كلاب سائبة تفرض حظر تجوال في بلدة عراقية

شفق نيوز/ نجا عبد الرحمن صاحب 15 عاما من كلب مسعور هاجمه في حي التحرير بالجانب الأيسر من الموصل، وتسبب له بجروح إثر عضة له.

عبد الرحمن، أبلغ وكالة شفق نيوز، أنه شاهد الكلب متجها نحو بعض الأطفال الصغار من بينهم شقيقته الصغيرة، فحاول ان يكون هو الضحية بدلاً من أن يستفرد الكلب بالصغار وتصدى له.

وعبد الرحمن، لم يكن الضحية الوحيدة في هذا الحي، إذ هاجم الكلب المسعور 6 أشخاص آخرين من منطقتهم، فيما هاجم اثنان اخران لتبلغ الحصيلة 9 مصابين في ليلة واحدة، الأمر الذي أجبره وأشقاءه على عدم مغادرة المنزل مطلقاً، خوفاً من تكرار هجمات الكلاب السائبة.

حظر تجوال

أما محمود عمر وهو أحد سكان الحي، قال إنهم يعيشون في حظر للتجوال فرضه عليهم هذا الكلب المسعور وقال إن المشكلة تفاقمت، إذ توفي طفل قبل أيام في حي النهضة نتيجة عضة كلب أيضاً.

وبحسب عمر، فإن الكلاب المسعورة بدأت تهاجم بعضها أيضاً وارتفع عددها وزادت وحشيتها، لافتاً إلى أن "الجهات المعنية في الموصل، لم تزرهم، حتى الآن ولم يجدوا حلا للمشكلة وكل ما بقدرتهم عمله هو حبس الأطفال في المنازل وإحكام غلق الأبواب وحمل العصي معهم أثناء الذهاب للتسوق أو الخروج في الصباح أو عند ساعات المساء خوفاً من تكرار الهجمات.

عشرات الإصابات

من جانبها، أفادت مصادر طبية في نينوى، للوكالة، بأن "عدد الحالات المسجلة شهريا تصل إلى العشرات وهذا الشهر تفاوتت الحالات وتجاوزت 50 حالة في عموم المحافظة، والنصيب الأكبر هو حصة الموصل".

أما المستشفى البيطري، فامتنع عن التعليق على الموضوع بسبب جدل واسع حدث على مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة القضاء على هذه الكلاب، خصوصاً أن إحدى جمعيات الرفق بالحيوان احتجت على هذا الأمر.

حملة تطهير

لكن مصادر مطلعة، كشفت لوكالة شفق نيوز، عن وجود نوايا جدية لحملة كبيرة مشتركة ما بين المستشفى البيطري والصحة والبلدية والشرطة من اجل القضاء على هذه الكلاب السائبة والمسعورة وقد خصصت المحافظة المبالغ المالية اللازمة لهذه الحملة.

يذكر أن الهجمات المتتالية تتكرر شهريا فقد سجلت مناطق جنوب الموصل في الشهر الماضي عددا من الحالات بعد هجوم قطيع من الكلاب المسعورة على ثلاثة قرى انتهى بإصابة قرابة 10 أشخاص بمختلف الأعمار.

وينتظر الموصليون انطلاق حملات القضاء على هذه الكلاب منذ عدة أشهر لما باتت تشكله من خطر عليهم وعلى عوائلهم على إثر ارتفاع وتيرة الهجمات التي يتعرض لها أبناء المدينة، لكن عدم توفر التخصيص المالي في الفترة الماضية كان السبب وراء تأخر هذه الحملات.

لكن جمعيات الرفق بالحيوان ترفق هذه الحملات الخاصة بالقضاء على الكلاب السائبة.

وتقول إن هذه الممارسات غير إنسانية ووحشية وإن الدولة مطالبة بالحفاظ وحماية الثروة الحيوانية واللجوء إلى حلول أخرى غير القتل، على غرار التعقيم وتجميع الحيوانات الضالّة في مآوٍ ومقارّ مخصصة لها.

حقن مضادة

وفيما يخص علاج عضات الكلاب، قال مدير مستشفى الموصل العام، يوسف البدراني، إن "الحقن الخاصة بمن يتعرض للعض من الكلاب السائبة متوفرة في الوقت الحالي في المستشفى، وهي متوفرة فقط لديهم حتى يكون هناك مكان ومركزية للمصابين في مراجعتهم.

وبين البدراني، أن "عدد الحقن التي تقدم هي 5 حقن كل أسبوع تعطى واحدة منهم حسب البرتوكول العلاجي"، محذراً من "خطورة الوضع".

وأشار إلى ارتفاع كبير وملحوظ في أعداد المصابين، مردفاً بالقول: "إذا استمرت وتيرة الاصابات بالارتفاع على هذا الحال لن تكفي الحقن خلال الفترة المقبلة".

وخلص البدراني، إلى أهمية أن يكون هناك "دوراً للحكومة المحلية والجهات المعنية في وضع حد لهذه الكلاب السائبة، لما باتت تشكله من خطورة على المجتمع، وخصوصا من صغار السن والكبار الذين يعدون صيداً سهلاً للكلاب، وغالبية المصابين هم من كلتا الفئتين.