"كوردستان الشريك الأهم": تقرير أمريكي يحث على منع "هجمات إيران" على منشآت الطاقة

"كوردستان الشريك الأهم": تقرير أمريكي يحث على منع "هجمات إيران" على منشآت الطاقة
2022-07-14T19:08:25+00:00

شفق نيوز/ وصف موقع "ريل كلير اينرجي" الأمريكي، المتخصص بشؤون الطاقة، اقليم كوردستان بأنه "الشريك الأمني الموثوق" للولايات المتحدة و"شريكها الأكبر في مجال الطاقة والأمن"، داعيا ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن إلى العمل على التصدي لمحاولات إيران ووكلائها العراقيين، استهداف مصالح الطاقة الامريكية في الاقليم، ومحاولة الاطاحة بالنظام الاتحادي العراقي الذي نشأ برعاية امريكية.

وفي بداية التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ذكر الموقع الأمريكي المتخصص ان مصالح الطاقة الأمريكية في الشرق الأوسط ما زالت تتعرض للهجوم، مشيرا تحديدا الى هجوم 22 حزيران/يونيو الماضي على منشآت للطاقة في كوردستان ممولة جزئيا من الحكومة الامريكية من جانب ميليشيات عراقية مدعومة من إيران، في ثالث هجوم من نوعه خلال اسبوع واحد، وبعد 5 هجمات اخرى سابقا على مصفاة كوردستان والبنى التحتية لخطوط الانابيب في الاقليم.

واعتبر التقرير ان اعتماد ايران لمهاجمة قطاع الطاقة في كوردستان، ليس مقصورا على الميليشيات العراقية وحدها، وانما ايضا على المحاكم العراقية من خلال منع تشكيل حكومة جديدة في بغداد لا تضم احزابا مدعومة من ايران، وهي بذلك تحقق على المدى البعيد، قلب مسار النظام الاتحادي في العراق، وخنق قطاع الطاقة في كوردستان ماليا، مشيرا الى ان هذه "الاستراتيجية" الايرانية تتحقق حتى الان.

في هذا السياق، اشار التقرير إلى أن محكمة عراقية قضت مؤخرا بان العقود المبرمة بين حكومة اقليم كوردستان وأربع شركات نفط دولية امريكية واوروبية غير قانونية، وهي خطوة تهدد بالمساس بنحو 200 الف برميل من صادرات كوردستان البالغة 450 ألف برميل يوميا.

وفي المقابل، لفت التقرير الى ان الشركات الاماراتية والروسية، بما في ذلك "روسنفت" و"غازبروم"، تمكنت من النجاة من اي تحديات قانونية، وهو الوضع نفسه الذي ينطبق على شركات عالمية تسعى بغداد الى المحافظة على وجودها في جنوب العراق، مثل "توتال" و"شيفرون".

وبالاضافة الى ذلك، فان العراق ادرج مؤخرا على القائمة السوداء شركات خدمات رئيسية ناشطة في كوردستان، بما في ذلك "هاليبرتون" و"بيكر هيوز"، مضيفا ان شركة "اكسون" هي احدث شركة "كبرى" التي تنسحب من العراق، لافتا الى ان شروط التعاقدات لا تحمي الاستثمارات المستقبلية، واصفا اياها من بين "الأسوأ في العالم".

وتابع التقرير ان محاولة ايران السيطرة على كوردستان تترافق مع الضائقة التي تعيشها اسواق النفط العالمية، في حين ان العراق، وهو ثاني اكبر منتج في اوبك، يواجه هو الاخر تحديات ضخمة في مجال الطاقة، بما في ذلك عدم قدرته على تلبية حصص الانتاج المستقبلية والاعتماد على واردات الغاز من ايران.

ثم تساءل التقرير "لماذا تتحرك ايران الان لقطع رأس قطاع الطاقة في اقليم كوردستان، وما هو الدور الذي بامكان الولايات المتحدة ان تلعبه؟"ن قبل ان يتابع ان "ايران هدفها النهائي هو قلب مسار (النظام) الاتحادي العراقي، مثلما هو منصوص عليه في الدستور العراقي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ، والذي يوفر لكوردستان شبه الحكم الذاتي وامكانية تطوير موارده للطاقة مستقبلا".

واضاف التقرير ان هذه الصيغة ساهمت في اجتذاب الاستثمار الاجنبي الى كوردستان، بما في ذلك مشاريع وحيدة للطاقة تمولها الولايات المتحدة في جميع انحاء العراق، مؤكدا ان "كوردستان تبرز باعتبارها اكبر شريك لامريكا في مجال الامن والطاقة، وهو ما يهدد الاهداف الاقليمية لايران".

واعتبر التقرير ان من بين اسباب مهاجمة ايران لاقليم كوردستان والنظام الاتحادي في العراق، انها ترى ان الولايات المتحدة، تحرص على التحول عن الشرق الاوسط لتخلف ورائها ارثها الصعب والمكلف في العراق.

كما لفت الى ان ايران تراهن على "فقدان الذاكرة" الامريكي ودور واشنطن الحاسم ما بين عامي 2003 و2005 في ضمان قيام شبه الحكم الذاتي في اقليم كوردستان، وشرط حق الاقليم في تطوير موارده للطاقة، مقابل موافقة الاقليم على الدستور الجديد في العراق.

والان، يعتبر التقرير ان امام الرئيس بايدن وهو يقوم بجولته الاقليمية وعندما يلتقي قادة المنطقة والعراق، فرصة مهمة، مضيفا ان "مستقبل كوردستان على المحك، وانه لدى الولايات المتحدة ادوات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية متعددة تحت تصرفها".

واوضح ان الولايات المتحدة وعوضا عن ان تسمح للميليشيات المدعومة من ايران، والممولة من الخزينة العراقية، بمواصلة تهديد مشاريع الطاقة الممولة امريكيا في كوردستان، فانه يتحتم عليها البحث في اتخاذ خطوات اخرى.

وذكر التقرير بان الكونغرس الامريكي يخصص مئات الملايين من الدولارات للعراق، ويذهب جزء كبير من هذه الأموال لدفع رواتب البيشمركة في اقليم كوردستان، وانه يجب على الكونغرس ان يشدد التدقيق بالتمويل الامني لبغداد مستقبلا طالما ان الميليشيات المدعومة من ايران تشن هجمات على المنشآت والاستثمارات والافراد الاميركيين.

واوضح انه ليس بإمكان الكونغرس تبرير استمرار مثل هذا الدعم في وقت تحتفظ الوزارات العراقية بصلات معروفة وتواصل تمويلها جماعات تصنفها واشنطن ارهابية.

كما دعا التقرير الى "فطم العراق" عن الاعتماد على الغاز الايراني، وحث واشنطن على التوقف عن منح العراق اعفاءات من العقوبات لاستيراد الغاز الايراني ودفع ثمنه، والذي من المرجح ان يستفيد منه الحرس الثوري الايراني، وهو ما يعزز الفساد المستشري بشكل اكبر.

كما لفت الى ان العراق ما زال يعتمد على تحويلات الدولار من الاحتياطي الفيدرالي الامريكي، وهي آلية يفترض ان توضع على طاولة التفاوض طالما ان ايران تهدد استثمارات الطاقة الامريكية في كوردستان.

وخلص التقرير الى القول ان "كوردستان تظل شريكنا الامني الموثوق به والمكان الوحيد في العراق حيث تمول الحكومة الامريكية مشاريع الطاقة"، ولهذا فانه لم يعد مقبولا ان تسمح واشنطن لايران ان تشطب شراكة الامن والطاقة الامريكية مع كوردستان والقائمة منذ 30 عاما.

ولهذا، قال التقرير ان واشنطن "لعبت دورا حاسما في انشاء اقليم كوردستان ، ويجب علينا الان حمايته".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon