كورونا واسراب الجراد وسط تطاير الصواريخ.. ماذا يحدث في العالم؟

كورونا واسراب الجراد وسط تطاير الصواريخ.. ماذا يحدث في العالم؟
2020-03-18T15:26:52+00:00

شفق نيوز/ يقول إيشان ثارور في تقرير له في صحيفة "واشنطن بوست"، إن بؤرة وباء فيروس "كورونا" انتقلت إلى الغرب. إذ ترتفع أعداد المصابين بسرعة كبيرة على جانبي المحيط الأطلسي، ويتوقع مسؤولو الصحة العامة أن الأسوأ لم يأت بعد في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وشهدت إيطاليا يوم الأحد 15 آذار الجاري أعلى معدل وفيات لها على مدار 24 ساعة مرتبطة بالفيروس التاجي. وأغلقت ألمانيا حدودها مع عدد من الدول الأوروبية المجاورة. وفرضت فرنسا، وإسبانيا، عمليات إغلاق كبيرة على مدنهما وبلداتهما».
ويوضح انه على صعيد آخر تحذر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" من أن أسراب من مئات المليارات من الجراد بدأت تظهر في القرن الأفريقي. وتكافح الحكومتان في إثيوبيا وكينيا لتجميع ما يكفي من الطائرات التي يمكن أن تستهدف الأسراب بالمبيدات الحشرية، في حين تحذر وكالات الإغاثة من عدد لا يحصى من المحاصيل التي سيدمرها الجراد في المنطقة.
ويقول ثارور انه وسط عدم اليقين والرهبة من هذه اللحظات غير المسبوقة هل يمكن أن يُغفر لك عدم الاهتمام بالتطورات الأخرى في العالم. لذا إليك ملخص سريع.
وليس بعيدا عن أوقات انتشار كورونا ووابل الجراد يلفت الى تصاعد الأعمال العدائية بعد أشهر من اغتيال الجنرال قاسم سليماني. فمؤخرا، أصاب وابل من الصواريخ أطلقتها ميليشيا شيعية موالية لإيران قاعدة عسكري في العراق؛ مما أسفر عن مقتل أمريكيين وجندي بريطاني متمركزون هناك. وردت الولايات المتحدة بضربات جوية استهدفت مواقع مرتبطة بميليشيا كتائب «حزب الله» العراقي. وقتل ما لا يقل عن خمسة من أفراد قوات الأمن العراقية في الضربات؛ مما أثار غضب السلطات في بغداد مرة أخرى بسبب «انتهاك السيادة الوطنية السافر".
ويشير ثارور إلى البيان الذي أصدرته الحكومة العراقية بعد القصف، وحذرت فيه من مثل هذا العمل الأمريكي الأحادي ضد الميليشيات المرتبطة بإيران. وجاء في البيان: «إن تحركات هذه لن تحد من هذه الأعمال، بل ستغذيها وتضعف قدرة الدولة العراقية على توفير الأمن، وتوقع المزيد من الخسائر للعراقيين». وكررت مطالب برلمانية عراقية برحيل القوات الأمريكية من البلاد.
لكن يظهر ان الضربات الجوية الأمريكية لم تكن رادعة. فقد واجهت القوات الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في معسكر التاجي شمالي بغداد، هجمات صاروخية متجددة بعد ذلك الهجوم، مع وقوع ما لا يقل عن خمس إصابات.
وارتباطا بالخوف من التجمعات والهلع يلفت إيشان ثارور في تقريره في "واشنطن بوست"، الى بروز الإقبال ضعيفًا إلى حد ما في الجولة الاولى من الانتخابات المحلية الفرنسية يوم الأحد 15 آذار بسبب المخاوف بشأن فيروس «كورونا» إذ ذهب أقل من 50% من الناخبين إلى صناديق الاقتراع للتصويت لرؤساء البلديات في البلاد. وأظهرت النتائج الأولية أداءً قويًا لأحزاب يسار الوسط والخضر. ومع ذلك هناك احتمال أن يتم إلغاء الجولة الثانية من التصويت مع تشديد تعليمات الإغلاق في البلد. وقد يبطل هذا نتائج عطلة نهاية هذا الأسبوع.
وفضلا عن الخوف من مصير الهجرة المجهول فان اخبار انتشار وباء كورونا تضيف رصيدا آخر الى محنة السوريين بسبب الحرب ويقول ناشطون ان «الوضع في إدلب مريع. أجبر مليون مدني على الفرار من منازلهم في الأشهر الثلاثة الماضية. وأجبرت المخيمات المزدحمة الكثيرين على العيش في العراء، وتعرضوا لطقس الشتاء القاسي لدرجة أن بعض الأطفال تجمدوا حتى الموت. والبعض الآخر يتضور جوعًا».
وفي اخبار تركيا وأزمة كورونا يلفت تقرير الـ "واشنطن بوست" الى انه في اجتماع مع الصحفيين في واشنطن عقد فبل ايام، يحذر السفير التركي لدى الولايات المتحدة سردار كيليتش من أن حكومته لا تملك سوى القليل من الوسائل للتحقق من انتشار فيروس «كورونا» بين اللاجئين السوريين في حالة حدوث موجات نزوج جديدة عبر الحدود التركية.
وليس بعيدا عن الأجواء الموبوءة بكورونا وانها ربما تكون الوجه السياسي لنتائجها وربما محاولة لاستباقها حدث تحول درامي في السياسة في إسرائيل – يؤكد ثارور – التي شهدت ثلاثة انتخابات في أقل من عام فشلت في إسقاط حكومة ائتلافية مستقرة. عندما جرى التصويت قبل اكثر من أسبوعين، بدا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيفوز برئاسة الحكومة المقبلة. ولكن حتى مع دعم كتلة من الأحزاب اليمينية والدينية، حصد نتنياهو أقل من 61 مقعدًا المطلوبة للعودة إلى السلطة.
وذكرت روث إجلاش من صحيفة «واشنطن بوست»: «يظهر أن جانتس، الذي فاز حزبه بـ33 مقعدًا، قد شكل تحالفات في الأيام الأخيرة مع شريكين غير متوقعين: القائمة المشتركة للأحزاب العربية، التي حصلت على 15 مقعدًا، والحزب العلماني القومي اليميني برئاسة أفيجدور ليبرمان، الذي فاز بسبعة مقاعد. تتباين أيديولوجيات المتحالفين إلى حد كبير، لكنهم يشتركون في هدف الإطاحة بنتنياهو وتبني قيادة جديدة في إسرائيل». واشارت إجلاش إلى أن ذلك قد لا يكون كافيًا، فما زال أمام جانتس مهمة ضخمة
وفي الجانب الآخر من العالم الذي يظهر ان وباء كورونا لم يؤثر فيه كثيرا بعد أي أمريكا اللاتينية فانه في بوليفيا وبعد المغادرة الدراماتيكية للرئيس اليساري إيفو موراليس العام الماضي. لكن كما شاع مؤخرًا، فإن النظام المؤقت بقيادة جانين شانيز اليمينية بالكاد قد أعلن عن تدابير ديمقراطية موحدة. «منذ أن أدت اليمين الدستورية، اعتقلت شانيز المناهضة للاشتراكية مئات المعارضين، وقمعت الصحفيين وخلفت حملة السلام الوطني 31 قتيلًا على الأقل»، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان. ينقل ثارور عن زملائه.
والى اوروبا تحديدا اسبانيا، إذ يصيب فيروس كورونا السلطات في مدريد بحالة عجز، لاسيما في القطاع الصحي، الذي أخذ نصيبه الأكبر من الأزمة في ظل تزايد عدد الإصابات التي وصلت إلى الآلاف، وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب مرضى الفيروس.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا الثلاثاء 17 آذار 2020، فيديو لمسنة إسبانية يرفض المسؤولون بمستشفى مدريد الحكومي استقبالها، برغم إصابتها بكورونا المستجد بعد ساعات قليلة من موت زوجها.
اللقطات تظهر المرأة المسنة، أمام المستشفى العام بمدريد، وهي تبكي بشدة وأعراض كورونا بادية عليها، حيث لاقت صعوبة بالغة في التنفس، بعد أن أعلمها المسؤولون بالاعتناء بنفسها بالمنزل، لأن المستشفيات قررت استقبال الحالات الحرجة فقط، لأنه لم يعد لديها طاقة على استيعاب عدد كبير من المرضى.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقول إن المستشفيات في إيطاليا وإسبانيا الموجودة في المدن الموبوءة اضطرت إلى رفض استقبال مرضى كورونا، بسبب عدم قدرتها على علاجهم، مطالبة المواطنين بالاعتناء بأنفسهم بالمنزل وعدم التوجه إلى المستشفيات إلا في الحالات الحرجة جداً.
الأطباء في إسبانيا وإيطاليا وضعوا شروطاً لاستقبال المرضى، بإيطاليا قالت السلطات إن هناك خططاً طارئة للمرضى الذين تزيد أعمارهم على 80 سنة، والذين يصعب عليهم تلقي رعاية خاصة من منازلهم.
الممرضة الإسبانية كورال ميرينو تعمل في طوارئ مستشفى جامعة “برينيسي دي استورياس” بمدريد، تقول وهي تعيش الأجواء القاتمة داخل أحد المستشفيات الإسبانية إن “الذهاب إلى العمل أصبح مثل الذهاب إلى الحرب، الوضع أصبح سيئاً جداً والكثير من زملائنا أصيبوا”، مضيفةً: “كل يوم أذهب إلى العمل أشعر بالخوف والتوتر والألم عندما أشهد هذا الموقف”.
كما أشارت كورال إلى الأزمة التي تشهدها مستشفيات بلادها قائلة إن الأطقم الطبية أصبحت مضطرة في بعض الأحيان للعمل بأقل المعدات الطبية، ومعدات الحماية والأقنعة، والعباءات الطبية بسبب نفادها. وعن طاقة استيعاب المستشفيات بإسبانيا، تقول كورال: ليس كل من يعاني من أعراض بسيطة يأتي إلى المستشفيات، وقلة الوعي تسبب لنا أزمة حقيقية، ستنهار المستشفيات بسبب هؤلاء.
كورال تذكر كذلك تفاصيل عما يحدث بداخل المستشفيات مع مرضى كورونا قائلة “يموت الكثير بمفردهم من دون عائلاتهم. بغض النظر عن مدى محاولتك عدم التأثر، فأنت تأخذهم معك إلى المنزل. أنت تبكي فقط، تبكي كثيراً على ما يحدث”.
من جهته، يطالب ممرض إسباني بتخفيف الضغط على المستشفيات والأطباء، قائلاً “لا تأتوا إلى المستشفى إذا كانت لديكم أعراض طفيفة، اتركوا الفرصة للعجزة الذين لن يجدوا من يرعاهم”.
يأتي هذا في وقت أصبح فيه تفشي الفيروس بإسبانيا وإيطاليا الأسوأ في العالم، حيث جرى في وقت سابق تسجيل ما يقرب من 1000 إصابة جديدة في 24 ساعة فقط.
ويقول مدير مركز الطوارئ الصحية إن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسبانيا تجاوز 10 آلاف، في يوم الثلاثاء 17 آذار 2020، فيما ارتفعت الوفيات إلى 491. وأضاف أن عدد الإصابات زاد إلى 11178 من 9161 يوم الإثنين.
وأعلنت الحكومة عن حزمة ضخمة حجمها 200 مليار يورو (220 مليار دولار) لمساعدة الشركات وحماية العمال والفئات الضعيفة المتأثرة بأزمة فيروس كورونا الآخذة بالاتساع. وستدفع إسبانيا إعانات العمال المسرحين تسريحاً مؤقتاً وتعلق مدفوعات الرهن العقاري لمن تأثرت وظائفهم بتفشي الفيروس، إلى جانب إجراءات أخرى.
ويقول رئيس الوزراء الإسباني سانتشث “نريد أن نحمي الوظائف ونريد من الشركات أن تعلم أن الحكومة ستساعدهم.. لن نتخلى عن أحد”. ويضيف أن الأزمة الصحية تسببت في توقف عجلة الاقتصاد بالبلاد، لكنه لم يذكر إن كان الأمر قد يصل إلى درجة الانكماش الاقتصادي كما في دول أخرى مثل فرنسا. وقال إن الحكومة ستحتاج إلى “ميزانية إعادة بناء” جديدة للتعامل مع ما بعد الوباء عندما ينحسر.
وحتى مساء الثلاثاء 17 آذار 2020، أصاب كورونا أكثر من 197 ألفاً في 163 دولة وإقليماً، توفي منهم أكثر من 7900، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة. كما أجبر انتشار كورونا على نطاق عالمي دولاً كثيرة الى إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.
يُشار إلى أنه في 11 آذار 2020، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا “جائحة”، وهو مصطلح علمي أكثر شدةً واتساعاً من “الوباء العالمي”، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon