"كهاريز" كركوك.. "مناجم مائية" تجذب السائحين وتستعد للدخول ضمن لائحة التراث العالمي
شفق نيوز/ ما إن تعتزم على شد الرحال والانتقال الى ناحيتي (شوان وقره هنجير) شمالي كركوك حتى ينكشف بك جمال الطبيعة وتعلو الخضرة الأرض ويبدأ خرير المياه.
ومع اوقات الربيع وخروج المئات من اهالي كركوك نحو المواقع السياحية تظهر أمامهم "كهاريز" وعيون مائية تضيف الى جمالية المناطق في كركوك.
وكهاريز هي مجموعة آبار تفصل بين الواحدة والأخرى نحو 100 قدم، وتتصل ببعضها البعض عبر قناة تجري تحت الأرض بنحو 60 إلى 80 قدماً، ويبلغ عرضها متر وعمقها يتراوح بين 2-4 أمتار، ومياهها عذبة وتنبع معظمها من نهر "خاصة صو"، أحد الروافد المغذية لنهر دجلة.
تعد كركوك (255 كم شمال العاصمة بغداد)، من المناطق التي يقل فيها تساقط الأمطار، عدا نهر الزاب الذي يمر من ناحية "التون كوبري" المحاذية لمحافظة أربيل ( عاصمة إقليم كوردستان)، ويستمر بالجريان نحو قضاء الدبس ومنها يدخل محافظة صلاح الدين ليفارق النهر أرض المحافظة التي تحتاج الكثير من مساحاتها للارواء بسبب قلة الواردات المائية من دول الجوار لنهري دجلة والفرات.
لكن كركوك تمتلك العشرات من الكهاريز والعيون ولعل اشهرها واكثرها جمالية تلك التي تستعد للدخول ضمن لائحة التراث العالمي خلال العام الحالي.
ويقول مدير الموارد المائية في كركوك زكي كريم ، لوكالة شفق نيوز، إن "محافظة كركوك تعتبر من أشهر المحافظات العراقية التي فيها كهاريز وعيون مائية تعد جزءا من المخزون المائي والمياه الجوفية، وهذه تجري من باطن الارض وباطن الكهوف ولعل أبرزها "كهاريز بيخان" السفلى والعليا الواقعة في ناحية شوان (35 كم شمال كركوك)، حيث تتميز بجريانها على طول أيام السنة ويزورها آلاف من اهالي كركوك للسياحة".
ويكشف أن "هذين الكهريزين في كركوك سيكونان خلال هذا العام ضمن مناطق التراث العالمي بعد أن زارهما وفد من اليونسكو، واطلع عليهما، ووضع لنا شروطا محددة لغرض اتمام عملية تسجيلها ضمن قائمة المواقع التي سوف تكون على لائحة التراث العالمي".
ويشير كريم إلى أن "دائرة الموارد المائية قامت بتنفيذ جميع النقاط التي طالب بها وفد اليونسكو منها وضع الموقع على شبكة الانترنت، وعلى خرائط غوغل، وأعمال اخرى ليظهر الموقع بصورة جميلة ومميزة"، لافتاً إلى أن "هذه المناطق تمتاز بوجود كهوف وتلال عالية فيها تجعل المياه المتدفقة منها مستمرة لمسافات كبيرة، وتستخدم مياهها لعمليات الإرواء والسقي".
وتعد كهاريز والعيون المائية من أهم مصادر المياه في كركوك، ويوجد في المحافظة نحو 400 منها، ويوجد في ناحية قره هنجير نحو 81 كهريزاً وعيناً مائية و توجد كذلك في ناحية تازة وقضاء داقوق.
ويقول المختص في شؤون المياه في كركوك عمار عبد الستار، لوكالة شفق نيوز، إن "كركوك تمتاز عن باقي المحافظات بوجود الكهاريز والعيون، ويمكن استغلالها بصورة مميزة لتكون من مصادر المياه المهمة، والتي هي جزء من المياه الجوفية، ومصدر للدخل الوطني كونها مناطق سياحية تجذب السائحين لها من داخل وخارج العراق".
بدوره يقول احد سكان كركوك ويدعى يوسف خليل ، لوكالة شفق نيوز، إن "اهالي كركوك يقصدون الكهاريز والعيون ومنها (كهاريز بيخان) في ناحية شوان شمالي كركوك، لقضاء الاوقات والاستمتاع بالأجواء الجميلة وعذوبة المياه، وان وضعها على لائحة التراث العالمي لليونسكو ستكون خطوة مهمة تضع كركوك على الخارطة السياحية في العراق والعالم".
وأعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقي في العام 2024، إدراج قلعة كركوك على لائحة التراث العالمي التمهيدية من قبل منظمة اليونسكو.
وأوضح مدير قسم المنظمات الدولية أحمد كاظم أن منظمة اليونسكو أُدرجت موخراً قلعة كركوك على لائحة التراث العالمي التمهيدية؛ وذلك لأهمية القلعة من حيث التنوع الثقافي الموجود فيها إذ توجد عدة جوانب منها جامع نبي الله دانيال إلى جوار القلعة، والجامع الكبير، وجامع العريان فضلاً عن وجود كنيسة أم الأحزان الكلدانية.
واتخذت اليونسكو قرارها نظراً للقيمة العالمية الاستثنائية من الناحية الثقافية، وتم إدراج قلعة كركوك تحت المعايير الثقافية التي تنص على أنها شاهد فريد واستثنائي على حضارة حية، وأن تكون مثالاً بارزاً على نوعية فريدة من البناء والمعمار، ومثالاً تقنياً ومخططاً يوضح مرحلة مهمة من تاريخ البشرية.
يشار إلى أن قلعة كركوك تضم عدة وحدات بنائية منها سوق القيصرية والقبة الخضراء والتي تعود إلى العصر الأتابكي (762ه) فضلاً عن البيوت التراثية.