أكبر من عملية اقتراع.. المعاني الأوسع لانتخابات اقليم كوردستان
شفق نيوز/ وصف "معهد واشنطن" الامريكي انتخابات اقليم كوردستان باعتبارها "لحظة حاسمة"، وبأنها أكثر من مجرد عملية تصويت روتيني آخر، مستعرضا التحديات التي تواجه كوردستان بما في ذلك كيفية عمل حكومة الاقليم التي ستتشكل لاحقا، مع الحكومة الاتحادية والشركاء الدوليين.
وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى أنه تمت الاشادة باقليم كوردستان لسنوات لانه يمثل معقلا للاستقرار والتقدم المؤسساتي، لكنه لفت الى ان الاقليم يشهد صراعات داخلية بسبب شبكة معقدة من التأثيرات الخارجية، وأن الاستراتيجيات المتباينة التي اتبعها الحزبان الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، سواء في التعامل مع بغداد أو مع الدول المجاورة، أضعفت قدرة الإقليم على التصرف كجبهة موحدة على المشهد العالمي.
ورأى التقرير أن مثل هذه الانقسامات عواقب على الآفاق الاقتصادية وعلى مكانة الاقليم كركيزة للاستقرار في الشرق الاوسط المتسم بالاضطراب، ولهذا فإن التحدي الذي يواجه القادة الكورد الان يتعلق بما إذا كان بوسعهم إضفاء الطابع المؤسسي على سياسة تخدم مصالح كل الكورد في العراق، وليس فقط احزابهم.
واضاف التقرير ان كيفية عمل حكومة الاقليم المقبلة في ادارة علاقاتها مع كل من بغداد والقوى الدولية، ستكون حاسمة، مشيرا الى ان استقرار الاقليم امر بالغ الاهمية بالنسبة الى بغداد، وانه بالنظر الى الترابط الاقتصادي والامني بين الحكومة المركزية وبين اربيل، فان انتخابات كوردستان والقدرة على تشكيل ادارة مستقرة، ستكون له تأثيراته المؤكدة على كيفية ادارة الحكومة الاتحادية لعلاقتها المتوترة أحيانا كثيرة مع الاقليم.
واوضح التقرير انه في حال قادت الانتخابات إلى تشكيل حكومة أكثر قوة واتحادا في اربيل، فإن ذلك قد يمهد الطريق نحو تعاون أفضل مع بغداد في ميادين رئيسية مثل تقاسم عائدات النفط، والميزانية، والتنسيق الأمني.
وفي المقابل، قال التقرير؛ فإنه في حال قادت الانتخابات إلى تعزيز الانقسامات الداخلية في الاقليم، فان بغداد قد تجد نفسها في مواجهة شريك اكثر تشرذما وأقل قابلية للتنبؤ به.
ولهذا، اعتبر التقرير انه فيما يتعلق بالقادة الكورد، فانه يتحتم عليهم الحفاظ على التوازن الدقيق المتمثل بإبراز استقرارهم الديمقراطي أمام نظرائهم العراقيين، وفي الوقت نفسه التعامل مع المطالب المتزايدة بالإصلاح والمحاسبة من جانب شعبهم.
وختم التقرير بالقول ان انتخابات الاقليم، ليست مجرد دورة اخرى في الحياة السياسية في الاقليم"، موضحا ان مستقبل كوردستان معلق بالفعل في الميزان، ولهذا فإنه على قادة الاقليم الارتقاء الى مستوى الحدث وتجنب الاكتفاء بادارة الديناميكيات السياسية داخل الاقليم وحده، وانما عليهم ايضا الحفاظ على الثقة مع المجتمع الدولي وبغداد.
وخلص التقرير الى القول ان انتخابات الاقليم تعطي اشارة عن التحديات التي لا تواجه اقليم كوردستان فقط، وانما الشرق الأوسط ككل، بما في ذلك ما إذا كانت العمليات الديمقراطية بإمكانها الازدهار في منطقة تعاني من الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية، مضيفا ان الاجابة على ذلك، سيتردد صداها الى ما هو ابعد من حدود اقليم كوردستان.
ترجمة: وكالة شفق نيوز