كم تبلغ القيمة الفعلية لاعادة اعمار مناطق حرب العراق؟ البنك الدولي يجيب
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن دراسة أعدها البنك الدولي ستقدم إلى مؤتمر في الكويت؛ لحث الجهود الدولية على دعم إعادة إعمار مناطق الحرب في العراق.
ويشير التقرير، إلى أن الدراسة قيمت حجم الدمار الذي تسببت فيه الحملة العسكرية للبنية التحتية العراقية أثناء الحرب ضد تنظيم الدولة بـ45.7 مليار دولار.
وتقول الصحيفة إن الضرر الذي أحدثته العمليات بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ترك أثرا على محطات توليد الطاقة والمدارس والبنى التحتية المدنية، بحسب ما تشير إليه الدراسة.
ويلفت التقرير إلى أن فريقا من الخبراء قام بدراسة من خلال الصور الفضائية للمناطق التي تعرضت للدمار منطقة تلو أخرى، وقدموا دراسة تعد أهم توثيق حتى الوقت الحالي لما جرى أثناء الحرب لطرد الجهاديين، واستمرت مدة ثلاثة أعوام.
وتفيد الصحيفة بأن الدراسة تأتي في مرحلة حرجة، تواجه فيها الدولة العراقية تحديات بناء ما دمرته الحرب، وبعد شهرين من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن نهاية الحرب ضد ما أطلقت على نفسها "الدولة الإسلامية".
وينوه التقرير إلى أن هذا التقييم سيكون محلا للنقاش في المؤتمر الذي سيستغرق ثلاثة أيام في الكويت، وسيحضره مستثمرون دوليون، ومسؤولون في مجال الإغاثة، ودبلوماسيون بينهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وتعلق الصحيفة قائلة إن جهود الإعمار ستترك آثارها في قدرة العراقيين على منع ظهور الجهاديين مرة أخرى، مشيرة إلى أنه جاء في الدراسة: "يظهر في العراق من فترة دمار ونزاع وعنف.. ومظهر القلق الرئيسي هو إعادة بناء حياة الملايين في مجال الزراعة والخدمات والصناعة بأي وسيلة من الوسائل".
ويذكر التقرير أن معظم القتال تركز على سبع محافظات ذات غالبية سنية في شمال البلاد وغربها، وعليه فإن الحكومة ذات الغالبية الشيعية في بغداد فشلت في إعادة إعمار هذه المناطق بطريقة تسمح للعراقيين بالعودة وبناء حياتهم من جديد.
وتبين الصحيفة أنه لا يزال هناك مليونا شخص مشرد بسبب الحرب، ولم يعد إلا عدد قليل، حيث يعيشون في بيوتهم والبنايات المدمرة وبمستوى خدمات قليل، لافتة إلى أن الجثث في مدينة الموصل، التي قاتل فيها تنظيم الدولة حتى النهاية، لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.
ويورد التقرير نقلا عن الدراسة، قولها إن كلفة الدمار الذي لحق بالبيوت هي 16 مليار دولار، وكلفة القوة الكهربائية والمولدات 7 مليارات، فيما قدرت الدراسة كلفة الدمار للقطاع التعليمي بحوالي 2.4 مليار، مشيرا إلى أن إعادة بناء المدارس تعد أولوية لبلد يبلغ معدل العمر فيه 20 عاما، حيث تعرضت المدارس في الموصل والفلوجة والرمادي للدمار، أو دمرت بالكامل.
وبحسب التقرير، فإن الدراسة قامت بإعادة تقييم الدمار، من خلال مقارنة البنية التحتية العراقية في كانون الأول/ ديسمبر 2017 بالفترة قبل هجوم تنظيم الدولة في عام 2014، منوها إلى أن التقييم لا يحاول تحديد من أو كيف تسبب الضرر من هجمات تنظيم الدولة أو الغارات الأمريكية.
وتكشف الصحيفة عن أن الدراسة تشير إلى أن عملية الإعمار مكلفة، مستدركة بأن إعادة تأهيل المحافظات السبع ستحتاج ضعف عمليات الإعمار، وعند إضافة كلفة تحديث وبناء البنى التحتية للغاز والنفط، فإن قيمة الإعمار الإجمالية تصل إلى 88.2 مليار دولار.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الحكومة العراقية ستحاول الحصول على 100 مليار دولار لتأهيل قطاع الزراعة والطاقة والنقل في مؤتمر الكويت، منوهة إلى أن العبادي اعترف في مؤتمر دافوس بأن المبلغ ضخم جدا.