبته 10% حتى".
وفند الجغيفي، ما أطلقه سكان حديثة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حول انعدام وجود الأوكسجين في مستشفى حديثة، وأن مركز الحجر الصحي ممتلئ بالمصابين، بالقول "كلام عار عن الصحة"، مبينا أن "مركز الحجر يأخذ 30 مصابا، والآن لا يوجد فيه سوى 7 مصابين فقط، ولا يوجد هناك أي تقصير من دائرة صحة الأنبار، والأوكسجين متوفر".
من جهته، قال مدير عام صحة الأنبار خضير خلف شلال، لوكالة شفق نيوز"، إن "أقضية المحافظة جميعها يوجد بها مصابون، وفي بعض الأحيان تزداد في قضاء وتقل في آخر، ولكن الآن الوضع الصحي طبيعي، ولا يوجد في الأنبار أي منطقة موبوءة، وفعلا بدأنا بتسجيل ارتفاع في إعداد المصابين، لكن الأمر تحت السيطرة".
وأضاف شلال، أن "هناك فرقا صحية منشرة في كل أقضية ونواحي المحافظة، ويوجد 12 قطاع رعاية صحية أولية، وأكثر من 180 مركزا صحيا، والكوادر جميعها مدربة بشكل جيد، وكل مستشفيات المحافظة شهدت فتح ردهات عزل لمرضى كورونا، أي أن الأمور مسيطر عليها بالكامل".